العشق الحرام ندم وحزن ونار تحرق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

من الآفات التي إنتشرت في المجتمعات المسلمة وغيرها العشق الحرام. وذلك نتيجة الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل والزيارات والمناسبات وشبكات التواصل الإجتماعي وبرامج المحادثة وغيرها من الطرق. وهو امر لا يجوز دون عقد شرعي بالزواج. وقد يجر إلى بلاوي لا تحمد عقباها، حيث كثيرًا ما تنتهي باللقاءات المحرمة والزنا. والعشق هو الحب الشديد الذي يجعل صاحبه هائمًا وكل همه هو كيف يتواصل مع عشيقه حتى ولو كلفه ذلك دينه أو دنياه. ولذا كان العشق باب شر لا يجر من ورائه غير الآلام من بُعد العشيق والشوق إليه. أو الندم على الوقوع في المحذور والحرمان والغيرة والوله والعذاب والحزن. فلا راحة الا فيما شرعه الله تعالى من الزواج الشرعي الذي لا ندم فيه ولا عذاب للفراق. فهو طريق واضح وسهل ومملوء بالسعادة والرضي والسلام، بعكس ما تجره الطرق الملتوية. ولعل خير ما قيل في هذا الشأن قول ابن القيم رحمه الله: "وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها في الجحيم وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم وجرعَّتهم بين أطباق النار كؤوس الحميم وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة"[i]. وأعجبني قول أحدهم: "إن الحب ليس شرطًا مسبقًا للزواج.. ومن ظن أنه أحب قبل الزواج فليراجع نفسه؛ لأن عملية الحب لا تكتمل إلا بعد تجربة إنسانية كاملة.. وما يحصل من مراهقات سلوكية هذا ليس حبًا، فيه شيء من الحب، ولكن ليس الحب الناضج. وما يحصل من شعور معين أو شوق إلى لحظات معينة، هذا لا يقيم بيوتًا"[ii].

العشق الحرام من منظور مقاصد القرآن الكريم:

-العشق فيه حب وتعلق شديد بغير الله، ولذلك قد يتعارض مع مقصد إصلاح المعتقد. وحري بالمؤمن أن يكون الله ورسوله أحب إليه من غيرها.

-لعشق عادة يكون خارج نطاف الزواج، والعشيق غير الزوج في غالب الأحوال، ولذا فهو خارج حصن الزواج ولا يجوز شرعًا. وهذا يتناقض مع مقصد التشريع.

-التي تعشق تخون أهلها وزوجها إن كانت متزوجة. فقد وضع أهلها وزوجها الثقة فيها وأعطوها الحرية وأجهزة التواصل من هاتف وحاسوب، اعتمادا على أنها محل ثقة ولن تسيئ استعمالها. ولكنها بتواصلها ما الرجال الأجانب ووقوعها في العشق خانت الأمانة والثقة، وأساءت لنفسها وأهلها. وهذا يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.

كيفية التخلص من العشق الحرام:

-قطع الصلة بالمعشوق وتوقف المحادثات والمقابلات.

-التشاغل بطلب العلم والعبادة.

-الترويح مع الأصدقاء والصديقات الطيبين.

-غض البصر وحفظ الفرج.

-قراءة المواعظ ومواضيع حول عقوبة الزنا وتحريم الاختلاط وغض البصر ونحوها.

-التشاغل باللهو المباح مع الزوج أو الزوجة.

-الدعاء لأن يزيل الله عنك العشق والصبر حتى ينتهي هذا البلاء بسلام.

كيفية تفادي الوقوع في العشق:

-البعد تمامًا عن الإختلاط بين الرجال والنساء، فهناك الكثير المتلاعبين والذين يحاولون الإيقاع بالأبرياء لمجرد اللهو.

-الحذر من إعطائهم أرقام الهواتف أو إضافتهم في برامج المحادثات لغير ضرورة قصوى.

-الانتهاء عن الخلوات المحرمة، ولينتبه كل شاب وبنت أن الشيطان سيأتي من مداخل الخير؛ فيوسوس لهما بالحديث لأجل العلم أو العمل أو شيء مهم، ومن هناك تبدأ قصص العشق ويضحك الشيطان لنجاح خطته الخبيثة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 


[i] ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ)، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ١٤٠٣ هـ/١٩٨٣م، ط العلمية، الباب الخامس عشر فيمن ذم العشق وتبرم به وما احتج به كل فريق على صحة مذهبه، صفحة ١٨٩.

[ii] صاحب القول د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، وتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply