والدها يفعل بها الحرام


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

السؤال: أعرف فتاة عمرها 19 سنة أخبرتني أن والدها الكبير بالسن وملتزم بالدين والمهتم بالمسجد والمؤذن والصائم الاثنين والخميس، يزني بها منذ أربع سنوات وفتح بكراتها!

اتصلت على والد هذه الفتاة وهددته بالإبلاغ عنه للجهات المختصة ولكن لا فائدة، مع العلم أن صلتي بهذه الفتاة أني تعرفت عليها عن طريق النت ثم الجوال، ومع العلم أنني كنت قد تقدمت لخطبة هذه الفتاة من أبيها ولكنه رفض، وأنا أريد هذه الفتاة زوجة لي على سنة الله ورسوله مع أنني أعلم ومتأكد من فعل أبيها.

أريد رأيكم بهذا الموضوع، وبماذا تنصحوني؟ كيف أساعد هذه الفتاة؟ وهل تثبت التحاليل المخبرية بأن والدها هو الذي قام بهذا الفعل؟

أتمنى منكم الجدية والرد السريع، جزاكم الله خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

الجواب: أخي العزيز: شكرًا على ثقتك، ونحن معك لن نتخلى عنك، والله معنا جميعًا.
أخي العزيز: لا أُخفيك كم تألمت وتملكني الأسى، بل أن العين لتدمع حين يسمع المسلم مثل هذه المآسي في بلاد الإسلام وتقع من مسلمين.
كم هو مؤلم أن يأتي الخوف من شيء تؤمل فيه الأمن.
كم هو مؤلم أن يأتي الشر من شيء تؤمل فيه الخير.
كم هو مؤلم أن يتحول الإنسان المكرم إلى حيوان بل أضل من الحيوان.
كم هو فظيع أن يتستر الإنسان بالدين والصلاة والصيام أمام الناس، بينما هو في بيته وحشٌ كاسر وشيطان رجيم.
أخي العزيز: إن صدقت هذه الفتاة فيما تقول من فعل أبيها فقد يكون الأب مريضًا، فغالب هذه الحوادث في إطار الأسرة: ما يسمى "زنا المحارم"، فالفاعل فيها شخصٌ مجرمٌ منحرفٌ نفسيًّا، مكبوت جنسيًّا "غالبًا"، والضحية تحتاج إلى دعم نفسي، وعلاج طبي، وعون اجتماعي. أو قد تكون هذه البنت ليست بنته، ولكن ما ننصح به هو الآتي:
أولًا: أسأل الله أن يكتب أجرك فيما هممت به ونويت فعله من ستر لهذه البنت، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، ثم لتعلم أن الله سيعوضك خيرًا كثيرًا.
ثانيًا: أسال أن لا يحرمك الأجر على حرصك على هذه الفتاة... واستمر في محاولة خطبتها، واستعن بالله ثم بشخصيات اجتماعية من الحي الذي يسكن فيه هذا الأب.
ثالثًا: لا مانع من طرح الموضوع بعد التأكد من صدق الفتاة على ضابط ثقة يتفهم الأمر، ويحاول معك إنقاذ هذه الفتاة من مخالب هذا الوحش.
رابعًا: سؤال يطرح نفسه كيف سلّمت نفسها بهذه السهولة وهي في هذه السن، ثم أين أمها وأخوتها، كان الأجدر بها أن تخبر أمها عن تصرفات أبيها المنحرفة من البداية، وتشعرها بخوفها من أفعاله المريبة وتلتمس منها النصح وتطلب منها الحماية من خطر فادح سيقع بها. هذه الأسئلة وأسئلة أخرى تحتاج إلى إجابات.
خامسًا: استعن بالله كثيرا، واطرق بابه طويلًا فمن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له، ولا تيأس فالصبر عاقبته محمودة.
سادسًا: حاول أن تقترب من بيئة هذه الفتاة كثيرًا وتتأكد من صدقها فيما تقول، فليس من السهل واليسير أن يقع من أبٍ مصلٍ صائمٍ محافظٍ على دينهِ ما ذكرت، فإن كان ما ذكرت صدقًا فأسأل الله أن يعينها وأن يفرج همها وأن يجمع بينكما على خير.
سابعًا: لا ننصح بعد التأكد من أن الأب هو الفاعل بمحاولة البحث عن الأمور الطبية لمعرفة ما إذا كان الأب هو الفاعل، بل الأفضل ستر الأمر والله يتولاه.
هذا والله المستعان وعليه التكلان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply