عائشة في مرويات الشيعة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

1-  أجمع علماء الشّيعة على تنزيه جميع زوجات الأنبياء من فاحشة الزّنا، فيستحيل أن يُبعَث نبيّ وله زوجة ترتكب هذه الفاحشة، لما لها من تأثير سلبي على دعوته، فهي تتعارض تعارضًا واضحًا مع الغرض الذي أرسل لأجله أصلًا، وكذلك أمّهات الأنبياء وبناتهم يشملهنّ الحكم نفسه.

2-  صرّح بذلك من كبار علماء الشّيعة المعتبرين: الشّريف المرتضى، والطّوسي، والطّبرسي، وابن المطهر الحلي، وكثير غيرهم من القدامى والمعاصرين، ولهم فيها مؤلّفات خاصّة معاصرة ككتاب تنزيه زوجات الأنبياء عن الفاحشة لحسين الخشن وكتاب براءة نساء الأنبياء من الزّنا لأحمد سلمان، وكتابات أخرى.

3-  علماء أهل السّنة أنفسهم ينزّهون الشّيعة عن هذا القول أيضًا، وألّف في ذلك الشيخ السّني محمد عارف الدّمشقي كتابًا سمّاه: الحصون المنيعة في براءة عائشة الصّديقة باتفاق السنّة والشّيعة.

4-  ما نُقل عن بعض علماء الشّيعة في هذه القضيّة بما يفيد اتّهام أمّ المؤمنين يردّه علماء الشّيعة أنفسهم ولا يعتبرونه ويرون أنّه قول باطل مردود ليس له قيمة. وهذا ضروري أن تفهمه حتى لا يخدعك أحد المتعصّبين بإبراز روايات وأقوال شيعيّة ليس لها وزن عندهم أنفسهم.

5-  يرى علماء الشّيعة أنّ الآيات الواردة في سورة النّور لم تنزل في السّيدة عائشة وأنّ الحديث المروي في صحيح البخاري الذي يحكي قصّة الإفك لا يصحّ أصلًا، ويذكرون في رواياتهم أنّ الآيات إنّما وردت في السّيدة ماريّة القبطيّة حيث كان قد قذفها بعضُهم بالفاحشة فنزلت آيات سورة النّور تبرئة لها مما قيل عنها، وهذا خلاف ما تشير إليه أكثر الرّوايات الصّحيحة في كتب أهل السّنّة.

6-  إشاعة هذا القول مؤخّرًا من بعض مجرمي المتصدّرين من الشّيعة (ياسر الحبيب نموذجًا) ما هو إلا نتيجة طبيعيّة لشيوع التعصّب والطّائفيّة، ويقوّيها استغلال جهل عوام الشّيعة بأقوال أئمّة مذهبهم واستغلالهم سياسيّا من أجل إذكاء نار العداوات والخصومة.

7-  بناء على ما سبق فهل الشّيعة يحبّون السّيدة عائشة؟! المذهب الشّيعي له موقف من أمّ المؤمنين عائشة نظرًا لموقفها تجاه الإمام عليّ بن أبي طالب الذي يتعصّب له الشّيعة تارة بحقّ وتارة بباطل، فمنهم من ينتقد مواقفها السّياسيّة مع إجلالها واحترامها، ومنهم مَن يبغي عليها، لكن لا أحد منهم يتّهمها في عرْضها وهذا هو الشّيء المتّفق عليه بينهم جميعًا.

8-  مما ساهم في نسبة هذا القول الشّنيع إلى الشّيعة بعض جهلة أهل السّنة المتصدّرين للردّ عليهم ممن تحرّكهم الطّائفيّة العمياء أيضًا، يريدون من وراء ذلك أن ينفّروا النّاس عن التشيّع ولو كان هذا التّنفير بباطل، والحقّ أن هذا ليس من أخلاق المؤمنين ولا من تعاليم الإسلام الدّاعية إلى إقامة القسط والعدل مع كلّ أحد سواء كان مسلمًا أو غير مسلم. وعليه فهؤلاء يتحمّلون وزْر إشاعة هذا القول بين العوام، فلولاهم لما خطر على بال مسلم أنّ هناك مسلمًا يمكن أن يتّهم زوجة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في شرفها خصوصًا في المجتمعات التي لا ينتشر فيها مذهب الشّيعة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply