رائدة النسوية بين التنظير والحياة الواقعية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

سيمون دو بوفوار، رائدة وقائدة الحركة النسوية الفرنسية بل والعالمية، مؤلفة إنجيل النسوية (الجنس الآخر)، وإحدى أهم الملهمات للحركات النسوية، والداعية لتمرد النساء والفتيات، ما كانت تقرره نظريًا كان يختلف عن أمنياتها وحياتها الحقيقية!

فقد كانت سيمون دو بوفوار تدعو بحماس منقطع النظير إلى عدم الخضوع إلى الرجال والتمرد عليهم، بل كانت تدعو إلى عدم الخضوع للأسرة والمجتمع، وكانت تحث على التمرد والتحرر وتحقيق الذات، وكانت لدعواتها آذان صاغية من قبل فتيات العالم، الذين صدقوا بها وذهبوا إلى تطبيقها في حياتهم الواقعية!

فكانت سيمون دو بوفوار تهاجم النساء الخاضعات للرجال وتزدريهن وتستنفص منهم، وترى أن المرأة التي تخضع للرجل لديها خلل في تركيبتها النفسية، وأنهم عدوات التحرر. حيث تقول: "هناك نساء دائمًا وبسبب تركيبتهن الفسيولوجية كنَّ منذ قديم الزمن خاضعات للرجل أبدًا".

هذه الرائدة النسوية المتمردة والتي كانت تدعو نساء العالم للتمرد على الرجل، كانت تكتب لحبيبها الأمريكي نيلسون ألغرين -في لحظة شفقة وتية وعشق هائم، بعد أن هجرها عشيقها الأول جان بول سارتر لبعض الوقت وذهب لمن هي أصغر سنًا- وتقول له: "سأكون مطيعة لك مثل زوجة عربية".

لقد تحولت البوصلة فجأة عند الرائدة النسوية المتمردة، وذهبت مع الرياح في تلك اللحظات لغة التمرد والغطرسة المصطنعة وعدم الخضوع للرجل، وأصبح أسمى أهدافها هو الخضوع في طواعية لعشيقها، ليصبح فن النساء كما تقول سيمون دو بوفوار: "الفن هو أن تصطادي زوجًا، والعمل هو أن تبقيه معك".

لقد كانت سيمون دو بوفوار رائدة الحركة النسوية من أكثر النساء انحطاطًا في أخلاقها، فلك أن تتصور -وربما تعجز عن ذلك- أنها أقامت كل العلاقات الجنسية المتخيلة، جماعية وفردية، طبيعية وشاذة، ومع فتيات صغيرات في السن، ومع عدة شركاء من الرجال، في انحطاط لا مثيل له لهذه الرائدة النسوية!

تقول سيمون دو بوفوار: "كنتُ أتمنى أن أكون صريحة ومتوازنة في وصف ميولي الجنسية. أن أكون مخلصة من وجهة نظر واحدة من المناصرات لحقوق المرأة. كنت أحب أن أخبر النساء حول حياتي الجنسية، ومن المستبعد أن أكتب حول ذلك الآن لأنَّه سيؤثر على أناس قريبين جدًا مني".

كانت تقول هذا الاعتراف بعد أن بلغت السبعين من عمرها! فقد كانت حياتها الجنسية التي كشف عنها مؤخرًا في غاية الانحطاط، علاقات متعددة مع الرجال في وقت واحد، وعلاقات سحاقية مع فتيات صغيرات ومراهقات، وما أخفته كان أعظم، لقد كانت رائدة السفالة والانحطاط وصاحبة إنجيل الشبق والانحدار الإنساني!

وللأسف، فوسائل الإعلام تكرس الكذب والزيف بعادتها، والفتيات يقدسن من يكذب عليهن باسم المبادئ التي تدغدغ مشاعرهم، كما كان يفعل دعاة التحرر والتمرد من أمثال جان بول سارتر، رمز الحرية والوجودية، وسيمون دو بوفوار، رمز ورائدة الحركة النسوية، الذين كانوا أيقونة الشباب والفتيات في عصرهم!

تقول الدكتورة هازل رولي، الباحثة الغربية والمتخصص في جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار: ‏"تبين في النهاية أنَّ هذين المدافعين عن قول الصدق كانا يكذبان دائمًا على العديد من الفتيات غير المستقرات عاطفيًا".

لقد كانت سيمون دو بوفوار، رائدة الحركة النسوية، المنحطة أخلاقيًا تعود إلى بيئة أسرية مريضة ومحطمة نفسيًا، مما ألقى بظلاله على تركيبتها النفسية المضطربة وشهواتها الجامحة، وهكذا ستجد كثيرًا أنه وراء كثير من الأشخاص المرضى والمضطربين في أخلاقهم ونفسياتهم عوائل مضطربة ومريضة!

فأمها مريضة، وجدتها أنانية نرجسية مصابة بعقد نفسية، حيث تقول سيمون دي بوفوار: "لا أعتقد أن أمي كانت سعيدة عندما كانت فتاة، كانت تتذكر الماضي المرير، وتشتكي لي أكثر من مرة عن جفاف والدتها". وأمها تصف جدتها بأنها كانت: "متغطرسة، وأطفالها لم يكن لديهم سوى مكان ثانوي في حياتها".

أما بالنسبة إلى جد سيمون دي بوفوار، فتتذكر أم سيمون أنه كان يغالي في حب بنته الأصغر سنًا منها بخمس سنوات، لأنها كانت "شقراء فاتنة الحسن"!!! ولهذا السبب وعدم العدل في المساواة، فقد أثار ذلك في نفس الأخت الكبرى

(أم سيمون) حقدًا دفينًا وغيظًا كامنًا، و"غيرة حامية لا تمحى".

وعندما رزقت أم سيمون بابنتها سيمون البنت الكبرى، ثم رزقت ببنت ثانية الصغرى، وحين بلغت سيمون سن المراهقة، راحت أمها تمارس نفس اللعبة، "فـنعتتني  أمي بأعلى الصفات الفكرية والأخلاقية، كانت تتباهى بي، فأذلت أختي وسحقتها، وكانت هي الأصغر، فائقة الحسن شقراء، كانت أمي تنتقم منها"!

وهكذا كانت نشأة سيمون دي بوفوار في مثل هذه العائلة التي يتطور فيها الانتقام والإذلال من أحب الشكل الظاهري من مصدر يفترض به أن يكون منبع الرحمة والحنان والعطف، وهو الحال نفسه الذي نشأ فيه جان بول سارتر، فكان يحس باحتقار عميق بسبب يهوديته وشكله القبيح، ويعاني من نقص عميق في ذاته!

إن هؤلاء المرضى سيصبحون في مجتمعات وثقافة مريضة المنظرين للأخلاق والمبادئ الإنسانية الحضارية، ورواد التحرر والتقدمية والتنوير، ورموز الثقافة في العالم، حيث كانت صورهم وأخبرهم تملأ الصحف وشاشات التلفاز حول العالم، ويستقبلون في العالم من الجماهير العريضة، ويُتَهافت على كتاباتهم!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply