أفلام الزّنا


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

جلس معي شابٌ جلسةً طويلةً رأيتُ فيه فرحًا وطمأنينة يتوقّدُ نشاطًا وقد علمتُ أنه على أبوابٍ كثيرة من الخير..

قلت له: تدري، والله أنا سعيد جدًا بهذه الجلسة وبك.. أنت شابٌ مثل الورد... وأنت بالنسبة لي مصدر نشاط..

قال: سبحان الله، لو كنتَ رأيتني قبل ثلاثة أشهر فقط لحرنتَ على حالي، لقد عشتُ زمنًا طويلًا مذلولًا لمعصيةٍ ما.. يلعبُ بي الشيطانُ وأجري خلف أهوائي.. أشعرُ أني عبدٌ أسيرٌ لا أملك الفكاك منها..

وفي ذات يوم (وقد أهلكني التعبُ من إسرافي على نفسي)، قمت فتوضأتُ وصليتُ ركعتين وقلت: يا رب أصبتُ ذنبا فأغفر لي،  وارفعني من الوحل الذي سقطت فيه، اصرفني عن ذلك الذنب.

وبقيتُ مدةً أملكُ نفسي مهما حدّثتني نفسي بالمعصية ومهما كانت قريبةً مني.. ونفسي تشتهيها.. وأنا أُجاهدُ وأُعَذَّبُ.

فقلتُ: يا رب.. يا رب.. يا رب.. لا تُعذّبني بشهوةٍ أُجاهدُ نفسي عنها لك وحدك طاعةً لك خوفًا منك ورجاءً فيك وشكرًا لنعمتك.. فطهّر قلبي منها واصرفني عنها..

يقول: فأقسمُ بالذي يعلم السر وأخفى ما بقيتْ تخطرُ على بالي ولا يلتفتُ إليها قلبي بحمد الله.

وكانت -والله- نقطة الانطلاق في أعمال الخير المتنوعة في عبادي ودراستي وقرآني وذكري لله ونشاطي وفرحي.. لقد كنتُ مسجونا وأُطلِقتُ.. كنتُ أعمى ميتًا.. وعلمتُ هذا المعنى علم اليقين:

}وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا{.

}يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا{.

فالحمد لله الذي نجاني وهداني ولا حول ولا قوة إلا به

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply