فرصة تربوية عظيمة في رأس السنة الميلادية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

كثيرٌ من الآباء يتقن الأساليب التربوية مع أهله وأولاده، ويمارسها فيما يتعلق بالآداب والأخلاق، وربما  الأمور الفقهية، ونحو ذلك، لكنه يقول: مسائل العقيدة أنا لا أخوض فيها ، فهي مسائل مُعقّدة متشابكة أخشى أن يضيع الولد فيها، أو -بصراحة- أجدها جافة، وأنا لا أتقن تعليمها!!

وهذا مايجعل الطفل ينشأ ويترعرع وماعنده أبسط مبادئ الإيمان وأصول الدين!! فربما يحفظ القرآن كاملًا مجوَّدًا، ولايعرف معنى:}لَكُم دِینُكُم وَلِیَ دِینِ{أو يفهمها على عكس وجهها.

وهذه الأيام التي يحتفل بها النصارى بأعيادهم، نجد فيها فرصة كبيرة للأبوين والمربّين أن يعطوا دروسًا عقدية عمليّة للأهل والأولاد، وذلك بمجرد ترك كل مظاهر الاحتفال والتهنئة والمباركة بالأعياد والعام (النصراني) الجديد، وعدم المجاملة في ذلك، والنهي عنه، وتذكير الأولاد بأننا - والحمد لله -  مسلمون، ماعندنا سوى عيدين: الفطر والأضحى، والله تعالى يقول}:وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{.

لا علاقة لنا بالكفر وأهله، ولاتعنينا مظاهره وأعياده، فنحن وحدنا على الحق وعلى صراطٍ مستقيم، نسأل الله أن يثبتنا عليه ، وهم ضالون، من أهل النار ، ونستعيذ بالله كل يوم أكثر من عشرين مرة من سلوك طريقهم، واتباع سبيلهم }اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ{.

أقول لولدي: فهل لأهل الحق أن يتبعوا أهل الباطل؟ أو يتشبهوا بهم ويقلِّدوهم؟ والأفظع من ذلك يباركوا لهم أعيادهم الدينية!!

إذا رأيت مَن يسجد لصنمٍ، أو يشتُم الربَّ عز وجل!! فهل يجوز لك أن تَربِتَ على كتفه، أو تجاملَه وتُباركَ له كفرَه؟!

وهل تعلم أن مَن ينسُبُ الولد لله تعالى يشتُمه في ذلك؟ تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

جاء في "الصحيحين":

 قال الله  تعالى: شتَمَنِي ابنُ آدمَ ؛ وما ينبغِي لَهُ أَنْ يشتُمَنِي ، وكذَّبَني ؛ وما ينبغِي له أن يُكَذِّبَني ، أما شتْمُهُ إيَّايَ فقولُهُ: إِنَّ لِي ولدًا ، وأنا اللهُ الأحدُ الصمدُ لم ألِدُ ولَمْ أُولَدُ ولَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أحَدٌ.

 إنه درس سهلٌ واضح عظيمٌ في العقيدة للأهل والأولاد ينبغي أن لا ينشغل عنه أبٌ مسلم حريص على تربية أولاده وحمايتهم من فتن هذا العصر ودعاة الشرّ الكثُر الذين يقفون على أبواب جهنم ويرغّبون  الناس بها، ويزينون طريقها.

إن مَن يقرأ كلام الله تعالى في وصف قول النصارى يقشعر بدنُه من فظاعته}وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا - لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا{.

إن من واجب الأب الحريص على أهل بيته أن ينتهز هذه الفرصة لتذكيرهم بثوابت العقيدة، وأصول الدِّين بيُسرٍ وسهولة، ومن غير تَكلُّفٍ أو تعقيد، وقد صرنا نشاهد رياح الفتن تعصِفُ بكل اتجاه، وتطيحُ بكثيرٍ من أبناء المسلمين وللأسف، والله تعالى يقول:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"والرَّجُلُ راعٍ في أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ". رواه البخاري.

ولنحمد الله على نعمة التوحيد، ونَدْعُوه دائمًا}:قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply