بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حاول عبدالوهاب مطاوع في كتابه «ترانيم الحب والعذاب» أن يستخلص القواسم المشتركة بين الأزواج الذين يعيشون حياة سعيدة وهانئة، والتي استفادها من خبرته الطويلة في هذا المجال ومن الرسائل اليومية التي تصله من مختلف الأزواج، فوجدهم يشتركون في هذه النقاط :
- معظم السعداء لم يسبق زواجهم قصص حب عنيفة، وإنما تزوجوا في الأغلب الأعم زواجًا تقليديًا، ثم ولدت بذرة الحب الهادئ بينهم خلال فترة الخطبة ونمت وازدهرت بالعشرة الطيبة بعد الزواج .
- كل السعداء يتبادلون الإعجاب ببعضهم البعض ويؤمن كل منهم بأن شريكه في الحياة إنسان مميز ويغبط نفسه على الارتباط به، ولا يُخفي عنه هذا الإعجاب ولا يبخل عليه بالتقدير أمام الآخرين .
- كلهم يتبادلون ما يمكن تسميته بالعطف الإنساني، فيُقدّر كل منهم للآخر جهده في الحياة لإسعاد الطرف الآخر وإسعاد الأبناء والقيام بواجباته العائلية، ولا يكتم عنه هذا الإشفاق، ويُعبر عنه من حين لآخر .
- كلهم بلا استثناء يتفقون على أهمية تكتم أسرارهم العائلية حتى عن أقرب الأقربين إليهم، ويعتبرون خلافاتهم العابرة شأنًا خاصًا لا يجوز لأحد التدخل أو المشاركة فيه.
- كلهم بلا استثناء لا يُقصرون في واجباتهم تجاه الطرف الآخر، ابتداء من الواجبات المادية إلى المعنوية إلى اللفتات الصغيرة التي ترضي النفس، وتذكر صاحبها بأهميته لدى الطرف الآخر .
- كلهم يحكون عن الطرف الآخر بأن البسمة لا تغيب عن وجهه، ولهذا فمتاعب الحياة كلها تواجه بالابتسامة الحانية وروح التفاؤل، وليس بالتجهم الكئيب والتشاؤم الكريه .
- كلهم وبلا استثناء لا يقارنون حياتهم بحياة الآخرين، ولا يعنيهم ما حققه هؤلاء الآخرون في حياتهم من نجاح مادي أو ثراء، أو ما اقتنوه من أشياء أو ممتلكات، ولا يشعرون بأنهم أقل من الآخرين، فينطوي أحدهم على المرارة الباطنية تجاه الطرف الآخر، لأنه لم يحقق له ما كان يستحقه من الحياة .
- كلهم يجدون متعة الحياة الحقيقية في القرب من شركاء حياتهم، فإذا تواجدوا معًا لم ينقطع حبل الحديث بينهم طوال الوقت، لأنهم في حالة حوار متصل فيما بينهم إن لم يكن بالكلام فبالأفكار والنظرات واللمسات والعيون
- كلهم يستمتعون بعلاقتهم الحسّية وينالون إشباعهم فيها، ويعتبرونها جزءًا مكملًا لعلاقتهم العاطفية، ولكنها ليست الجزء الأهم ولا الأوحد، فما بينهم من روابط عاطفية وإنسانية وذكريات مشتركة يثري أرواحهم أكثر بكثير من اللحظات الحسّية العابرة .
- كلهم تجمعهم رؤية متقاربة للحياة إن لم تكن مشتركة أو متماثلة، ويتخذون من الحياة موقفًا نفسيًا واحدًا أو مشابهًا، وليست بينهم تناقضات حادة في رؤيتهم للحياة .
- كلهم بلا استثناء يتحلّون بروح التسامح في علاقاتهم بشركاء حياتهم، وينسون الإساءة سريعاً، ويغفرون الأخطاء العابرة وغير المتعمدة، لأن من لا يتسامح مع من يحب لن ينعم بالصفاء معه.
- كلهم جميعًا يُعطون للشركاء قبل أن يأخذوا منهم، ولا ينتظرون مقابلًا لما أعطوه؛ لأن الحب في مفهومه الحقيقي عطاء بلا تحفظات ولا حسابات .
- جميعهم يسلكون سلوكًا نفسيًا متزنًا تجاه شركائهم وتجاه الحياة بصفة عامة، ونقاط الإلتقاء بينهم أكثر من نقاط الاختلاف، وهم في تمازجهم وتقاربهم لا يفقدون خصائص شخصياتهم وطبيعة اهتماماتهم .
فهذه "خبرة السعادة" كما استخلصها عبدالوهاب مطاوع من رسائل السعداء، جعلني الله وإياكم ومن نحب منهم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد