بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
عقد الغزالي فصلا في تربية الصبيان في كتاب الإحياء وعجبت من بعض ما يعده رفاهية في عصره هو الآن عادي عندنا مثل لبس الملون، لكن ذلك الفصل اشتمل وصايا قيمة سأنقلها على طولها، ولا تمنعكم الإطالة من الاستفادة منها والتفكر فيها.
1- مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يكرم عليه ويجازى عليه بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك ستره ولا يكاشفه ولا يظهر له أنه يتصور أن يتجاسروا أحد على مثله ولا سيما إذا ستره الصبي واجتهد في إخفائه.
2- لا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه وليكن الأب حافظا هيبة الكلام معه فلا يوبخه إلا أحيانا والأم تخوفه بالأب.
3- ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل.
4- يمنع من أن يفتخر على أقرانه بشيء مما يملكه والداه أو بشيء من مطاعمه وملابسه أو لوحه ودواته بل يعود التواضع والإكرام لكل من عاشره والتلطف في الكلام معهم.
5- لا يضع رجلا على رجل ولا يضع كفه تحت ذقنه بحضرة غيره.
6- ويمنع اليمين [الحلف] رأسًا صادقًا كان أو كاذبًا حتى لا يعتاد ذلك.
7- ينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب المكتب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش.
8- ينبغي (إذا تكرر منه فعل قبيح) أن يعاتب سرًا ويعظم الأمر فيه ويقال له إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا وأن يطلع عليك في مثل هذا فتفتضح بين الناس.
9- ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يشبه كل من يكثر الأكل بالبهائم وبأن يذم بين يديه الصبي الذي يكثر الأكل ويمدح عنده الصبي المتأدب القليل الأكل.
10- يُعلم حسن الاستماع إذا تكلم غيره ممن هو أكبر منه سنا وأن يقوم لمن فوقه ويوسع له المكان ويجلس بين يديه ويمنع من لغو الكلام وفحشه ومن اللعن والسب ومن مخالطة من يجري على لسانه شيء من ذلك.
وصايا الغزالي أطول مما نقلته بكثير ومن أراد الاستزادة فدونه كتاب الإحياء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد