بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تعد مهارة الاستنتاج منزلة عالية تفوق مستوى التدبر، حيث انها وصول إلى الحقائق العلمية، والابتكار في طريقة إثبات المعطيات وعلاقتها بالنتيجة، فهي تكوين رابط مشترك بين الفرضيات والنتائج.
وبشكل أوضح الاستنتاجات هي مجموعة البيانات المقترنة بالأدلة، فهي مجموعة الحقائق العلمية التي اثبت الكاتب صحتها او عدم صحتها.
قال تعالى:}أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنۢبَتْنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍۢ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ{ [النمل/60].
نلاحظ هنا في هذه الآية الكريمة ذكر فرضيات الدراسة:
-1من الذي خلق السماوات والأرض.
-2من الذي انزل من السماء ماء فانبت الحب والزرع.
بعد فحص الفرضيات نرى عدم أهلية البشر في خلق السماوات والأرض وايضا عدم قدرة البشر على إنزال المطر.فجاءت النتائج بأن الله وحده القادر على كل شيء ولا يوجد معه إله غيره.
عند التدبر في آيات الله نرى بجلاء طرح الفرضيات والنتائج معا في بوتقة واحدة في آيات كثيرة في القرآن الكريم، مما يعطي ثقة للنفس في تقبل النتيجة بكل طمأنينة ويقين.وفي آية أخرى قال تعالى:}أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ{ [النمل/62] .
تأمل معي كيفية طرح القرآن للفرضيات والنتائج باسلوب يخاطب العقول وبشكل تقريع للقلوب فرضيات الدراسة في الآية:
-1من يجيب المضطر .
-2من يجعلكم خلفاء الأرض .
فجاءت النتائج بأسلوب تقريع للنفوس المتكبرة عن قبول الحق، وهي بذلك تنطق بوحدانية الله. فالاستنتاج في القرآن الكريم هو بمثابة النتيجة النهائية للرسالة الربانية التي يستشف منها الباحث الحقائق الربانية.
مع الأسف الشديد الكثير من الناس لا يدركون جيدا وظيفة الاستنتاج القرآني فهم مسؤؤلون عن كافة إنجازات البحث القرآني بشكل اكثر دقة. فالاستنتاج يساعد على اكتشاف المعرفة وتنظيمها وتوليدها وتوظيفها في جميع ميادين الحياة.
عند قراءة القرآن نتضح كم هائل من النتائج الربانية التي ظفرت بالأدلة والبراهين التي تمخضت في ثنايا البحث العلمي.
مقالي هذا هو نواة لاستظهار مهارة الاستنتاج في القرآن الكريم، وطرح معرفي في إطار الإستفادة من القرآن الكريم واستخراج كنوزه الثمينة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد