بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في كتابه الماتع «الدولة الأموية» يسرد لنا د. يوسف العش تاريخ هذه الدولة سردا تحليلا لا روائيا ويبدأ سفره بقوله: على التاريخ أن يبين لنا كيف تكون هذا الحادث من مجموعة العوامل، وأن يحدد لنا أثر كل عامل منها في الحادثة التاريخية، ولا ريب أن مهمته هذه غاية في الصعوبة. فمن السهل عليه أن يسجل الحادثة كما وقعت، أما أن يشفع تسجيلها بذكر العوامل التي جعلتها تقع كما وقعت فذلك حمل ثقيل ينوء تحته، لكنه حمل لابد له من أن يتحمله مهما كان ثقيلا.
أما التفاصيل في التاريخ فيبحث عنها المؤرخ ليدل على نظريته أو ليتفهم الوقائع، ويضعها موضعها الصحيح، وكتابنا هذا ليس للمؤرخين بل للتاريخ، وليس للمختصين بل للمطلعين.
• لقد حاول الكثيرون أن يصموا تاريخنا بكثرة الفتن والحروب والمكائد الاضطرابات، غير أن النظرة الصحيحة إلى التاريخ من خلال عوامله العديدة تعطي البيان الواضح عن أن هذه الوصمات لا أصل لها صحيحا، وأن كل ما في الأمر أن هنالك تفاعلات في المجتمع الإسلامي العربي كانت تأخذ طريقها، ولابد أن تأخذ طريقها في ذلك المجتمع، وأن هذه التفاعلات سنة من سنن الله{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب:62] وهي تفاعلات تحدث في كل أمة، بل إن الأمم الأخرى كانت تتلقاها بعنف أكثر مما تلقاها به المسلمون والعرب، وتاريخ الأمم الأخرى ممزوج بالحروب والفتن والاضطرابات أكثر من التاريخ العربي، فهذا تاريخ فرنسا وألمانيا منذ الثورة الفرنسية... إن تاريخها مليء بالحروب: حروب الثورة الفرنسية، حروب نابليون، حرب 1870، حرب 1914، حرب 1939، كل ذلك في مدى لا يتجاوز قرنا ونصف قرن، والضحايا التي وقعت في هذه الحروب تتجاوز أضعافا مضاعفة ضحايا الحروب في تاريخنا أجمعه.
• دامت هذه الدولة حتى ١٣٢ه، وامتدت من أجزاء من الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا، وتعرضت لكثير من الهجوم والغبن بفعل الشيعة وأذنابهم.
• كانت أول إمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف لها حاكم واحد، وإمبراطورية تكتب بالحروف العربية رغم تعدد اللهجات... أما في خلال المائة عامة الأخيرة حرص المحتل على تغيير الحروف العربية بحروف لاتينية.
• مؤسسها سيدنا معاوية بن أبي سفيان معاوية بن أبى سفيان صخر (رضي الله عنهما) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب يلتقي نسبه مع نسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند عبد مناف.
• يقول ابن كثير -رحمه الله-: كانت سوق الجهاد قائمة في بني أميّة، ليس لهم شغل إلّا ذلك، وقد أذلّوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبًا ولم يتوجّه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلّا أخذوه.
• ولا يُعلم لعائلة حكمت دولة الإسلام كان لها فضل على بني الإنسان مثل عائلة بني أميّة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين، فلبني أميّة أيادٍ بيضاء على أمّة الإسلام منذ فجر الدّعوة وحتّى يوم القيامة.
• فعثمان بن عفان الأمويّ رضي الله عنه هو الّذي جمع القرآن.
• وأمّ المؤمنين أمّ حبيبة بنت أبي سفيان الأموية –رضي الله عنها وأبيها - يكفيها ما نقلته إلينا من سنن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.
• ومعاوية بن أبي سفيان الأمويّ -رضي الله عنه- هو الّذي كتب الوحي من صدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
• وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أميّة -رضي الله عنه- كان أحد شهداء بدر الثّلاثة عشر.
• ويزيد بن أبي سفيان الأمويّ -رضي الله عنه- هو فاتح لبنان وقائد جيوش الشّام.
• ويزيد بن معاوية الأمويّ هو قائد أوّل جيش يغزو مدينة القيصر «القُسطنطينيّة».
• وبنو أميّة فيهم خالد بن يزيد الأمويّ مكتشف علم الكيمياء.
• وبنو أميّة فيهم فاتح الشّمال الإفريقيّ عقبة بن نافع الأمويّ رحمه الله.
• وقبة الصخرة بنى مسجدها الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي رحمه الله.
• وبنو أميّة فيهم الخليفة عمر بن عبد العزيز الأمويّ رحمه الله.
• والأندلس فتحها الأمويّون، وأرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا، وتركيا، وأفغانستان، وباكستان، والهند، وأوزباكستان، وتركمانستان، وكازاخستان.
كلّها دخلت في الإسلام على ظهور خيول أمويّة، وحمل بنو أمية الإسلام إلى أوروبّا، فالأندلس التي فتحها الأمويّون.
• وجنوب فرنسا أصبح أرضًا إسلاميّة فقط في زمن خلافة بني أميّة.
• عبد الرّحمن الدّاخل الأمويّ بعد الله هو من أنقذ الأندلس من الدّمار.
• وعبد الرّحمن النّاصر الأمويّ كان من أعظم ملوك الأرض.
• وبنو أميّة نشروا رسلهم في أصقاع الأرض يدعون النّاس إلى دين الله سبحانه وتعالىٰ، حتى وصلت رسلهم الصينيّين الّذين أسموهم بـأصحاب الملابس البيضاء.
• وفي عهد بني أميّة انتشر العلم وساد العدل أرجاء الخلافة، وبدأ جمع الحديث النّبويّ الشريف زمن حكم بني أميّة.
• وبنو أميّة هم الّذين عرّبوا الدّواوين، وهم الّذين سكّوا أول عملة إسلاميّة، وهم أوّل من بنى أسطولًا إسلاميًّا في التّاريخ.
• وقد وصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي إلى أكبر اتّساع لها في تاريخ الإسلام.
فكان الأذان في عهد بني أميّة يرفع في جبال الهملايا في الصّين، وفي أدغال أفريقيا السّوداء، وفي أحراج الهند، وفوق حصون القسطنطينيّة، وعند أبواب باريس، وفوق مرتفعات البرتغال، وعلى شواطئ بحر الظلمات، وعند سهول جورجيا، وعلى سواحل قبرص.
وترفرف على قلاع تلك البلدان رايات بيضاء مكتوبٌ عليها «لا إله إلّا الله، محمدٌ رسول الله».
هي رايات بني أمية، فجزاهم الله خيرًا وأحسن لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم لما قدّموه للإسلام والمسلمين من إحسان وجعله في ميزان حسناتهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد