بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الكتابة فن وذوق يلامس الذات وتصحبه في سياقها للافكار والمواضيع، فهي فنون الفكر والمعرفة والريادة الشخصية للتعبير عن الذات وأنطلاقها في هذه الحياة الدنيا.
فالكتابة أولًا وأخيرًا هي تشخيص للذات الأنسأنية وما يحويها من أمتعة فكرية وثقافية واقتصادية واجتماعية، فهي تعطي نظرة عميقة لذات الكاتب وتستلهم عنفوأن إبداعه وتميزه عند البدء بها.
يستطيع الكاتب أن يكون مميزًا في طرحه للمواضيع وصياغتها بشكل مبتكر وجذاب، اذا لامس شغاف قلبه موضوعه وأنار فكره اطروحاته، فهو يهضم مادته وقالبه ونتائجه مما يعطي نفسه قلما سيالا في الكتابة والتفنن في عرضه وتقديمه.
هناك الافكار الكثيرة لكي تصبح كاتبًا مميزًا، ولكن الشئ الوحيد الذي يجب أن يلامس فكرك ويضخ بمعرفتك ويمارس هويتك ويترجم آراءك الفذة هي هضم الموضوع وكيفية تقديمه للجمهور، فكلما كنت عارفًا بأدق تفاصيل الموضوع، فاهمًا لخفاياه، عارفًا بمألات حدوده في الفرد والمجتمع كلما كنت بارعًا ومميزًا في كتابته وطرحه بأجمل صورة.
إن الإبداع والتميز في الكتابة هي موهبة استحقت الوجود في نفس الكاتب، وصفة مكتسبة في وجدان الكاتب من خلال كثرة قراءته وسعة اطلاعه، فالكتابة تعطي انطلاق الذات في ترجمة المواضيع وصياغتها حسب الظروف والواقع لتصل إلى المستفيد بكل سهولة.
لن أعطيك وصفة سحرية لتكون كاتبًا مميزًا، وأنما استشف لك بعض شغفي في نيلها والوصول إليها، وذلك بترجمة الواقع الافتراضي بأسلوبك البسيط، وتبني قواعده بفهمك الجميل، وتعيش ثناياه بمعرفتك الساحرة ليتمثل أمامك الموضوع بشكل حصري من أنتاجك وفكرك لم تستقي من غيرك ولم تهذي كما يهذي غيرك.
اعلم يقينًا أن الكتابة عالم ساحر تاخذ بتلابيب القارئ الواعي كلما كانت أفكار الكاتب من صنع يده، فأنت عبارة عن مجهر دقيق لاكتشاف الأمور في الواقع وبلورتها بأسلوبك الشخصي.
إن أولى الأمور في طريق التميز في الكتابة هي معرفة الرصيد الذاتي وما يعكسه في بناء الذات وانطلاقها في هذه الحياة الدنيا، فمعرفة الذات وتثقيفها هي سلالم الصعود للقمة والتميز، فهي ماكينة صناعة المواضيع والأطروحات للكاتب المتميز، فحاول أن تشق طريقك نحو المجد والإنجاز والنجاح بمعرفة ذاتك جيدًا.
وفي الختام أضع لك مايدور عليه مقالي لصناعة الكاتب المتميز في ثلاث نقاط رئيسية، حاول أن تتمثل بها وأن تتحلى بها، فهي نقاط نفيسة لا تجدها الا في هذا المكأن من العالم، فهي صياغة لذهن كاتب متميز ذو خبرة واسعة تجاوزت 15 عاما، فاحفظها وراعها أنتباهك :
أولًا : لكي تكون كاتبًا مميزًا يجب أن تعرف نفسك جيدًا وحدودها في المعرفة والثقافة والريادة الشخصية للتعبير عن المواضيع انطلاقًا من مكنونات ذاتك وعمق تفسيرها للأشياء.
ثانيًا: لكي تكون كاتبًا مميزًا يجب أن تصبغ المواضيع بأسلوبك وفهمك وترجمتها حسب تصوراتك المعرفية والثقافية والاجتماعية، فأسلوبك فريدٌ في حد ذاته يستلهم منه القارئ عبير فكرك ونور معرفتك.
ملاحظة: من نعم الله عز وجل أنه وهب لكل نفس مميزات لا توجد عند الآخرين، فهي تمثل تميز شخصيتك وأنفراد ذاتيتك في هذا الكون، فهي حقوق حصرية لذاتك، فلا تبخل بها علينا.
ثالثًا: لكي تصبح كاتبًا مميزًا يجب أن يكون لديك اطلاع واسع وقراءة مثمرة في جوانب الحياة والكون والإنسان والخالق، فالقراءة زاد للكاتب المتميز يستلهم منها الأفكار وتستيقظ همته وفكره في الوصول إلى أشياء كثيرة في ترجمة الحياة ومعرفتها.
وأخيرًا : أسأل الله أن ينفع بهذا المقال وأن يهدي به القلوب وينور طريقها للحق، أنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد