لم انتصر الإسلام بهذه السرعة العجيبة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

طرح المستشرق جوزيف هيل على نفسه هذا السؤال، وهو سؤال اعتاد كثير من المستشرقين طرحه على أنفسهم كل مرة يتحدثون انتصار الإسلام، فقال:)كيف كان من الممكن لشعب عديم الخبرة نسبيًا في فن الحرب أن يقهر القوات العسكرية الهائلة لبلدان متحضرة حولهم؟.(

وعادة معظم الغربيين تجاهل الأسباب الحقيقية، والبحث عن تفسيرات أقل أهمية، لذا حاول جوزيف هيل تسليط الضوء على نقاط اقتنع بها. حيث يقول:)على الرغم من تقديرنا للصفات الأخلاقية للجيش الإسلامي، فإن هذا وحده لم يكن بالتأكيد حاسمًا ضد الخبرة الفائقة وتدريب البيزنطيين والفرس(.

ثم عرج المستشرق جوزيف هيل على التفسير الاقتصادي والفساد الأخلاقي لدى العدو، فقال:)حتى الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض كبير في المزاج الأخلاقي للجيش الفارسي لا يمكن أن تفسر بشكل مرضٍ تمامًا نجاح الأسلحة الإسلامية(.

وبعد أن قَلَّلَ المستشرق جوزيف هيل من أهمية هذه العوامل، أي الأخلاقية في الجيش الإسلامي للصاحبة ومن معهم والفساد الأخلاقي في جيوش الفرس والروم، رأى أن سبب انتصار الإسلام يعود إلى عاملين أساسيين، وأشار سريعًا إلى عامل ثالث:

أولًا: تحدث جوزيف هيل عن القدرات الكميَّة للجيش الإسلامي، وأنه كان قوة عددية كبيرة، وكان منظمًا. وفي الحقيقة، هذا تفسير مردود؛ إذا ما قورن بجيوش ضخمة وحديثة تنتمي لأعظم إمبراطوريتين في ذلك العصر، وفي تلك المنطقة، وما فيها من تجهيزات عظيمة ومنظمة، وحيوانات ضخمة، ودعم لوجستي منظم.

ثانيًا: بعدها تحدث المستشرق جوزيف هيل عن أن المسلمين امتلكوا قادة عسكريين عباقرة لا وجود لمثلهم في الإمبراطوريتين الفارسية والرومية! يقول:)امتلك جنرالاتهم، كخالد بن الوليد الجبار، قبل كل شيء قدرات لم يكن بوسع أي من جنرالات الفارسيين أو البيزنطيين في عصرهم التباهي بها(.

ثالثًا: أشار المستشرق جوزيف هيل سريعًا  إلى وجود )الأسباب الاجتماعية والأخلاقية العميقة التي تقف وراء الانتصار(. هكذا بكل اختصار، دون تفصيل ولا تعمق في دراسة تلك الأسباب الجوهريَّة، فضلًا عن الحديث عن البعد الروحي والديني، الذي فصل الكلام فيه أمثال غوستاف ولوبون أسوالد اشبنغلر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين