من تجارب الطفولة في سلطنة عمان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

سأتحدث في هذا المقال عن تجربة شخصية مرّت بي في زمن الطفولة، عندما كانت العائلة مع والدي رحمه الله أثناء عمله موفدًا من المملكة للتدريس في سلطنة عمان ، حيث كانت بحقّ تجربة جميلة، وفيها من الذكريات الرائعة، التي لاتزال خيالاتها تتراءى أمامي بين الحين والآخر.

وقبل أن أسرد شيئًا من هذه الذكريات، أشير إلى أن بلادنا المباركة بدعم من قادتها وفقهم الله، أوفدت وزارة المعارف آنذاك(التعليم) أعدادًا من المعلمين لكثير من الدول الشقيقة والصديقة (ولا تزال) دعمًا للتعليم العربي والإسلامي وغيرها من التخصصات التربوية، وتنفق على ذلك الأموال الطائلة.

وكان للإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن والبحرين نصيبٌ كبيرٌ من المعلمين السعوديين، وبخاصة في بداية التسعينات الهجرية السبعينات الميلادية، حيث إن بعض هذه الدول استقلّت في تلك الفترة، وكانت بحاجة ماسة إلى دعم الأشقاء في شتى المجالات التعليمية والصحية والخدمية وغيرها.

هذه التجربة الفريدة متعددة ومتنوعة، ويصعب الوقوف عند كل تفاصيلها، ولكني سألقي الضوء على أبرز المواقف التي نُقشت في الذاكرة، ولا تزال تراودني بين الحين والآخر، وكما تقول العامّة: ( الصغير ما ينسى).

وسأحرص بمشيئة الله في هذه التغريدات أن أرفق بها بعض الصور من أرشيفي الخاص، أو المتاحة في المواقع الإلكترونية، أو الصور الحديثة التي قمتُ بتصويرها في زياراتي للسلطنة؛ بهدف تقريب المشهد وتوضيحه، ولإضفاء شيء من الأجواء القديمة المناسبة لتلك الفترة.

في أواخر عام 1400هـ 1980م رُشّح والدي رحمه الله للعمل معلمًا في السلطنة مدة أربع سنوات، وكان ضمن 140 معلمًا سعوديًا تقريبًا، موفدين للعمل هناك، وقد قامت وزارة التعليم العمانية بتوزيع المعلمين السعوديين على الولايات وفق احتياجها، وكان نصيب والدي رحمه الله " ولاية بركاء".

كان خبرُ انتقالنا لبلد آخر مفاجئًا لي رغم صِغَر سنّي، فلم أتجاوز العاشرة حينها، كما أن عائلتنا الصغيرة لم تسافر خارج المملكة سابقًا، وليست المسألة مجرّد سفر أو رحلة، بل انتقال كامل مدة أربع سنوات لبلد جديد علينا وغير معروف لنا.

كانت عائلتنا تضمّ والدي رحمه الله ووالدتي حفظها الله ومتّعها بالصحة والعافية، وأنا -أكبر الأبناء- وأخويّ وليد وفيصل وأختيّ الصغيرتين أريج وعبير، وقد جمَعَنا بيت صغير في حارة "الحبونية" القريبة من سوق "عتيقة" بمدينة الرياض، حيث البساطة والطمأنينة تلفّنا من كل مكان.

في صباح يوم سفرنا إلى"مسقط" ذهبنا إلى جدّتي لأمّي رحمها الله وجدّي حفظه الله لتوديعهما، ولاأنسى دموع جدّتي وإصرارها أن تذهب معنا للمطار كي تودعنا هناك، ولا أنسى احتضانها لي قبل صعود الطائرة وإعطائي هدية مالية، فهذه المرة الأولى التي سنبتعد عنها ونفارقها مدة طويلة. كان الفراق محزنًا.

في الطائرة كان لي بعض المواقف الحزينة والطريفة، فبينما أنا أنظر من النافذة أفزعني منظر طائرة (ترايستار) التي احترقت في مطار الرياض قبل شهرين ومات جميع ركابها رحمهم الله، وكان عددهم 300 راكب، فقد كانت حديث الناس في ذلك الوقت ومثار حزنهم وألمهم وفجيعتهم.

كانت الطائرة مركونة في أحد زوايا المطار، ويمكن مشاهدتها بوضوح من الطائرات التي تسير في خطوط الإقلاع، وسبب بقائها فيما يبدو أن التحقيقات في معرفة أسباب الحريق لا زالت قائمة حينها.

في الطائرة الأخرى التي أقلّتنا من المنامة إلى مسقط، وكانت من "طيران الخليج"، وبعد أن حلّقت، جاء المضيف يجرّ عربة المشروبات، لاحظت وجود قوارير زجاجية كبيرة ولونها أسود لم أشاهد مثلها من قبل، وكان لدي شغف لمعرفة ما هذه القوارير، لكني استحييتُ أن أسأله.

كان وصولنا لمدينة بركاء في آخر شهر ذي الحجة من عام 1400هـ 1980م، ومن هناك بدأت الحكاية بذكرياتها الجميلة. كانت بركاء في ذلك الوقت بلدة ريفية صغيرة، يحيط بها النخيل والبساتين من كل جانب سوى البحر الذي يحدها شرقًا، وطرقاتها ترابية.

وغالب بيوتها شعبية من دور واحد، أما المباني ذات الدورين فقليلة. تبعد بركاء عن العاصمة مسقط قرابة 70 كيلًا، ويربطها بها آنذاك طريق معبّد من مسار واحد، تتخلله الكثير من الأودية التي تزخر بأشجار السدر والغاف الكثيفة، وتحيط بك أينما اتجهت، وهذا ينطبق على كل ساحل الباطنة الجميل.

كان عدد المعلمين السعوديين في بركاء آنذاك 16 معلمًا سعوديًا، جرى توزيعهم على المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وكان والدي رحمه الله معلمًا في مدرسة النعمان الابتدائية، وهي مدرسة مبنية من الخوص والزنك، مثل أكثر مدارس المدينة.

لعل من المناسب ذكره أنه في عام 1400هـ كان للسلطان قابوس رحمه الله في الحكم 10 سنوات، وكانت موارد السلطنة آنذاك قليلة، كما أن حرب ظفار في الجنوب، أثّرت على مشاريع التنمية، لكن ذلك لم يُثنِ المسؤولين عن التوسع في التعليم.

لا زلت أذكر تلك اللوحة الكبيرة المعلّقة على مدخل المدرسة، وعليها عبارة السلطان قابوس :(سنعلّم أبناءنا ولوتحت ظل الشجر)، لذا جرى التوسّع في المدارس ولو لم تكن من البناء المسلّح، بهدف نشر التعليم، وأذكر أن كل مدارس المدينة من الخوص والزنك سوى مدرسة أو مدرستين.

كان العام الدراسي فصلين دراسيين بينهما إجازة مدة أسبوع، وكانت أيام الدراسة ستة أيام آنذاك تبدأ السبت وتنتهي الخميس، والجمعة إجازة، والمراحل الدراسية آنذاك ثلاث مراحل: الابتدائية ست سنوات ثم الإعدادية ثلاث سنوات ثم الثانوية ثلاث سنوات.

ذهبت أنا وأخويّ مع الوالد رحمه الله للمدرسة في أول يوم من العام الدراسي الجديد وكان يوافق مطلع السنة الهجرية الجديدة 1401هـ. كنت في الصف الخامس الابتدائي، وأخي وليد في الصف الثالث، وأخي فيصل في الصف الأول.

كان الطريق للمدرسة يمرّ ببساتين "الجنينة" ونخيلها الشاهقة، وبجوار المدرسة قلعة النعمان الأثرية، وأشجار الغاف تحيط بها، وقريب منها شجرة عملاقة تسمى "الرولة"، ربما يصل ارتفاعها إلى 20 مترًا وعرض جذعها 3 أمتار، ويمكن رؤيتها من مسافات بعيدة.

لم أجد أنا وأخويّ صعوبة في التعرّف على الطلاب العمانيين، فقد كانوا متواضعين ولطيفين ويحبّون السعوديين، وما هي إلا أيام قليلة حتى اندمجنا في مجتمع المدرسة وصرنا نتحدث اللهجة العمانية.

لاحظت أنه لا يوجد معلم عماني، فالمعلمون إما سعوديون وعددهم أربعة أو مصريون و سودانيون وأردنيون، ولاحظت وجود معلمة سودانية وأخرى هندية تُدرِّس اللغة الإنجليزية، فالإنجليزية تُدرَّس من الصف الرابع آنذاك، كما أن المدرسة مختلطة فيها بنين وبنات، وأذكر أنه كان معنا في الصف بنتان.

العماني الوحيد هو مدير المدرسة أ. علي سالم، (أصبح مدير تعليم فيما بعد). وكان رجلًا فاضلًا ويقدّر المعلمين السعوديين كثيرًا، ويوجد في المدرسة سائق الحافلة وهو عماني أيضًا، وكذلك العمّ راشد وكان له دكّان صغير بجوار المدرسة يبيع على الطلاب والمدرسين بعض المشروبات والوجبات الخفيفة.

لم يكن هناك مقصف مدرسي، فكان الطلاب في الفسحة يهرولون لدكان العم راشد ويتزاحمون ليظفر كل واحد منهم بوجبة خفيفة مع "السنتوب"، وكان هناك وجبة لذيذة يتسابق عليها الطلاب وهي: "النارجيلة" وتتكون من خبزة دائرية مجوّفة محشوة بالمربّى، ومغطاة بمبشور جوز الهند.

كانت هذه الوجبة هدفًا لكل طالب، لذلك تسمع أصواتهم العالية أمام الدكان يقولون:" ياعمي راشد أعطينا نارجيلة"، وكانت تنتهي سريعًا، وبالمناسبة العمانيون ينطقون الجيم كما ينطقها المصريون، وجوز الهند يسمى عندهم بالنارجيل.

كان العمّ راشد طيبًا وحنونًا وصبورًا على الطلاب، وقد زرتُه قبل سنتين في المسجد المجاور للمدرسة، وسلّمتُ عليه وتبادلنا الأحاديث وذكّرتُه بوالدي رحمه الله، وبالمعلمين السعوديين، وكانت لحظات جميلة مؤثرة، فأسأل الله أن يحفظه ويختم له بخير.

كان والدي رحمه الله يدرّس مادة التربية الإسلامية واللغة العربية، وكان رحمه الله حريصًا على طلابه جدًا، وقد عرفتُ ذلك عندما درّسني في الصف السادس، فلمستُ منه الرأفة بهم، والبذل ومحبة الخير لهم والحرص الشديد على تعليمهم.

كان مدير المدرسة آنذاك أ. علي سالم يطلب أحيانًا من والدي رحمه الله إلقاء بعض الكلمات التربوية في المناسبات الدينية في الطابور الصباحي ، وكذلك عن فضائل الأعمال مثل : بر الوالدين وحقوق الجار، والمحافظة على الصلاة وغيرها.

رغم أن الوالد رحمه الله كان يدرسني في الصف السادس إلا أنه لم يكن يجاملني، وكان يعاملني كبقية الطلاب وأذكر في أحد الاختبارات الشهرية كنت حريصًا على معرفة درجتي، وقد أحضر أوراق إجابات الطلاب معه للبيت كي يكمل تصحيحها، وقد أخفاها عني، وكنت أترقّب الفرصة لدخول غرفته لأعرف الدرجة.

فعندما كان خارج المنزل، اختلست الفرصة لأدخل الغرفة وبالفعل نبّشتُ الأوراق ووجدت درجتي وكانت 46 من 50، ولاحظتُ أن طالبين عمانيين أخذا أعلى مني أحدهما بدرجة والآخر بدرجتين. أرجعتُ الأوراق سريعًا كي لا يكتشفني أحد، وعندما رجع الوالد كنت خائفًا أن يعلم بما صنعت.

عندما ذهبنا للمدرسة صباحًا ونحن في الطريق، سألني رحمه الله :كم أخذت في الاختبار؟فارتبكتُ. وقال:" أعلم أنك نظرت في أوراق الإجابة، لكن وأنا أبوك اعلم أني لن أجاملك في الدرجات على حساب زملائك، فما تستحقه ستأخذه، وإذا أردتَ درجة كاملة أو عالية فاجتهد"فأغضيتُ برأسي وقلت:أبشرإن شاء الله.

ذكر لي والدي قصة المعلم السعودي الذي ضرب طالبًا عمانيًا بالعصا لأنه لم يحل الواجب، ويبدو أن المعلم قد أوجعه، فاشتكى الطالب لوالده دون أن يخبره من يكون المعلم، فجاء أبوه من الغد غاضبًا واشتكى لمدير المدرسة، فلما علم أنه سعودي عفا عنه، وقال: "ما دام أنه سعودي ما أقدر أقول شي".

لقد كان عفو ولي أمر الطالب العماني عن المعلم السعودي تقديرًا واحترامًا له وبخاصة أنه موفد من المملكة، مما أثّر في نفس المعلم وندمه، وقدّم اعتذاره للطالب وولي أمره، وذكر أنه لم يفعل ذلك إلا لمصلحته، والحمد لله كان هذا الموقف مؤثرًا بصورة إيجابية على الطالب.

كان الطلاب في الفسحة يخرجون من المدرسة ليتظللوا بالأشجار القريبة ويستمتعوا بالبساتين المحيطة، ومنهم من يذهب للشجرة الكبيرة "الرولة" ليمارسوا لعبة الطيران في الهواء، فالشجرة مرتفعة جدًا وتتدلّى منها أغصان مرنة كأنها حِبال، فيتعلّقون بها ثم يتأرجحون ذهابًا وإيابًا بسرعة فائقة.

في هذه البيئة الزراعية المحيطة بالمدرسة لاتستغرب عندما تجد خلايا النحل على أغصان الأشجار العالية، وأذكر أن مدرس العلوم خرج بنا مرة في حصة النشاط بضعة أمتار من المدرسة ليشرح لنا على الطبيعة، وحاول أحد الطلاب أن يصعد ليقطع غصن الخلية، لكن الأستاذ نهاه عن ذلك خشية أن يؤذيه النحل.

عند العودة من المدرسة للبيت، كثيرًا مايصادفنا الحجَل العربي والطائر القمري يمرّان سريعًا أمام السيارة، ولا تخلو العودة من طرائف، فأحيانًا أصادف بعض زملائي الطلاب وهم على الحمير -أكرمكم الله- يتسابقون فرحين بعودتهم إلى بيوتهم في ضاحية "المريصي"وهي من ضواحي بركاء لكنها بعيدة قليلًا.

كان اليوم الدراسي يبدأ بالطابور الصباحي، وفيه جدّية وانتظام، واستراحة واستعداد، ولا زلت أتذكر أستاذ الرياضة المصري يرفع صوته عاليًا ( مدرسة صفا، مدرسة انتباه) وكأنك في مدرسة عسكرية. كان الطابور يبدأ بالسلام السلطاني يردده جميع الطلاب، ومع الأيام حفظتُه وكنتُ أردده معهم.

وبعد النشيد تبدأ فقرات الإذاعة الصباحية بالقرآن الكريم وكلمة ومسابقة وأخبار سياسية وأحوال الطقس.

طلب والدي رحمه الله مني أن أشارك في الإذاعة عندما يأتي الدور على فصلنا، وشجّعني وساعدني، وقد كان أول وقوف لي أمام الجمهور في مدرسة النعمان.

لم يكن في المدرسة جرس كهربائي لإعلان انتهاء الحصص، لكن يوجد جرس يدوي يأخذه المعلمون بالتوالي، كل يوم على معلم، فهو الذي يهز الجرس كلما انتهت حصة، ونعرف دور المعلم عندما يأتي بالجرس معه في الفصل، فإذا حان وقت انتهاء الحصة خرج أمام الفصل وهزّ الجرس معلنًا انتهاء الحصة.

لم تواجهني صعوبة ولله الحمد في المناهج الدراسية فهي شبيهة بمناهج المملكة فهناك علوم ورياضيات واجتماعيات ولغة عربية، وفنية ورياضة، وهناك مادة واحدة للتربية الإسلامية وفيها قرآن وحديث ومكارم أخلاق، لكني تعبت في اللغة الإنجليزية لأني لم أدرسها قبل ذلك.

والطلاب العمانيون درسوها قبلي في السنوات السابقة، لكن مع دروس التقوية تجاوزت هذه العقبة، واستفدت منها عندما عدت للمملكة فكنت مُجيدًا لها، فهي لا تُدرّس إلا في الصف الأول المتوسط آنذاك في المملكة.

كانت الشهورالمستخدمة في العام الدراسي شهورًا إفرنجية، ولم أكن أعرفها من قبل، فأذكر أحد المعلمين يقول:الاختبار نهاية "مارس"إن شاء الله، فقلتُ له:"وشو مارس ياأستاذ" فقال:هذا اسم الشهر القادم، فقلتُ مبتسمًا: والله ياأستاذ أنا أعرف كاكاو عندنا في السعوديةاسمه مارس، فضحك المعلم والطلاب.

في إحدى ليالي أيام اختبارات الفصل الدراسي الأول في ذلك العام، هبّت عاصفة مطرية شديدة انقطعت على إثرها الكهرباء، وتقطّعت الطرق، وغرقت الأرض وظلت الأمطار مستمرة في اليوم التالي، وهو يوم اختبار، ورغم ذلك أصرّ والدي رحمه الله على الذهاب للمدرسة.

ذهبنا والمطر غزيرٌ جدًا وببالغ الصعوبة وصلنا للمدرسة، لكنا فوجئنا بعدم وجود أحد، لا من الطلاب ولا المعلمين ولا مدير المدرسة، فقال الوالد رحمه الله: سننتظر بعض الوقت وننظر، وأذكر أن العم راشد جاءنا ونحن في السيارة وقال: لا أظن أنه سيأتي أحد توكلوا على الله وارجعوا، وبالفعل رجعنا.

كان العمانيون يهتمّون جدًا باليوم الوطني، والمدارس تستنفر للاحتفالات بهذه المناسبة، حيث تقوم كل مدرسة بإعداد مسيرة يخرج فيها كل طلابها على أقدامهم ومعهم الأعلام واللافتات ومكبرات الصوت ويجتمعون عند قلعة بركاء، ثم يأتي الوالي ويقام الحفل بكلمات وأناشيد وقصائد، ومسيرات طلابية.

وهذه صور من هذه الاحتفالات بجوار قلعة بركاء، وفي إحداها تظهر صورة والدي رحمه الله، وعن يمينه أ. عبدالعزيز الماضي، وعن يساره أ. عبدالله القرشي حفظهما الله، وفي الأخرى صورة صاحبكم الصغير ذي العشر سنوات أمام منصة الحفل.

كما تقام الحفلات المسرحية في المدارس مساء، فيحضر الطلاب والأهالي، وكان المعلمون السعوديون يشاركونهم في هذه الحفلات بإقامة العرضة الشعبية. وهذه الصورة في مسرح مدرسة النعمان، ويظهر فيها صاحبكم بطاقيته البيضاء ينظر للكاميرا مبتسمًا.

وعلى ذكر الطاقية البيضاء، فقد كنت ألبسها دائمًا إذا خرجت من المنزل، وذلك مجاراةً للأولاد العمانيين، فهم يلبسون " الكِمّة"، وهي غطاء رأسٍ ذو نقوش جميلة، يُصنع باليد، فكنت أقول في نفسي كيف هم يلبسون وأنا لا ألبس شيئًا؟! لذا كانت الطاقية السعودية البيضاء تلازم رأسي دائمًا.

قامت المدرسة برحلة طلابية إلى مدينة "نزوى" التي تبعد 200 كيلٍ تقريبًا عن بركاء، وذلك للاطلاع على آثارها وقلعتها العظيمة وزيارة مصنع "تنوف" للمياه، وعيون المياه التي بها، واستمرت الرحلة يومًا كاملًا، وكانت رحلة ممتعة وفيها اكتشاف أشياء جديدة.

أنهيت المرحلة الابتدائية بمدرسة النعمان، وانتقلت للمرحلة الإعدادية، فنقلني الوالد رحمه الله إلى مدرسة بركات بن محمد في حارة "البلوش" وهي مدرسة إعدادية وثانوية، ومبناها مسلّح، وفيها مختبر وملعب كرة قدم وطائرة ومقصف مدرسي، كما أنها قريبة من منزلنا، ويمكن الذهاب للمدرسة على الأقدام.

وبها طالب سعودي اسمه "خالد الضرغام" في مثل سنّي ووالده الأستاذ "عمر" يعمل في المدرسة نفسها، فكنّا في فصل واحد، وأنا أعرفه من قبل من خلال اللقاء الاجتماعية للعائلات السعودية في بركاء، فكانت فرصة جيدة أن يكون معي وبخاصة أن المدرسة جديدة عليّ.

لم يختلف الجوّ المدرسي عليّ كثيرًا، فالطلاب طيبون واجتماعيون، لكني لاحظت أنهم يتكلمون أحيانًا بلغة غير عربية، فلا أفهم ماذا يقولون!! وعلمت فيما بعد أنها لغة بلوشية.

كان مدير المدرسة "عبدالرحمن السفاسفة" أردني الجنسية صارم الشخصية، والمعلمون من مصر والأردن، ويوجد أخصائي اجتماعي هو العماني الوحيد في المدرسة إن لم تخني الذاكرة، وآخر اسمه "الفارسي"، والمواد الدراسية شبيهة بالمرحلة الابتدائية إلا أنه زادت مادة الموسيقا والمادة المهنية.

تعلمنا في المادة المهنية النجارة وكيفية استخدام أدواتها، وكان كل طالب يعمل مشروعًا عبارة عن عمل مجسم خشبي ويقيّم عليه، وتعلمنا الموسيقا والنوتة وأدواتها وتدرّبنا عليها، والحمد لله أنه لم يبق في الذاكرة منها شيء، وبخاصة أنه لم يكن عليها درجات.

كانت المدرسة تقيم عددًا من الأنشطة الثقافية والرياضية، وأذكر أنه أقيمت مسابقة لقراءة الكتب وتلخيصها، وشجعني الوالد رحمه الله على المشاركة وساعدني في ذلك، ففزتُ بإحدى جوائزها.

أذكر الأستاذ "الحسيني" وهو مصري ، كان يدرسنا لغة عربية، ومتميّز في شرحه، وخطّه جميل جدًا، وهذا جعلني أحب هذه المادة، وسبق له أن درّس في المملكة بمدينة جدة، وكان يحدثني عن تجربته هناك ويثني عليها.

كان هناك عناية كبيرة بالأنشطة الرياضية، حيث تقام بين المدارس مسابقات في "أفضل عرض رياضي"، ويجري تدريب الطلاب عليه في أثناء اليوم الدراسي، فتتوقّف الدراسة أسبوعين أو ثلاثة، وكان هناك نشاط كشفي يشارك فيه عدد من الطلاب ولهم رحلات خارج المدرسة.

كان الطلاب يشاركون في المسابقات العامة التي تقام على مستوى الولايات، ومنها مسابقة "أنظف ولاية"، وكانت هذه المسابقة تقام على مستوى السلطنة، فأذكر الطلاب حينها يشاركون في تنظيف الشوارع، ودهن بعض الجدران والأرصفة باللون الأبيض، وهذا يدل حرص العمانيين على النظافة.

لقد زرت مدرسة بركات بن محمد قبل سنتين تقريبًا، ووجدتها في طور الصيانة والترميم، وأثناء دخولي لها صادفتُ أستاذًا فاضلًا اسمه علي الصبحي، فعرّفته بنفسي وسبب زيارتي، فرحّب بي وأحسن استقبالي، وجِلْنا في المدرسة وأفنيتها، وقصدتُ فصلي الذي درستُ فيه قبل 38 عامًا ، وضربات قلبي تخفق.

عندما دخلت الفصل تزاحمت في نفسي ذكريات ممتزجة بحنين، أرجعني كل تلك السنين، وكأنه شريط طيف في حلم جميل، لكني لا أخفيكم أنني لم أتمالك دموعي حينها.

عندما دخلت الفصل تزاحمت في نفسي ذكريات ممتزجة بحنين، أرجعني كل تلك السنين، وكأنه شريط طيف في حلم جميل، لكني لا أخفيكم أنني لم أتمالك دموعي حينها.

لا زلت أتذكّر صوت إمام الحرم الشيخ علي جابر يصدح صباحًا من بيت جارنا العم عبدالرحيم، وأصداءه التي تصلنا في المنزل، وكان صوت الشيخ علي جابر رحمه الله مُبهِرًا، والناس جميعًا معجبون به، وكان قد كُلّف إمامًا للحرم منذ أشهر قليلة حينها.

بعد أن سكنّا بأيام جاءت نساء الجيران للسلام على الوالدة حفظها الله والتعرّف عليها، ومعهن القهوة والحلوى العمانية، وكانت بداية جميلة ولطيفة، واستمرت بعدها العلاقة واللقاءات الطيبة.

عندما كنت أذهب مع والدي رحمه الله في زياراته للجيران بعد المغرب، كنت ألاحظ حجم فنجال القهوة عندما يأتون بها للضيوف، فهو كبير نوعًا ما، ليست كفناجيلنا ، كما أن طعمها مرّ جدًا، وهي قريبة من القهوة التركية، لكنهم يُذهِبون مرارتها بالحلوى العمانية اللذيذة.

كنا نلعب الكرة كثيرًا مع أبناء جارنا " حمزة وإخوانه الصغار" ونجعلها أحيانًا مباراة بين فريقي "السعودية وعمان"، أنا وإخواني الصغار نمثّل السعودية، وحمزة وإخوانه يمثّلان عمان. لن أخبركم بمن كان يفوز دائمًا.

قريبٌ من بيتنا توجد أرضٌ طينية سبخة كبيرة، وعندما تأتيها الأمطار تصبح ساحة تزلج ولَعِب، فيركض إليها أبناء الحارة ونحن معهم عندما تمطر؛ لممارسة الهواية المفضلة وهي: "التزلج على الجليد"، فهي لعبة ممتعة، لكن عندما نعود للمنزل نأخذ "عَلْقةً" ساخنة من الوالدة حفظها الله.

دعا العمّ عبدالرحيم الوالدَ مرةً لزيارة مصنع الحلوى، وكان حينها في سط البلد قريبًا من السوق، فرأيتُ كيف تصنع الحلوى العمانية في قدور ضخمة تحت حرارة شديدة، وكيف يضعون النشا والسكر والزعفران وباقي مكوناتها، وفي نهاية الزيارة أَهْدَونا صوانيَ من الحلوى مشكورين.

كان بعض أهل الحارة ينتقلون صيفًا عند اشتداد الحرارة إلى مزارعهم القريبة، ويسكنون بيوتًا مبنية من الخوص "جريد النخل"، التي تساعد على تخفيف شدة الحر والرطوبة، ويبقون فيها فترة الصيف، ويقولون عن هذا الانتقال: " ذهبنا نتقيّظ".

أصيب أخي الصغير يومًا في رجله بسبب سقوطه من مكان مرتفع، وكانت تؤلمه كثيرًا، فذهب به والدي رحمه الله إلى المركز الصحي، لكن الطبيب لم يشخّصه بصورة صحيحة، فكان الحلّ أن يذهب به الوالد إلى مستشفى خولة في العاصمة، والمسافة بعيدة.

فقيل للوالد: يوجد رجل عماني كبير في السن يعالج بالأعشاب، فقال: لا بأس، وذهب بأخي إليه ، فتفحّص قدمه، وأعدّ خلطةً من البيض والعدس وزيت الزيتون، ووضعها على رجله ولفّها بشاش أبيض، وقال: لا تزيلوها حتى تسقط من نفسها، وما هي إلا أيام حتى سقطت الجبيرة، وشفيت قدمُ أخي بحمد الله.

كانت المياه الحلوة تأتي للبيوت من خلال سيارات خاصة تحمل صهريجًا، يسمّونها "تنكر"، تمرّ على البيوت أسبوعيًا وتعبئ خزانات المياه بها، وفي بعض البيوت توجد آبار سطحية تستخدم للغسيل والتنظيف، لكنها غير صالحة للشرب.

لم يكن في ذلك الزمن قنوات تلفزيونية سوى ثلاث قنوات: تلفزيون عمان وأبوظبي ودبي، والراديو هو الوسيلة آنذاك لمعرفة أخبار المملكة، ولا زلت أذكر الوالد عندما يخرج إلى فناء المنزل قبيل العشاء ليستمع لأخبار المملكة، ثم يستمع لصلاة المغرب من الحرم بصوت الشيخ الخليفي رحمه الله.

كانت تُستقبل هذه القنوات عن طريق اللاقط الهوائي " الإريل" في سطح المنزل، وكنا إذا أردنا تلفزيون عمان نوجّه "الإريل" تجاه مسقط، وإذا أردنا تلفزيون أبوظبي أو دبي نوجّهه إلى الإمارات وهكذا، لذا لا تستغربوا إذا كان باب السطح مفتوحًا دائمًا.

كان الشاطئ القريب من حارة البلوش جميل وهادئ وتستطيع منه أن تشاهد منطقة السوادي الجميلة بتلالها، ونكاد نخرج للشاطئ مع الوالد رحمه الله يوميًّا عصرًا ، وأحيانًا نمشي إلى أن نصل "حلّة الفوارس" ونصلي المغرب في مسجدهم ثم نعود للبيت.

تمتاز بركاء بموقع جغرافي متنوّع، ففيها الشواطئ الجميلة، والوديان ذات الأشجار الكثيفة، وتحفّها الجبال الشاهقة، التي تنبع من أسفلها الينابيع العذبة، فكانت منطقةُ "السوادي" البحرية، وعين"الثوّارة" بوادي المعاول، وعين "الكسفة" بالرستاق و"وادي الأبيض" أماكنَ جاذبة للعائلات السعودية.

لكنّ أكثر الأماكن التي يجتمع فيه "سعوديّو بركاء" هو وادي السدر، ويبعد عن بركاء قرابة عشرة أكيالٍ باتجاه مسقط، وهو وادٍ كبير مليء بأشجار السدر، وأصبح العمانيون يسمّونه وادي "السعوديين" لكثرة ما يتنزهون فيه هم وعائلاتهم.

كان السعوديون يخرجون لهذا الوادي عصرَ كلّ خميس، ويجلسون فيه إلى وقت متأخر من الليل، وأحيانًا بعد صلاة الجمعة، وكان معنا معلمون من مكة والطائف، ويتقنون عمل "المندي"، فكان هو وجبة العشاء الشهيّة دائمًا.

في هذه الصورة بعض ذكريات وادي "السعوديين"، ويظهر فيها والدي رحمه الله وأخي فيصل بجواره، وعن يمينه أ. عبدالله القرشي، وفي يسار الصورة أخي وليد وخلفه صاحبكم، وفي جواري أ. محمد البدري رحمه الله، وبجواره أ. سليمان الفويرس.

لكنّ أكثر الأماكن التي يجتمع فيه "سعوديّو بركاء" هو وادي السدر، ويبعد عن بركاء قرابة عشرة أكيالٍ باتجاه مسقط، وهو وادٍ كبير مليء بأشجار السدر، وأصبح العمانيون يسمّونه وادي "السعوديين" لكثرة ما يتنزهون فيه هم وعائلاتهم.

كان السعوديون يخرجون لهذا الوادي عصرَ كلّ خميس، ويجلسون فيه إلى وقت متأخر من الليل، وأحيانًا بعد صلاة الجمعة، وكان معنا معلمون من مكة والطائف، ويتقنون عمل "المندي"، فكان هو وجبة العشاء الشهيّة دائمًا.

في هذه الصورة بعض ذكريات وادي "السعوديين"، ويظهر فيها والدي رحمه الله وأخي فيصل بجواره، وعن يمينه أ. عبدالله القرشي، وفي يسار الصورة أخي وليد وخلفه صاحبكم، وفي جواري أ. محمد البدري رحمه الله، وبجواره أ. سليمان الفويرس.

على ذكر جريدة "الجزيرة"، أذكر أنها كانت تأتينا من السفارة السعودية بمسقط، وتأتي بأعداد كثيرة، وكان المعلمون يفرحون بها للاطلاع على أخبار المملكة، حتى لو كانت متأخرة عن موعدها بأيام أو أسبوع أحيانًا.

كان الذهاب إلى العاصمة مسقط أمرًا ضروريًا بمعدل مرة شهريًا على الأقل، وذلك لإحضار بعض الضروريات التي لا تتوافر في بركاء، وكان مَن يريد الذهاب يسأل باقي المعلمين مَن يحتاج شيئًا من هناك لإحضاره له.

كان والدي رحمه الله يأخذنا بين الفينة والأخرى للعاصمة للتنزه، ففيها الأسواق الكبيرة، وسوق مطرح الشعبي الجميل، وكورنيش مطرح، وشاطئ القرم، وكان رحمه الله يمرّ بنا لمحل "الآيسكريم" لنأخذ منه كلما ذهبنا إلى هناك، وفي زيارتي الأخيرة لمسقط قبل سنتين فوجئتُ أن المحلّ لا يزال موجودًا.

كان العمانيون ولا يزالون أهلَ أصالة وتراث، فهم يعتزّون بلباسهم التقليدي وعاداتهم الطيبة، وتراثهم الأصيل، وحسن أخلاقهم التي شهد بها الجميع، ولا زلت أتذكّر كلماتهم الطيبة كلما مررتُ أنا ووالدي رحمه الله بأحدهم إلا ويقول: " يا حيا الله يا حيا الله ".

كان السعوديون محلّ تقدير العمانيين واحترامهم وتقديرهم سواء من عامة الناس أو المسؤولين، وأذكر هنا بعض المواقف.

لقد جرت عادة السلطان قابوس رحمه الله زيارة الولايات سنويًا، وزار مرةً مدينة بركاء، وكان من ضمن المواقع التي زارها شاطئ "السوداي".

وصادفَ أنّ بعض المعلمين السعوديين كانوا هناك للتنزه، وأثناء مرور السلطان بسيارته- فقد كان يقودها بنفسه- ومشاهدته للمعلمين ويبدو أنه عرفهم من لباسهم، توقّف وهو في السيارة، وسلّم عليهم وسألهم عن حالهم وشكرهم على جهودهم ثم مضى، فكان لذلك تأثيرٌ إيجابي على المعلمين السعوديين.

وأذكر الأستاذ علي بن محمد الشيدي مدير تعليم منطقة الرستاق التي تتبعها مدينة بركاء آنذاك، فقد كان رجلًا فاضلًا، ويعتني كثيرًا بالمعلمين السعوديين، ومن حرصه عليهم كان يكرّمهم كل سنة في مزرعته، وعلمتُ أنه توفي قبل أسابيع رحمه الله وغفر له.

كان المعلمون السعوديون يشاركون في كل المناسبات والفعاليات التعليمية ويدعمونها سواءً أكانت على مستوى مدارسهم أوالولاية.

وتظهر في الصورة مناسبة الاحتفاء بيوم المعلم، وشارك فيها والدي رحمه الله و أ. سعود الجريس رحمه الله عن يمينه ، وأ. عبدالعزيز الماضي عن يساره.

الذكريات والمواقف كثيرة جدًا، ومنها ذكريات العودة للمملكة عبر السيارة في الإجازات الصيفية، وما فيها من المواقف المحرجة والطريفة، في الطريق الممتد من بركاء عبر سهل الباطنة مرورًا بالإمارات فالأحساء ثم الرياض، حيث يستغرق السفر مدة يومين لقطع الطريق الذي يصل طولُه ألفَ كيلٍ تقريبًا.

لقد زرتُ عمان بعد عودتنا للمملكة مرات عِدّة، كانت أُولاها بعد عشر سنين من العودة، فوجدت بركاء قد تغيّرت تغيرًا كبيرًا في كل شيء، وأصبحت مدينة حضرية متطورة، وهكذا في كل زيارة أجد شيئًا جديدًا.

في كل زيارتي للسلطنة أحرص على زيارة بركاء ولو كانت زيارة عمل، أو للسياحة في صلالة، التي تبعد ألف كيلٍ عنها، وذلك لوجود مشاعر جيّاشة وذكريات جميلة عاشها فتىً بين العاشرة والثالثة عشرة من عمره وتشدّه إليها.

لقد بذل المعلمون السعوديون في عملهم في السلطنة على مدى إيفادهم من أواسط السبعينات إلى نهاية التسعينات الميلادية جهودًا كبيرة ومخلصة، ولم يألوا جهدًا لمساعدة أشقائهم العمانيين، وكانوا يشعرون بصدق حبّهم لهم، وكأنهم في بلادهم، فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء نظير ما قدّموا.

ولعل من الختام الحسن أن أذكر أسماء المعلمين السعوديين وفاءً لهم، ممّن كانوا بين عامي 1401-1404هـ 1981-1984م في مدينة بركاء مع صورهم وفق ما تيسّر لي من صورٍ لهم.

رحم الله من توفّي منهم، وأطال عمر من بقي وأمدّه بالصحة والعافية وحسن الختام. ولا أنسى أن أشكر العم الفاضل أ. عبدالله القرشي فقد ساعدني في تذكّر بعض الأسماء، وزودني ببعض الصور القديمة فجزاه الله خير الجزاء ومتعه بالصحة والعافية.

آمل أني لم أثقِل عليك أخي القارئ الكريم، وأرجو أني قد قدّمت شيئًا مفيدًا وممتعًا، وأعدكم بأن أطلّ عليكم ببعض الذكريات بين الفينة والأخرى بمشيئة الله.

ختامًا أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لصالح الأعمال والأقوال، وأن يغفر لوالدي ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يمد في عمر والدتي وأن يمتّعها بالصحة والعافية ووالديكم وجميع المسلمين.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply