بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سمات ومميزات كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة رحمه الله من واقع قراءتي للكتاب.
بداية أقول:
كتب الأدب عندي تنقسم إلى قسمين (وهذا التقسيم خاص بي طبعًا):
الأول: الأدب النظيف، وأفضل مثال له كتاب بهجة المجالس وانس المجالس لابن عبد البر رحمه الله.
والثاني: الأدب الوقح أو غير النظيف (وهو إلى قلة الأدب اقرب منه إلى الأدب) وادل كتاب على ذلك كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
وأنا عن نفسي كنت اعتبر كتابنا هذا (عيون الأخبار) من النوع الأول -كتب الأدب النظيف- إلى أن تصفحته وقلبت أوراقه من أوله إلى آخره، فوجدت فيه بعض الألفاظ الخادشة للحياء، ذكر فيها (عن طريق نقوله) العورات المغلظة، فتركت قولي هذا ولم اجترئ على تصنيفه ضمن النوع الثاني وذلك لسببين:
الأول: لعظمة مؤلفة ومكانته وذبه عن السنة من خلال مؤلفاته بشكل منقطع النظير.
والثاني: لاعتذاره في مقدمة كتابه عن إيراده بعض ما اشرنا إليه من كلمات ونص على ما قد يتحرج منه متحرج ثم انه كتاب أدب ليس إلا.
1- بدء المؤلف رحمه الله بمقدمة وضح وبين وقسم فيها كتابه إلى عشرة كتب تحت كل كتاب مجموعة من الأبواب والفصول وهي (كتاب السلطان وكتاب الحرب جمعهما في جزء واحد) كتاب (السؤدد والطبائع في جزء) كتاب (العلم والزهد في جزء) كتاب (الاخوان والحوائج في جزء) كتاب (الطعام والنساء في جزء) فتلك عشرة كاملة.
2- يسوق المؤلف الأحاديث بسنده في الغالب.
3- ينقل عن كتب الأعاجم، فتراه يقول مثلًا (قرأت في بعض كتب الأعاجم قرأت في كتاب من كتب الهند ..... ونحو ذلك)
4- ذكر فيه كثير من الشعر والحديث وأقوال السابقين من عرب وعجم وحكماء وعلماء وقادة وسوقة وكبير وصغير و رجال ونساء.
5- غالبًا يبدأ الفصل أو الباب أو الكتاب بحديث يسوقه بسنده أو أية من كتاب الله ولا يلتزم ذلك.
6- قد يذكر كل ما في الباب بإسناده او غالبه كما فعل في باب الأحكام
7- مرة يبوب ومرة يغفل التبويب ويهمله.
8- قد يكرر الشيء بعد الشيء والعهد به قريب انظر مثلًا كتاب الحرب وحث الناس على اللقاء ص 132 ج 1.
9- خلط المؤلف في كتابه هذا بين الصحيح من الحديث وهو قليل جدًا والضعيف وهو الغالب وله في ذلك عذره لان الكتاب كتاب أدب يبحث عن الحكمة، لا كتاب أحكام.
10- يذكر من الشعر البيت والبيتين والثلاثة حتى في بعض المرات يصل الى عشرة او خمسة عشر بيتًا منها من يعزوها الى قائلها واغلبها بدون عزو.
11- حكم رحمه الله على اثر حبيب ابن ابي ثابت بالوضع وحق له ذلك لكن عهدي به لا يفعل ذلك في غيره وقد مر به قبل ذلك من الأحاديث الموضوعة فلم يفعل انظر كلامه ص339ج1 كتاب السؤدد.
12- ذكر رحمه الله أشياء كان من الممكن ان يتركها ولن تضر كتابه ولكنه اعتذر عن إيرادها في المقدمة، انظر ج1ص386 كتاب الطبائع باب الحمق وقبلها وبعدها وفي أماكن أخرى من الكتاب.
13- ذكر رحمه الله في هذا الكتاب جملة كبيرة من كلام الرهبان وملوك الفرس والروم والهند والحبشة.
14- يقول كثيرًا قال بعض المحدثين وهو لا يقصد في ذلك احد من أصحاب الحديث أي رواة الحديث، لأنه غالبًا يسوق بعدها بعض أبيات من الشعر ويكون قائله لأحد الشعراء المشاهير فتنبه.
أخيرًا الكلام على الطبعة التي عندي: (دار اليقين للنشر و التوزيع) وهي دار مصرية ومحقق هذه الطبعة يدعى(الشربيني شريدة) وأنا لا أعرفه، وهذا لا يضره، لكن عرفته من خلال عمله هذا، قبحه الله وقبح سعيه في هذا الكتاب، فقد كتب على الكتاب حققه! ولا أدري أي تحقيق يقصد، فقد اجتمع هو وهذه الدار على تحريف الكتاب، تحريف اليهود للتوراة، والنصارى للإنجيل، فلا تنفك في كل صفحة إن لم يكن كل سطر من تحريف أو سقط أو زيادة حرف أو كلمة أو تحريف معنى وهلم شرًا...
فذكرني ذلك بقول الشاعر:
لي كُلَّ يَومٍ مِن ذُؤالَة ضِغْثٌ يَزيدُ عَلى إبالة
ومعنى المثل بَليَّةٌ على أخرى.
فنصيحة مني إن رأيت هذه الطبعة ففر منها فرارك من الأسد، وإن عرضت عليك بفلس فازهد فيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد