بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الجزء الرابع من فوائد مختارة من تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله، من سورة النساء، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
· اليهود:
• من الذنوب التي ارتكبوها مما أوجب لعنهم وطردهم وإبعادهم عن الهدى، هو نقضهم المواثيق والعهود التي أخذت عليهم، وكفرهم بآيات الله، أي حججه وبراهينه، والمعجزات التي شاهدوها على يد الأنبياء عليهم السلام.
• كثرة إجرامهم واجترائهم على أنبياء الله، فإنهم قتلوا جمًا غفيرًا من الأنبياء عليهم السلام.
• مريم... رموها بالزنا،... فجعلوها زانية،... فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
• من خبر اليهود عليهم لعائن الله وسخطه وغضبه وعقابه أنه لما بعث الله عيسى بن مريم بالبينات والهدى حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات... ومع هذا كذبوه وخالفوه وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم.
• اليهود... قلوبهم مطرودة عن الخير، مبعدة منه، فلا يدخلها من الإيمان شيء نافع لهم.
• النبي صلى الله عليه وسلم... منعهم من تصديقهم إياه حسدهم له، لكونه من العرب، وليس من بني إسرائيل.
· المنافقون:
• يستخفون بقبائحهم من الناس لئلا ينكروا عليهم، ويجاهرون الله بها، لأنه مطلع على سرائرهم، وعالم بما في ضمائرهم.
• يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنهم معهم في الحقيقة، يوالونهم ويسرّون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم نحن معكم، إنما نحن مستهزءون، أي:بالمؤمنين في إظهارنا لهم الموافقة لهم.
• يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم، وظهور الكفرة عليهم، وذهاب ملتهم.
• أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة، إذا قاموا إليها قاموا كسالى عنها، لأنهم لا نية لهم فيها، ولا إيمان لهم بها، ولا خشية ولا يعقلون معناها... لا إخلاص لهم ولا معاملة مع الله، بل إنما يشهدون الناس تقية ومصانعة.
• في صلاتهم لا يخشعون ولا يدرون ما يقولون، بل هم في صلاتهم ساهون، لاهون، وعما يراد بهم من الخير معرضون.
• لا هم مع المؤمنين ظاهرًا وباطنًا، ولا مع الكافرين ظاهرًا وباطنًا، بل ظواهرهم مع المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه الشك، فتارة يميل إلى هؤلاء، وتارة يميل إلى أولئك.
• من تاب منهم في الدنيا تاب عليه، وقبل ندمه إذا أخلص في توبته، وأصلح عمله، واعتصم بربه في جميع أمره.
· استنباط من بعض الأذكياء:
• استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى:﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ [النساء:11] أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالدة بولدها، حيث أوصى الوالدين بأولادهم، فعلم أنه أرحم بهم منهم، كما جاء في الحديث الصحيح.
· المختال الفخور:
قوله تعالى:﴿إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا﴾[النساء:36] أي:مختالًا في نفسه، معجبًا، متكبرًا، فخورًا على الناس، يرى أنه خير منهم، قهو في نفسه كبير، وعند الله حقير، وعند الناس بغيض....قال مجاهد: يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمه، وهو قليل الشكر لله على ذلك.
· عشرة رسول الله علية الصلاة والسلام لنسائه:
• كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسع نفقتهم، ويضاحك نساءه، حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يتودد إليها بذلك.
• كان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها صلى الله عليه وسلم، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة منهن إلى منزلها.
• كان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفه الرداء، وينام بالإزار.
• كان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلًا، قبل أن ينام، ويؤانسهم بذلك، صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى:﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾ [الأحزاب:21].
· الرجوع إلى الكتاب والسنة عند التنازع:
• أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة... فالرجوع إليهما في فصل النزاع خير... وأحسن عاقبة ومالًا.
• هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله، وعلى الأنبياء، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
• يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يُحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا.
· نشوز الزوجة:
النشوز هو الارتفاع، فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له، فمتى ظهر منها أمارات النشوز فليعظها، وليخوفها عقاب الله في عصيانه، فإن الله قد أوجب حق الزوج عليها، وطاعته، وحرم عليها معصيته، لما له عليها من الفضل والافضال.
· التوبة:
• يقبل الله التوبة ممن عمل السوء بجهالة ثم يتوب، ولو بعد معاينة الملك يقبض روحه، قبل الغرغرة....وأما متى وقع الاياس من الحياة وعاين الملك، وخرجت الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس، صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ، ولات حين مناص.
· متفرقات:
• قوله تعالى:﴿وما أصابك من سيئة فمن نفسك﴾ [النساء:79] أي: من قبلك ومن عملك أنت، قال السدي والحسن البصري”فمن نفسك” أي: بذنبك.
• قوله تعالى:﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به﴾[النساء:82] إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها ولا يكون لها صحة.
• تفضيل الميراث، وإعطاء بعض الورثة أكثر من بعض، هو فرض من الله، حكم به وقضاه، والله عليم حكيم الذي يضيع الأشياء في محالها ويعطي كلا ما يستحقه بحسبه.
• صنف الناس في الكبائر مصنفات، منها: ما جمعه شيخنا الحافظ أبو عبدالله الذهبي، الذي بلغ نحو من سبعين كبيرة.
• البخيل جحود لنعمة الله، ولا تظهر عليه، ولا تبين لا في مأكله، ولا في ملبسه، ولا في إعطائه وبذله،... فهو كافر لنعمة الله.
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
_ لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار.
_ الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب.
_ الملاسة:الجماع، ولكن الله كريم، يكنى بما يشاء.
_ كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله إلا امرأة الأب، والجمع بين الأختين.
_ لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أرخص له يدعو على من ظلمه....وإن صبر فهو خير له.
• الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت.
• النبوة مختصة بالرجال، وكذلك الملك الأعظم، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".
• عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان، وهكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، والضحاك، وعطاء.
• قال أبي بن كعب رضي الله عنه:من الأمانات أن المرأة ائتمنت على فرجها.
• يخبر تعالى عن أكثر الناس أنهم لو أمروا بما هم مرتكبوه من المناهي لما فعلوه، لأن طباعهم الرديئة مجبولة على مخالفة الأمر، وهذا من علمه تبارك بما لم يكن لو كان فكيف يكون.
• الزوجان... أخبر الله تعالى أنهما إذا تفرقا فإن الله يغنيه عنها، ويعنيها عنه، بأن يعوضه الله من هو خير منها، ويعوضها عنه بمن هو خير لها منه.
• اشهد الحق ولو عاد ضررها عليك، وإذا سئلت عن الأمر فقل الحق فيه، ولو عادت مضرته عليك، فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجًا ومخرجًا من كل أمر يضيق عليه... وإن كانت الشهادة على والديك وقرابتك فلا تراعيهم فيها، بل اشهد بالحق، وإن عاد ضررها عليهم، فإن الحق حاكم على كل أحد.
• يريد أتباع الشياطين من اليهود والنصارى والزناة أن تميلوا عن الحق إلى الباطل ميلًا عظيمًا.
• لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا، أي في الدنيا، بأن يسلطوا عليهم استيلاء استئصال بالكلية، وإن حصل لهم ظفر في بعض الأحيان على بعض الناس، فإن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة.
• إن تظهروا أيها الناس خيرًا، أو أخفيتموه، أو عفوتم عمن أساء إليكم فإن ذلك مما يقربكم من الله، ويجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته تعالى أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم.
• قال مجاهد وغير واحد: كل من عصى الله خطأ أو عمدًا فهو جاهل حتى ينزع عن الذنب.
• قال محمد بن سيرين: ما أظن أحدًا يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• قال بعض السلف:ما أهون العباد على الله إذا أضاعوا أمره.
• عن أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، رضي الله عنه، أنه بكى يومًا بين أصحابه، فسئل عن ذلك، فقال: فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها، تكاد شهواتها تنقضى حتى تكدر مرارتها، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر، إن فيها مواعظ لمن ادكر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد