بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
· الإهداء إلى البيت الحرام:
لا تتركوا الإهداء إلى البيت الحرام، فإن فيه تعظيم شعائر الله، ولا تتركوا تقليدها في أعناقها لتتميز به عما عداها من الأنعام، وليعلم أنها هدى إلى الكعبة فيجتنبها من يريدها بسوء، وتبعث من يراها على الإتيان بمثلها، فإن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
· العدل مع كل أحد:
• لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقًا كان أو عدوًا.
• قال بعض السلف: ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه. والعدل به قامت السموات والأرض.
· مهدي الرافضة المنتظر ليس له حقيقة، ولا وجود له بالكلية:
المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره، فذكر أنه يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبيه، فيملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت جورًا وظلمًا، وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهمه الرافضة وجوده، ثم ظهوره من سرداب سامرًا، فإن ذلك ليس له حقيقة، ولا وجود له بالكلية، بل هو من هوس العقول السخيفة، وتوهم الخيالات الضعيفة.
· أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة:
أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق، وصدق، لا كذب فيه، ولا خلف.
· العداوة والبغضاء بين طوائف النصارى:
الذين ادعوا لأنفسهم أنهم نصارى، متابعون المسيح بن مريم عليه السلام، وليسوا كذلك، أخذنا عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومناصرته، وموازرته، واقتفاء آثاره، وعلى الإيمان بكل نبي يرسله الله إلى أهل الأرض، ففعلوا كما فعل اليهود خالفوا المواثيق ونقضوا العهود، ولهذا قال تعالى:﴿فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة﴾[المائد:14] أي: فألقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضًا، ولا يزالون كذلك إلى قيام الساعة، وكذلك طوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين متعادين، يكفر بعضهم بعضًا، ويلعن بعضهم بعضًا.
· الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار، فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقًا، ولا يقرب أجلًا.
· الملوك والأغنياء:
• عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: كان الرجل من بنى إسرائيل إذا كان له الزوجة والخادم والدار سمي ملكًا.
• عن أبي عبدالرحمن الحنبلي قال: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وسأله رجل، فقال:ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال: عبدالله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال:نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء. فقال: إن لي خادمًا. فقال: فأنت من الملوك.
• قال الحسن البصري: هل الملك إلا مركب وخادم ودار.
· التسليم لما جاء به الرسول علية الصلاة والسلام:
قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
· اليهود:
• لا تجتمع قلوبهم، بل العداوة واقعة بين فرقهم بعضهم في بعض دائمًا، لأنهم لا يجتمعون على حق.
• كفر اليهود كفر عناد وجحود، ومباهتة للحق، وغمط الناس، وتنقص بحملة العلم، ولهذا قتلوا كثيرًا من الأنبياء، حتى همّوا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، وسموه، وسحروه، وألبوا عليه أشباههم من المشركين، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
• من سجيتهم أنهم دائمًا يسعون الإفساد في الأرض، والله لا يجبُّ من هذه صفته.
• احذر أعداءك اليهود، أن يدلسوا عليك الحق،....فلا تعتر بهم، فإنهم كذبة كفرة خونة.
· من قتل رجلًا واحدًا فكأنما قتل الناس جميعًا:
عن أبي هريرة، قال: دخلت على عثمان، رضي الله عنهما، يوم الدار، فقلت: جئت لأنصرك، وقد طاب الضرب يا أمير المؤمنين، فقال: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعًا وإياي معهم؟ قلت: لا. قال: فإنك إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتلت الناس جميعًا، فانصرف مأذونًا لك مأجورًا غير مأزور، قال: فانصرفت ولم أقاتل.
· ترك المصلحة إذا ترتب عليها مفسدة أعظم منها:
يقول الله تعالى ناهيًا لرسوله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين عن سبِّ آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسبِّ إله المؤمنين وهو (الله لا إله إلا هو)
· الشياطين يوحون إلى أوليائهم:
المختار ابن أبي عبيد، قبحه الله، كان يزعم أنه يأتيه الوحي، وقد كانت أخته صفية تحت عبدالله ابن عمر، وكانت من الصالحات، ولما أخبر عبدالله بن عمر أن المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال: صدق، قال الله تعالى: ﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم﴾ [النساء:121].
· أكثر الناس:
• يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض، من بني آدم أنه الضلال، كما قال تعالى:﴿ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين﴾ [الصافات:71].
• أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون للحق ناكبون عنه كما قال تعالى:﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين﴾[يوسف:103]وقال تعالى:﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله﴾[الأنعام:116].
· عقوبة المتكبرين:
يقول تعالى:﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق﴾[الأعراف:146] أي: سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي، ويتكبرون على الناس بغير جق، أي: كما استكبروا بغير حق أذلهم الله بالجهل. قال بعض السلف: لا ينال العلم حيي ولا مستكبر. قال سفيان بن عيينة: أنزع عنهم فهم القرآن وأصرفهم عن آياتي.
· قرن الرحمة مع العقوبة:
قوله تعالى:﴿إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾ [الأعراف:167] قوله:﴿إن ربك لسريع العقاب﴾ أي: لمن عصاه وحالف شرعه ﴿وإنه لغفور رحيم﴾ أي: لمن تاب إليه وأناب، وهذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة لئلا يحصل اليأس، فيقرن تعالى بين الترغيب والترهيب كثيرًا لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف
· الحكمة في طلب موسى عليه السلام من السحرة أن يبدأوا أولًا في المبارزة:
• السحرة،... قال لهم موسى: ألقوا، أي أنتم أولًا، قيل: الحكمة في هذا والله أعلم ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا فرغوا من بهرجهم ومحالهم جاءهم الحق الواضح الجلي، بعد التطلب له والانتظار منهم لمجيئه، فيكون أوقع في النفوس.
· الأماكن التي هبط فيها آدم وإبليس لو كان في ذكرها فائدة لذكرها الله:
آدم وحواء وإبليس،... ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات، والله أعلم بصحتها، ولو كان في تعين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم، أو دنياهم، لذكرها الله تعالى في كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
· أقسام تارك السيئة:
اعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام:
تارة يتركها لله، فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى، وهذا عمل ونية، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح: فإنما تركها من جرائي، أي من أجلي. وتارة يتركها نسيانًا وذهولًا عنها، فهذا لا له، ولا عليه، لأنه لم ينو خيرًا، ولا فعل شرًا. وتارة يتركها عجزًا وكسلًا عنها بعد السعي في أسبابها، والتلبس بها بما يقرب منها، فهذا بمنزلة فاعلها.
· معاملة العاصي من الإنس بالمعروف وبالتي هي أحسن:
﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾[الأعراف:199] قال بعض العلماء: الناس رجلان، محسن، فخذ ما عفا لك من إحسانه، ولا تكلفه فوق طاقته، وما يحرجه، وإما مسيء، فمره بالمعروف، فإن تمادى على ضلاله واستعصى عليك، واستمر في جهله، فأعرض عنه، فلعل ذلك أن يرد كيده، كما قال تعالى:﴿ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون * وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾[المؤمنون:96_98]وقال تعالى:﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم﴾[فصلت:34_35] فهذه الآيات الثلاث، في الأعراف، المؤمنون، وحم السجدة، لا رابع لهن، فإنه تعالى يرشد فيهن إلى معاملة العاصي من الإنس بالمعروف بالتي هي أحسن، فإنه يكفه عما هو فيه من التمرد بإذنه تعالى، ولهذا قال:
﴿فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾.
· الخمر أم الخبائث:
قال الزهري: حدثني أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل فيمن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس، فعلقته امرأة غوية، فأرسلت إليه جاريتها أن تدعوه لشهادة، فدخل معها، فطفقت كلما دخل بابًا أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، عندها غلام، وباطنية خمر، فقالت: إني والله ما دعوتك لشهادة، ولكن دعوتك لتقع عليّ، أو تقتل هذا الغلام، أو تشرب هذا الخمر، فسقته كأسًا، فقال: زيدوني، فلم يرم حتى وقع عليها، وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر، فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدًا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه. رواه البيهقي وهذا اسناد صحيح.
· نزول العقوبة عند السكرة والغفلة:
قال الحسن البصري: من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له، ومن قتّر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له، ثم قرأ:﴿فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون﴾ [الأنعام:44] قال: مُكِر بالقوم وربِّ الكعبة، أعطوا حاجتهم ثم أخذوا، رواه ابن أبي حاتم، وقال قتادة: بغت القوم أمر الله وما أخذ قومًا قط إلا عند سكرتهم وغرتهم، فلا تغتروا بالله، فإنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون، رواه ابن أبي حاتم أيضًا.
· متفرقات:
• ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ [الأعراف:156]آية عظيمة الشمول والعموم.
• ﴿فعقروا الناقة﴾ أسند ذلك على مجموع القبيلة، فدلّ ذلك على رضى جميعهم بذلك، والله أعلم.
• يرغب سبحانه عباده في كتابه، ويأمرهم بتدبره، والعمل به، والدعوة إليه، ووصفة بالبركة لمن اتبعه، وعمل به في الدنيا والآخرة، لأنه حبل الله المتين.
• قال بعض السلف: جمع الله الطب كله في نصف آية: ﴿كلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾ [الأعراف:31].
• أتى رجل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: اعهد إلي، فقال: إذا سمعت الله يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ فأرعها سمعك، فإنه خير يأمر به، أو شرّ ينهى عنه.
• من توكل على الله كفاه ما أهمه، وحفظه من شر الناس وعصمه.
• إن توكلتم على الله، واتبعتم أمره، ووافقتم رسوله، نصركم الله على أعدائكم.
• القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار.
• قال صهيب الرومي رضي الله عنه، لامرأته وقد عاتبته في كثرة سهره: إن الله جعل الليل سكنًا إلا لصهيب، إن صهيبًا إذا ذكر الجنة طال شوقه، وإذا ذكر النار طار نومه.
• قال الحسن: كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم.
• سميت البدعة بدعة: لأنه لا نظير لها فيما سلف.
• لما كان المكر غالبًا إنما يكون خفيًا وهو التلطف في التحيل والخديعة، قوبلوا بالعذاب الشديد من الله يوم القيامة جزاء وفاقًا.
• سئل شريح القاضي عن الجراد، فقال: قبح الله الجرادة، فيها خلقة سبعة جبابرة، رأسها رأس فرس، وعنقها عنق ثور، وصدرها صدر أسد، وجناحها جناح نسر، ورجلاها رجال جمل، وذنبها ذنب حية، وبطنها بطن عقرب.
• أمية بن أبي الصلت،... جاء في بعض الأحاديث أنه ممن آمن لسانه، ولم يؤمن قلبه، فإن له أشعارًا ربانية، وحكمًا وفصاحة، ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام.
• لا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين.
• من أعان ظالمًا سلطه الله عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد