بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تجربة بسيطة جربتها مع طلاب المرحلة المتوسطة، آتت ثمارها والحمد لله:
طلبت من طلاب المرحلة المتوسطة فتح المصحف وقراءة جزء من القرآن، ليجربوا بأنفسهم كم يستغرق ذلك؟ وحتى يتبين لهم عمليًا أن هذا العمل لا يتجاوز (٢٠) دقيقة!
فقلت هل تعلمون أن استمراركم على هذا العمل يوميًا، يجعلكم تختمون القرآن في كل شهر؟
فرأيت الدهشة في وجوههم، ثم قلت لهم: من يبدأ معي ختمة من اليوم. فتحمس غالبهم، فقلت إذًا عليكم بالتالي:
1- قراءة الجزء الذي يوافق رقمه تاريخ اليوم، حتى تعرف وردك اليومي بمجرد الاطلاع على التاريخ، وإياك أن تتحمس فتزيد على ذلك، لأنك ستنسى مع الوقت موضع وردك، لاختلافه عن تاريخ اليوم، فيسبب ذلك الانقطاع، وإن كنت لا بد فاعلًا، فأعد قراءة الجزء.
2- عين وقتًا محددًا (١٠) دقائق، قبل أحد الصلوات، و(١٠) دقائق بعدها، أو(٢٠) دقيقة قبل أحد الصلوات، ستكون كافية لإنهاء الورد.
ثم صرت أذكرهم في كل حصة بالتاريخ ورقم الجزء. ومع الوقت، قل العدد، ولكنه لم ينعدم ولله الحمد. وبعد شهر، أي بعد الختمة الأولى، قلت لمن استمر:
هل كان العمل صعبًا؟ قالوا: لا، هل قلل من أوقات لهوكم ولعبكم؟ قالوا: لا، هل تعلمون أن لكم في كل حرف حسنة، وفي كل حسنة عشرة أضعافها إلى ٧٠٠ ضعف إلى أضعاف كثيرة؟
فرأيت بعضهم يبتسم، وبعضهم اغرورقت أعينهم بالدموع فرحًا. قلت لهم استمرارك بهذا العمل يجعل ختماتك للقرآن بعدد الأشهر التي تعيشها.
ثم كنت لا أستغرب أن أجد المصحف في يد بعض الطلاب في الفسحة، وبعضهم يقول لي وأنا أراقب عليه في الامتحان النهائي: أستاذ اليوم قرأت الورد!
أحد الطلاب أخبرني أن والده عمم الفكرة على عائلته كلها! بعد ٤ سنوات، تواصلت مع المجموعة الأولى، فقالوا لا زلنا نختم كل شهر!
مشكلتنا مع أبنائنا أننا نحثهم على العمل الصالح ونتغافل عن:
1- إعطائهم الطريقة العملية لتنفيذه.
2- جعلهم يمارسون ذلك العمل بأنفسهم حتى يستشعروا سهولته، وإمكانية الاستمرار عليه.
3- الاستمرار في الحث والمتابعة.
4- ذكر التجارب الناجحة وتدوينها.
أخي المعلم أخي الأب: العمل سهل، والتحدي الصعب؛ الاستمرار في الحث والمتابعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد