بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الثالث، من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، على صحيح الإمام مسلم رحمه الله، والذي يضم الأحاديث من رقم (377) إلى رقم (684)، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· إنكار المنكر، لكن لا يوبخ من فعله اجتهادًا أو تأويلًا أو جهلًا:
• انظر إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام... تجد أنها مبنية على... أن من فعل المنكر اجتهادًا أو تأويلًا أو جهلًا فإنه لا يُوبخ ولا يؤنب، ولكن يُهدى إلى الحق.
• الأعرابي الذي بال في المسجد لم يوبخه، بل دعا بلطف، وقال:"إن هذه المساجد لا تصلح لشيءٍ من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن"أو كما قال.
• الذي تكلم وهو يصلي... لم يوبخه، فقال معاوية: فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا أحسن تعليمًا منه والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن"أو كما قال.
• الذي جاء تائبًا _ وهو مجامع في نهار رمضان _ لم يوبخه، لكن أرشده إلى الصواب، وفي النهآية أعطاه تمرًا طعامًا لأهله، فذهب إلى أهله مسرورًا، وقد كفر الله عنه، وقد برِأت ذمَّته، وقد رُزق طعامًا.
• ينبغي أن نعلم الناس باللطف واللين، حتى نريهم سماحة الإسلام، إذ بعض الناس يستعمل العنف في الدعوة إلى الله وفي إنكار المنكر وفي إقامة المعروف... وهذا غلط!
· أسماء الفاتحة:
• الفاتحة... سماها النبي صلى عليه وسلم (أم القرآن)... والإنسان إذا تدبرها وجد أنها أم القرآن حقًا، وهي أم القرآن حقًا بلا شك، وانظر كلام ابن القيم رحمه الله عليها في أول: مدارج السالكين تجد العجب العجاب.
• للفاتحة أسماء، منها:(الفاتحة)،(أم القرآن)، ومن أراد أن يقف على أسمائها، فليراجع(الإتقان) للسيوطي.
· كلمة عجيبة:
• يقول سفيان بن عيينة رحمه الله كلمة عجيبة، يقول: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، لأنهم علموا الحق وتركوه، ومن فسد من عُبادنا ففيه شبه من النصارى، لأنهم أرادوا الحق فضلوا عنه.
· كيد النساء:
• المرأة كيدها عظيم، لكن كيدها يزول إذا اعتصم الإنسان بالله عز وجل، وكان قويًا به، فإن الله تعالى يهيئ له الأسباب التي تحميه من كيد النساء.
· وضع المسجل للأذان في الدوائر الحكومية:
• بعض الدوائر الحكومية الآن تضع المسجل لأذان الظهر! وهذا لا يصلح، لأن هذا حكآية صوت ماضٍ.
· التشديد على الإنسان في المرض الذي يموت منه وحسن الخاتمة:
• هل يفهم... أن الإنسان إذا كان معروفًا بالصلاح وشُدد عليه المرض الذي مات فيه أن هذا يدل على حسن الخاتمة؟ فالجواب: ربما يدل على هذا وقد ابتلي الرسول عليه الصلاة والسلام ليتم له مقام الصبر لأن مقام الصبر مقال عال.
· الناس إذا تفرقوا الأجسام تفرقت القلوب:
• الأولى في حق الذين يكونون في مكان واحد أن يجتمع بعضهم إلى بعض، سواء في حلقة القرآن أو العلم أو غير ذلك، وأن لا يتفرقوا، لأن الناس إذا تفرقوا بالأجسام تفرقت القلوب.
· السجود المنفرد عن الصلاة:
• مسألة: لو أن الإنسان سجد بدون صلاة وجلس يدعو في السجود طويلًا والسجدة منفردة عن الصلاة؟ الجواب: إن هذا مبتدع، لأن السجود المنفرد لا يكون إلا لسبب وهو التلاوة أو الشكر وما سوى ذلك فلا بد أن يكون في نفس الصلاة.
· التبرك بآثار الصالحين:
• قول الشارح رحمه الله تعالى " ففيه التبرك بآثار الصالحين" فهذا ليس بصحيح لأن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ويدلُّ لهذا أن الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يفعلون هذا فيما بينهم مع أن فيهم الصالحين، وفيهم الكبراء، والفقهاء.
· الحكمة من إعطاء الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم:
• الرسول صلى الله عليه وسلم أُعطي جوامع الكلم، والحكمة من ذلك _ والله أعلم _ لتكون هذه الشريعة قواعد وضوابط لا مسائل جزئية فردية، حتى يمكن لآخر الأمة أن تبني المسائل الجزئية على هذه الكلمات الجوامع.
· حرص الإنسان على المال والشرف يُفسد الدِّين:
• جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"ما ذئبان جائعان أرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" يعني: أن حرص الإنسان على المال والشرف يُفسد الدِّين كما يفسد ذئبان جائعان أرسلا في غنم.
· الفرق بين الكاهن والعراف:
• الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، يقول لك مثلًا: سيكون إذا كذا وكذا، نقول: هذا كاهن، بخلاف العرّاف، فالعراف يُخبر عن المغيبات ولو كانت حاضرة أو ماضية.
· عداوة الشيطان أهل الخير:
• انظروا عداوة الشيطان أهل الخير، تجد بينهم معاداة في كثير من الأحيان، وأهل الشر بينهم تكاتف وتساعد لأنهم يرضون الشيطان وأهل الخير لو تكاتفوا لأغضبوا الشيطان فلذلك يحرش بينهم ويلقي العداوة بينهم من أحل ألا تكونوا لهم كلمة واحدة
· شارب الدخان إذا كان له رائحة كريهة فإنه لا يجوز أن يحضر المسجد:
• نهيُ الإنسان أن يحضر المساجد وقد أكل من الثوم وذلك لكراهة ريحه... ويقاس الدُّخان على ذلك، إذا كان شارب الدخان له رائحة كريهة فإنه لا يجوز أن يحضر المسجد، لأنه يؤذي الملائكة ويؤذي المصلين، ولهم أن يخرجوه من المسجد.
· رجال الشورى:
• يجب أن يكون رجال الشورى من أهل الخير والصلاح... فلا يؤتى بالشورى من كلِّ ما هبَّ ودبَّ كما يوجد في البرلمانات في بعض الدول، هذا غلط وخطأ.
• الواجب أن يكون أهل الشورى ممن اتصفوا بثلاثة أمور: الأول: العلم، والثاني: الإيمان ويتبعه الأمانة، والثالث: البصيرة في أحوال الأمة والخبرة.
• كلما قلّ رجال الشورى كان أحسن وأولى، لأن عمر رضي الله عنه حصرهم في ستة، وفيهم من توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم... لأن كلما صغًر نطاق الدائرة كان أقرب إلى الصواب.
· دخول الجن في الإنس:
• هل الجن يدخل الإنس؟ الجواب: نعم، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" بالوسوسة وبالإيذاء، لأنه يدحل فيه ويؤذيه، كما هو مشاهد مجرب.
• دواء هذا العلة الإكثار من ذكر الله عز وجل، والإكثار من الآيات التي بها الاستعاذة بالله عز وجل من شر الوسواس الخناس، وكذلك أيضًا قراءة آية الكرسي، فإنه لا يزال على الإنسان من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح.
· صور من حرص الصحابة رضي الله عنهم:
• حرص الصحابة رضي الله عنهم على التسابق في الخير، لقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم) يعني: وحلّفونا.
• حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، فيسألون عما يشكل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن لا لمجرد العلم النظري، بل للعلم العملي المقرون بالعمل.
· الدخول مع الإمام على أي حال كان:
• الإنسان يدخل مع الإمام على أي حال كان الإمام، حتى وإن كان في السجود أو في الجلوس بين السجدتين، أو في القيام بعد الركوع فإنه يدخل معه لقوله صلى الله عليه وسلم:"فما أدركتم فصلوا".
· الحرص على طلب العلم:
• العلم لا بد فيه من حرص وجدًّ واجتهاد، ويقال: أعط العلم كُلّك تُدرك بعضه، فإن أعطيته بعضك فاتك كله، وهذا صحيح.
· الحضور للمسجد مبكرًا:
• بعض الناس يتآخر في الحضور إلى المسجد بحجة أن الصلاة لم تقم بعد وأرى أن هذا غلط كلما تقدم الإنسان للمسجد وصلى فإنه على خير ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة وكان من هدي الصحابة رضي الله عنهم أنهم يبكرون ويأتون إلى المسجد.
· خفة الصلاة وثقلها على الإنسان:
• إذا رأيت من نفسك أن الصلاة ثقيلة عليك فاعلم أن في قلبك نفاقًا، لأن هذا من شأن المنافقين، وإذا رأيت من نفسك خفةً إذا أتيت الصلاة واستبشارًا بقدومها واطمئنانًا فيها فاعلم أن هذا دليل على قوة إيمانك.
· قرة العين بالصلاة:
• كلما قرت عين الإنسان بالصلاة كان ذلك دليلًا على قوة إيمانه، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"وجُعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة".
· يقاس الرجل في صدق إيمانه بشهود صلاة الجماعة:
• يقاس الرجل في صدق إيمانه بشهود الجماعة، إذا عرف أنه محافظ على الجماعات عُلِم أنه مؤمن، وإذا رٌئي كسولًا متخلفًا ففيه خصلة من النفاق، فقد يكون منافقًا خالصًا والعياذ بالله، وقد يكون فيه خصلة من المنافقين.
· فوائد المشي إلى الجماعة:
• المشي إلى الجماعة يحصل به هذه الفوائد الثلاث: الحسنة، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات.
• كل يوم تغدو إلى المسجد وتروح خمس مرات يعد لك في الجنة خمس ضيافات، والحمد لله، نعمة كبيرة.
· وجوب صلاة الجماعة في المساجد:
• القول بأن الجماعة لا تجب في المساجد ضعيف جدًا، فهي فرض عين على الإنسان أن يحضر إلى المسجد إلا من عذره الله.
· الرجوع عن الفتوى:
• لا يُلام الإنسان إذا رجع عن فتواه بل يحمد على ذلك وقد أمر عمر رضي الله عنه أبا موسى الأشعري رضي الله عنه بهذا فقال: لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس أن ترجع إلى الحق_ أو كلمة نحوها_ فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
· الأسواق:
• الأسواق... أبغض البلاد إلى الله، لأن الأسواق يكثر فيها اللغط والكلام المنكر، وربما يكون فيها الكذب والغش، فهي مواضع معصية، فلذلك كانت أبغض البلاد إلى البلاد إلى عز وجل.
· جزاء من يدخل السرور على إخوانه:
• إدخال السرور على إخوانك من الأمور المطلوبة، لأنك تفرحهم، وربما يكون من جزائك عند الله عز وجل أن يشرح الله صدرك دائمًا، فإن الله تعالى يجازي الإنسان بحسب عمله.
· متفرقات:
• من صلى الفجر فهو في ذمّة الله عز جل، أي: في عهده وأمانه.
• العفريت من الجن هو الصارم الفتاك المتمرد الخبيث، يعني: الشديد من الجن.
• كلما رأى الشيطان إقبالًا من العبد على طاعة الله فإنه يهاجمه مهاجمةً شديدةً عظيمةً، أعاذنا الله وإياكم من شره.
• إنسان... يفكر دائمًا في مسألة من المسائل فرأى في الرؤيا هذه المسألة، نقول: هذا حديث نفس وليس برؤيا.
• جدير بكل مؤمن أن يكون حريصًا على العلم من أجل أن يعبد الله على بصيرة، وأن ينفع عباد الله بما علمه الله.
• الحمد هو وصف المحمود بالكمال محبةً وتعظيمًا.
• الشام في الأصل تشمل فلسطين.
• ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر الفتوى الحموية كلامًا عجيبًا، قال: يقال إنه ما أفسد الدنيا إلا نصف متكلّم ونصف فقيه ونصف طبيب ونصف نحوي.
• الدين الإسلامي يحارب القلق ويوجب على من تمسك به أن يطرح كل ما فيه القلق، لقوله صلى الله عليه وسلم:"فليطرح الشك وليبن على ما استقين".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد