فوائد مختصرة من باب صفة الصلاة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه بعض الفوائد من باب صفة الصلاة من كتاب " فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام "للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة، لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسال الله أن ينفع بها الجميع.

·       رفع اليدين عند التكبير:

• إذا رفع اليدين إلى حذو المنكبين فسنة، أو إلى شحمة الأذنين فسنة، أو إلى فروع الأذنين فسنة.

• بعض الناس إذا أراد أن يكبر يرفع يديه فوق الرأس، وهذا ليس بصحيح ومخالف للسنة، وبعض الناس إذا أراد أن يكبر يرفع يديه إلى حذو الصدر، وهذا ليس بصحيح وعبث مخالف للسنة ومنقص للصلاة.

·       الحكمة من هذا الرفع:

• قال بعض أهل العلم عن الحكمة:

أولًا: الإشارة إلى رفع الحجاب بينك وبين الله عز وجل.

ثانيًا: أنه زينة للصلاة وكمال.

ثالثًا: الحكمة التعبدية وهي التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.

·       الاستعاذة عند قراءة القرآن:

• القول بوجوب التعوذ عند قراءة القرآن قول قوي بلا شك أولا لأن الله تعالى أمر به الثاني لئلا يحول الشيطان بينك وبين تدبر القرآن والنشاط في قراءته... لكن حتى على القول بوجوب الاستعاذة عند قراءة القرآن لو تركها الإنسان فصلاته صحيحة.

·       قراءة الفاتحة:

• الصواب في هذه المسألة: أن قراءة الفاتحة واجبة على الأمام والمأموم والمنفرد في السرية والجهرية إلا المسبوق.

·       الركوع:

• حد الركوع الواجب: هو أن ينحني ظهره بحيث يمكن أن يمسّ ركبتيه بيديه إذا كان رجلًا معتدلًا، لأن بعض الناس يداه طويلتان فيمس الركبة بأقل انحناء، وبعض الناس يداه قصيرتان لا يمس إلا بانحناء تام ونحن نتكلم عن أدنى ما يجزئ في الركوع.

• حد الركوع الأكمل: هو أن ينحني بحيث يستوي رأسه وظهره كفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

·       السجود:

• الجبهة وأشار بيده إلى: أنفه، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، فلا بد من السجود على هذه الأطراف السبعة.

• قال العلماء: إن السجود على هذه الأعضاء السبعة ركن من أركان الصلاة، وأنه لو سجد على ثلاثة منها أو أربعة أو خمسة أو ستة فإن السجود لا يصح لأنه لا بد أن يكون على الأعضاء السبعة جميعًا.

• لو وضع الإنسان أنفه على الأرض دون الجبهة لم يتم السجود، ولو كان العكس: بأن وضع الجبهة دون الأنف لم يتم السجود.

• من سجد ورفع إحدى رجليه حال السجود فإن صلاته تبطل، لأنه ترك ركنًا من أركانها، ومن ترك ركنًا من أركان الصلاة بطلت الصلاة. وكذلك لو رفع اليد في حال السجود فإنها تبطل صلاته وكذلك الأنف أو الجبهة.

• إذا رفع الإنسان أحد أعضاء سجوده ناسيًا أثناء السجود فما حكم ذلك؟ نقول إذا كان رفع العضو في أكثر السجود فالسجود غير صحيح، حتى ولو كان رفعه عن جهل أو نسيان، لأنه ركن لا يسقط بالجهل أو النسيان.

• أما إذا كان في جزء من السجود كما لو حكه شيء... ونفض رجله فلا بأس به، فالعبرة بالأكثر.

• بعض الناس إذا سجد وضع رجله على الرجل الأخرى فهل يجزئ أو لا يجزئ؟ الجواب: لا يجزئ.

• السنة عند السجود أن لا تفترش الذراعين... فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم:"أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود افتراش السبع" والسبع الكلب، والكلب إذا ربض مدّ ذراعيه وبسطهما على الأرض.

• قوله صلى الله عليه وسلم:"افتراش السبع"هذا التشبيه يراد به التقبيح والتنفير، وعليه فيكون الافتراش مكروهًا إن لم يكن محرمًا لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه.

• لا ينبغي للساجد أن يقبض يديه إلى جنبيه لقوله:"غير مفترش ولا قابضهما" فتكون الذراعان قائمتين، ويبعدهما عن جنبه.

• لو قال قائل: أرأيتم لو كان المكان ضيقًا فهل يشرع للشخص أن يفرّج أو لا؟ الجواب لا لأنه يؤذي جاره، وترك السنة من أجل دفع الأذية أولى من إقامتها مع الأذية.

• فإن قال قائل: ما صفة الظهر في حال السجود؟ فنقول: يعليه ويرفعه مقوسًا، أما ما يفعله بعض الناس يمتد حتى كأنه منبطح فهذا غير صحيح.

• ينبغي للساجد أن يستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، وعلى هذا فيصهر رجليه حتى تستقبل الأصابع القبلة....فإن قال قائل: وهل يجزئ أن يضع أطراف الأصابع على الأرض بدون استقبال القبلة؟ الجواب: نعم يجزئ.

• كيف تكون الرجلان في هذه الحال؟... نقول: ظاهر السنة أنه يضم بعض القدمين إلى بعض، لأنه هكذا جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة حين فقدت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم.

·       الجلسة بين السجدتين:

• الجلسة بين السجدتين هي ركن، والطمأنينة فيها ركن، ومع ذلك فكثير من المصلين لا يهتمون بهذه الجلسة، فنجدهم ينقرونها بل بعضهم ينزل ساجدًا مرة أخرى وهو لم يعتدل جالسًا، وهذا أيضًا لا تقبل صلاته لعدم وجود الطمأنينة منه.

• النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين:"اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني" فهذه الأمور الخمسة كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها بين السجدتين.

•ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه في هذه الجلسة يضم من أصابع يده اليمنى الخنصر والبنصر والإبهام أو يحلق الإبهام مع الوسطى ويبقي السبابة مرفوعة، ولكنه يشير بها عند الدعاء فيحركها كلما دعا ويكون تحريكها إلى فوق ليس تحريكا دائمًا.

·       الافتراش:

• الافتراش: أن يجلس على اليسرى وينصب اليمنى، وهذا يشمل كل جلسات الصلاة إلا ما استثني فيشمل الجلسة بين السجدتين، والجلسة للتشهد الأول، والجلسة للتشهد الأخير في الصلاة الثنائية.

·       التورك:

• يتورك في التشهد الأخير، وصفة التورك: أن يقدّم رجله اليسرى أي: يخرجها من الجانب الأيمن مفروشة وينصب اليمنى ويجلس على مقعدته.

• الحكمة من كونه يجلس هذا الجلوس لوجهين: الأول: الفرق بين التشهدين الأول والثاني حتى إذا دخل أحد ووجده متوركًا عرف أنه في التشهد الأخير الثاني: أن مدته أطول من التشهد الأول فكان الأيسر أن يتورك لتكون طمأنينته على الأرض أكثر.

• الصحيح أن التورك إنما يكون في التشهد الأخير في كل صلاة فيها تشهدان.

·       السلام:

• لا بد من تسليمتين عن اليمين وعن الشمال وإذا اكتفى بتسليمه واحدة فإنه يعيد الصلاة.

• لا سلام إلا عند انتهاء الصلاة،... وعلى هذا لو طرأ على الإنسان في أثناء الصلاة ما يوجب أو ما يقضي قطعها فإنه يقطعها بدون سلام لأن صلاته لم تتم.

·       مواطن رفع اليدين في الصلاة:

• رفع اليدين في الصلاة يشرع في أربعة مواضع: عند تكبيرة الأحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول، ويكون رفعه إلى منكبيه أو فروع أذنيه كما ورد بذلك السنة.

·       قراءة القرآن:

• وجوب قراءة ما تيسر من القرآن بعد التكبير... والقراءة لا بد فيها من عمل وهو تحريك الفم والشفتين، وعلى هذا فلو قرأ بقلبه لم يصح، يعني لو أمرَّ القرآن على قلبه فإنه لا يصح لأنه لم يقرأ... الراجح أنه لا يشترط أن يُسمع نفسه.

·       جلسة الاستراحة:

• الصواب: أن جلسة الاستراحة سنة لمن احتاج إليها لمرض، أو كبر، أو وجع في الركب، أو ما أشبه ذلك، وإلا فلا... وهذه الجلسة... ليس لها ذكر.

·       القنوت:

• لا ينبغي أن يطيل الإمام القنوت... خلافًا لبعض الناس الذين يطيلون القنوت ولا سيما في قنوت الوتر في رمضان... إن أطلت فاجعله خمس دقائق.

• القنوت في الوتر فلا تسن المداومة عليه،....في رمضان... الذي نرى أنه أحيانًا لا يقنت لفائدة وهي أن لا يظن العوام أن القنوت شرط في الوتر.

• ظاهر فعل النبي صلى الله عليه وسلم في تهجده أنه لا يقنت، لأن جميع الواصفين لتهجده لا يذكرون القنوت.

• القنوت عند النوازل... الصواب أنه في جميع الصلوات: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• إذا نزل بالمسلمين نازلة لا تتعلق بالأدمي كالأوبئة والفيضانات والزلازل فهل يقنت الإنسان أو لا يقنت؟ الجواب: لا يقنت، لأن هذه تقع كثيرًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يقنت لها.

• القنوت في الفجر بدعة، وهو كذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا لسبب، فإذا فعلته بدون سبب فهذا إحداث في دين الله ما ليس منه.

• إذا كان الإنسان مع إمام يقنت فإن الإمام أحمد رحمه الله نص على أنه يتابع هذا الإمام فلا يسجد ويدعه، بل ويؤمن على دعائه أيضًا، فإذا ائتم بمن يقنت في صلاة الفجر وإن كان لا يرى أنه مشروع فإنه يتابع ويؤمن.

·       البركة:

• البركة قال أهل العلم: إنها الخير الكثير الثابت.

• الله تعالى إذا أنزل البركة في شيء سدّ ما يسده غيره بأضعاف مضاعفة... وإذا لم يبارك في الشيء لم ينتفع به العبد، أو يقل انتفاعه به، ومن هنا تعرف أهمية البركة فيما أعطى الله عز وجل وأن الشأن كل الشأن في البركة.

• قوله صلى الله عليه وسلم:"وبارك لي فيما أعطيت"؛ أي: أنزل البركة فيما أعطيت من: علم وولد ومال.

• بركة الولد فإن يجعل الله تعالى في ذلك معونة على طاعة الله، ويساعدك في أمورك، ومن بركة الأولاد أن يكونوا من طلبة العلم، وينفع الله بهم الناس.

• بركة العلم: أن يكون الإنسان مباركًا في علمه، في الانتفاع به، وعبادة الله تبارك وتعالى على بصيرة، ويكون مباركًا في علمه بنشره بين الأمة وتعليمهم إيَّاه، ويكون مباركًا في علمه بالتأليف والكتابة.

• انظر إلى بركة العلماء السابقين الذين كتبوا وألَّفوا، كيف انتفعت الأمة بهم إلى اليوم وإلى ما شاء الله عز وجل، فصار هذا العلم بركة عظيمة لهم. 

• من بركات المال أن تؤدي به ما أوجب الله عليك من النفقات في سبيل الله، وفي صلة الرحم، وفي بر الوالدين، وتؤدي ما أوجب الله عليك من زكاته، وتتطوَّع بما شاء تعالى من الصدقات وغيرها.

• من البركة في الأموال أن يكون عند الإنسان محاصيل يكتسب بها أو يكتسبها سواء بالبيع والشراء أو بالزراعة أو بغير ذلك.

• البركة لها أسباب: منها: المنحة من الله عز وجل، أن يبارك للإنسان في عمله وعمره وجميع أحواله. ومنها: امتثال آداب الأكل والشرب. ومنها: ان الإنسان إذا بُورك له في شيء فليزمه.

• دعاء الإنسان ربه عز وجل بالبركة ليس معناه أن يمسك عن فعل الأسباب... وإلا كان تركك الأسباب طعنًا في حكمة الله عز وجل.

• الله تعالى بارك في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام بركة لا نظير لها ولذلك كان أتباعه يمثلون ثلثي أهل الجنة وهو رسول واحد والرسل عددهم كثير، ولا شكّ أن هذا من بركة دعوته ولذلك وصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها.

• ومن بركة دعوته ما يحصل لتابعه من الطمأنينة والاستقرار والسعادة والثبات وغير ذلك.

·       الولاية:

• ولآية الله عز وجل نوعان: ولآية عامة: وهي ولآية جميع الخلق. وولآية خاصة: وهي ولآية الله تعالى للمؤمنين وهي التي يمدح عليها الإنسان لأن سببها فعل الإنسان وهي التي تقتضي العنآية بمن تولاه الله واللطف به ودلالته على الخير وإعانته عليه.

• الولي لله من جمع هذين الوصفين: الإيمان والتقوى، فأنت إذا قلت: (تولني فيمن توليت) فمعناه أنك تسأل الله تعالى أن يرزقك الإيمان والتقوى لتكون من أولياء الله... إذا القلب والجوارح نال الإنسان الولاية.

• لا يلزم من ولآية الله أن تقع للإنسان كرامات، وذلك لأن الله تعالى قد يحجب الكرامات عن هذا الولي، إما محنة له ليختبره هل يبقى على ولايته لله أو يقول: لماذا لا يعطني الله كرامة مثل فلان وفلان ثم ينكس على عقبيه.

·       عذاب جهنم وعذاب القبر:

• عذاب جهنم لا يتصور وليس له نظير ولا يمكن أن يبلغه الخيال... هذا العذاب العظيم الذي لا نحيط بوصفه فضلًا عن تصور حقيقته جدير بكل مؤمن أن يسأل الله عز وجل أن يعيذه منه في كل صلاة.

• استنبط بعض العلماء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما فائدة، فقال: إذا كان الإنسان يعذب في قبره لأنه لا يستنزه من البول الذي الاستنزاه منه شرط للصلاة فما بالك بمن يترك الصلاة فإن عذابه يكون أشدّ وأعظم.

• عذاب القبر... سمعنا عمن نثق به أنهم حفروا قبرًا فعثروا على الميت وقد أكلت الأرض كفنه ولكن جسمه لم يؤكل منه شيء حتى لحيته بحنائها باقية، يقولون: ووجدنا أطيب ريح نجده على وجه الأرض في هذا الرجل وهذا معناه أنه يكون على البدن.

·       التوبة:

• الإنسان قد يكون الذنب له بمنزلة صقل الثوب وغسله حيث يخجل من الله عز وجل، ويرى الذنب أمام عينه، ويجد نفسه مستحييًا من الله تبارك وتعالى فينيب إليه، ويزداد رغبة في الوصول إلى مرضاته.

• قد يجد الإنسان من نفسه بعد فترة أن نفسه تراوده على فعل هذه المعصية التي قد تاب منها فهل مثل هذا توبته صحيحة؟

والجواب: نعم صحيحة لأن التوبة شرطها أن يعزم على أن لا يعود وليس من شرطها أن لا يعود.

• الله سبحانه وتعالى إذا منَّ على العبد بتوبة نصوح وتاب عليه توبة نصوحًا أغفل القلوب عن ذكر ذنبه، لأن هذا من تمام توبة الله على العبد.

·       الاتفاق والوفاق:

• الإمام أحمد رحمه الله مع قوله بأنه لا يشرع القنوت في صلاة الفجر قال: إنه إذا تابع شخصًا يقنت فإنه يتابعه ويُؤمن على دعائه أيضًا، كل هذا من أجل الوفاق.

• الصحابة رضي الله عنهم وافقوا عثمان بن عفان رضي الله عنه في أمر أنكروه عليه وهو الإتمام في منى، كل ذلك من أجل الاتفاق.

• مخالفة الجماعة شر، والخير كله في الوفاق والالتئام.

·       كتب:

• فاتحة الكتاب جمعت المعاني التي جاء بها القرآن، ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع إلى كتاب ابن القيم رحمه الله(مدارج السالكين)فإنه أتى فيه بالعجب العجاب حول الكلام على الفاتحة وما تضمنته.

• تأمل في نفسك تجد العجب العجاب في الصفات المعنوية، والصفات الخِلقِية، والصفات الخُلُقية... ومن أحسن ما تطالع لهذا الغرض كتاب(مفتاح دار السعادة) لابن القيم رحمه الله، ففيه العجب العجاب.

• ابن دقيق العيد في شرح العمدة، وشرحه في الحقيقة شرح قوي متين يستفيد منه طالب العلم المرتفع قليلًا انتفاعًا عظيمًا.

·       متفرقات:

• الكثير على الكمية، والكبير يعود على الكيفية.

• الإنسان عند قراءة القرآن يبتلى بأمرين: إما الكسل وعدم الاستمرار فيه، وإما عدم التدبر، فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم حماك الله منه، ووفقت للاستمرار في القراءة والتدبر.

• " الحمد لله رب العالمين" هذه السورة لها خصائص عظيمة: أولًا: أنها أفضل سورة، أو أعظم سورة في القرآن ثانيًا: أن قراءتها ركن في كل صلاة، لا تصح الصلاة إلا بها. ثالثًا: أنها رقية من كل مرض.

• قاعدة في كل العبادات الواردة على وجوه متنوعة فمن الأفضل أن يأتي الإنسان بها مرة بعد أخرى، فمرة يأتي بهذا النوع ومرة بهذا النوع ومرة بهذا النوع حتى يتم له الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

• لما كانت العبادات عند بعض الناس مجرد طقوس وأفعال يفعلها والقلب خال من معانيها صاروا يتلاعبون بالعبادات، لا يشعر الإنسان أنه يناجي الله تعالى ولذلك تجد أنه يصلي فقط مجرد أفعال.

• بني آدم كرمهم الله عز وجل وفضَّلهم على كثير ممن خلق فلا ينبغي أن يضعوا أنفسهم موضعًا لا يليق بهم، وعليه فيكون التشبه بالحيوان ولو بالتمثيل كما يفعله بعض الناس منهيًا عنه.

• العبادة: هي التذلل لله عز وجل مع المحبة والتعظيم.

• الحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم. 

 • من خصال النبي صلى الله عليه وسلم... أنه إذا رأى في الدنيا ما يعجبه قال:"اللهم إن العيش عيش الآخرة" وعلى هذا إذا رأيت مثلًا سيارة فخمة أعجبتك... وإذا رأيت قصرًا منيفًا مشيدًا أعجبك فإنك تقول: لبيك إن العيش عيش الآخرة.

• الحكمة من قوله: " لبيك" من أجل أن يجذب نفسه إلى عبادة الله، لأن النفس قد تنصرف إلى زهرة الدنيا، والحكمة من قوله:" إن العيش عيش الآخرة" ليسلى نفسه أنه إذا فاته عيش الدنيا فالعيش عيش الآخرة، وهذا حق.

• الإنسان ظالم لنفسه حتى في فعل الطاعة، لأنه من الذي يستطيع أن يفعل الطاعة على وجه كامل اللهم إلا نادرًا، ثم من الناس من يقترن بعبادتها وإن كملها ظاهرًا شيء من الرياء أو شيء من الإعجاب وكلاهما خطير جدًا.

• الشريعة الإسلامية سياسة بمعنى الكلمة سياسة للناس في عباداتهم وسياسة للناس في معاملاتهم، وسياسة للناس في علاقاتهم وهي التي تسمى في عصرنا الدبلوماسية، ومن فصل السياسة عن الشريعة فقد أخطأ خطًا عظيمًا، كل الشريعة سياسة.

• اقرأ سورة براءة تجد غآية ما يكون من السياسة في العلاقات بين الدول الكافرة والدول المسلمة، لكن لما ضيقت الكنيسة الخناق على الناس في العبادة ورأوا أنهم لا يستطيعون أن يجمعوا بين الدنيا والآخرة فصلوا الدين عن السياسة.

• الشرع منظم للاقتصاديات غآية التنظيم، ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، ألم يقل الله عز وجل:﴿وكلوا واشربوا ولا تسرفوا[الأعراف:31].

• في الحقيقة أن كثيرًا من الباحثين ولا سيما العصريون عندهم شيء من الجهل في الشريعة وعندهم ضعف الشخصية، وأنهم يدارون غيرهم، ولو مشوا على ما يريد الله عز وجل ورسوله لبرزوا على غيرهم غآية البروز ولأخذ غيرهم منهم.

• الموافق للفطرة والطبيعة أن الأدواء تعالج بأضدادها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء" أي حمى البدن _ السخونة_ قال:"أبردوها بالماء" أي الماء البارد لأنه يزيلها، وهذا مجرب.

• الله تعالى قد يبتلي الإنسان بتسهيل أسباب المعصية له ليبلوه، فاحذر إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تقع فيها، فإنها فتنة، فإن تيسر لك الربا فلا تتعامل به، أو تيسر لك الزنى فلا تقربه وهلم جرّا.

• الصالح هو الذي صلحت سريرته وعمله فأدى حق الله عليه وحق العباد.

• القنوت في الأصل: الدعاء بإخلاص وإلحاح.

• لا تقع الكرامات غالبًا إلا لتقوية إيمان من وقعت له، أو لنصرة الإسلام عامة، هذا الغالب في الكرامات.

• " اللهم" أي يا الله، هذا أصلها، فخذفت الياء تبركًا بالبداءة بسم الله عز وجل، وعُوِّض عنها الميم حتى لا تنقص الجملة، وصارت الميم في الآخر لأنها تدل على الضم والجمع، فكان من يقول: اللهم، جمع قلبه ولسانه على دعاء الله عز وجل.

• الإنسان يتوكل على الله عز وجل ويصلح ما بينه وبين ربه وحينئذ لا يضره أحد من الناس.

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله: الدعاء في الصلاة أفضل من الدعاء بعد الصلاة، لأنك في الصلاة تناجي الله عز وجل، أما بعد الصلوات فقد انصرفت عن مناجاة الله تعالى.

• العلم لا يرسخ في ليلة بل يحتاج إلى تكرار وبحث واطمئنان ووعي حتى يرسخ.

• كن مع الحق سواء كان موافقًا لما تقول أو مخالفًا، ومرِّن نفسك على هذا، وأَهِن نفسك للحق، فإذا أهنتها مرة أو مرتين انقادت تمامًا، واستبشرت بالرجوع إلى الحق، قال الله تعالى:﴿ولينصُرن اللهُ من ينصُرُهُ﴾[الحج:40] لا لمن ينتصر لنفسه.

• عوِّد نفسك أن تهينها للحق ومن تواضع لله رفعه الله عز وجل.

• الغالب أن من دعا لنفسه والعياذ بالله أن الله تعالى لا يجعل في علمه بركة. وأن من أراد الحق جعل الله تعالى في علمه بركة حتى ولو كان يتكلم بكلام لا يتكلم به إلا أدنى طلبة العلم.

• الدجال... أعور خبيث المنظر خبيث المقصد خبيث الدعوة فكل أنواع الخبث والعيوب الحسية والمعنوية مجتمعة في هذا الخبيث. خبيث المقال، ولهذا هو دجال.

• " تباركت " أي حلت البركة فيك، بمعنى: أن اسمك مبارك، وذكرك مبارك، وكلامك مبارك، وكلّ ما يصدر من الله عز وجل فإنه مبارك.

• قال بعض العلماء: المعافاة أن يمنع الله شرك عن الناس، ويمنع شر الناس عنك، وتشمل المعافاة في أمور الدين وأمور الدنيا فهذا لفظ عام.

• كلمة " اغفر لي " تعني شيئين:

الأول: ستر الذنوب عن العباد.

 والثاني: التجاوز عنها بلا عقوبة.

• " عافني " يشمل العافية من مرض القلب، ومرض البدن، أما مرض القلب فإنه يدور على شيئين: إما شبهة وإما شهوة. ومرض البدن معروف، ويشمل مرض العقل، ومرض النفس، ومرض الجسم... فتنوى بقلبك أنك تسأل الله العافية من كل شيء.

• " قني شر ما قضيت " وقآية الشر على وجهين:

الأول: أن لا ينزل بالإنسان شر.

الثاني: أنه إذا نزل لا يضره.

• " إنه لا يذل من واليت " يعني من كنت له وليًا فإنه لا يذل أي لا يلحقه ذل وهزيمة، بل لا بد أن يكون هو العزيز

• إذا رأيتَ الناس يتزاحمون على أبواب المستشفيات، ولكنهم في غفلة عن أبواب المساجد، فاعلَم أن الوضع ليس بحسنٍ؛ لأن تكالُب الناس وحرصَهم على شفاء الأمراض البدنية دون الأمراض القلبية، دليلٌ على أن هناك انتكاسًا - والعياذ بالله

 • الحقيقة أنه من العقل ومن الدين أن يكون الإنسان على الشفاء من الأمراض الدينية القلبية، أحرصَ منه على الشفاء من الأمراض الجسمية.

• بُنيَّ: مصغر، وهذا التصغير للرأفة والرحمة والتلطف والعطف والحنان.

• المفصل هو ما كثرت فواصله لقصر سوره، قال أهل العلم: ويبدأ بـــ: (ق) وينتهي بـــ (الناس) وطوال المفصل من: (ق) إلى: (عم) وقصاره من: (الضحى) إلى آخر القرآن. وأوساطه: ما بين ذلك.

• " التحيات لله" التحية هي: كل لفظ أو فعل دال على التعظيم والإكرام وما أشبه ذلك.

• " الطيبات" جمع طيبة، والطيب ضد الخبيث، وضد ما ليس بطيب ولا خبيث. فكل ما طاب من الأقوال والأفعال والأوصاف فهو لله تعالى، صفات الله تعالى كلها طيبة، أقواله كلها طيبة، أفعاله كلها طيبة.

• " السلام عليك أيها النبي " قال بعض أهل العلم: معنى السلام عليك يعني أنك تدعو للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يُسلِّمه الله تعالى من كل مؤذٍ ومن كل آفة في الدنيا وفي الآخرة... وأن يسلّم هذه الشريعة....من كل ما يؤذيها أو يوهنها.

• " السلام علينا " أن الله يسلمنا من كل الآفات العقلية والفكرية والجهل وغير ذلك.

• وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد... قد أطال ابن القيم رحمه الله في جلاء الإفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في هذه المسألة إطالة ينبغي قراءتها.

• الصلاة من الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، أي أن الله يذكره بالصفات الحميدة وصفات الكمال في الملأ الأعلى من الملائكة عليهم الصلاة والسلام الذين يحملون العرش ومن حوله.

• دعاء الملائكة بالصلاة على الإنسان معناه أنها تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى.  

• السرعة إن كانت محمودة فهي مأمور بها ﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين﴾[آل عمران:133] وإن كانت غير محمودة فإنها تسمى عجلة، والعجلة من الشيطان. وكم من إنسان عجل فندم.

• " الحميد" حميد بمعنى فاعل أي حامد، فالله عز وجل حامد لكل من يستحق الحمد من عباده.

• " مجيد " فالمجد هو العظمة ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى له العظمة الكاملة.

• نحن نحث جميع من أرادوا الصيغ المفضلة في الدعاء والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم... أن يلتزموا بما جاء به الشرع فإنه خير من كل ما أحدث، وكثير مما أحدث تجده طويلًا مسجوعًا قليل البركة وقليل النفع.

• حضر الأشياء بالعدد أرسخ في الذهن وأقرب إلى الفهم، وهذا من حسن التعليم أن الأشياء التي يمكن تقسيمها أو تنويعها أو حصرها ينبغي أن تكون كذلك، لأن ذلك أقرب إلى الفهم والرسوخ في الذهن.

• البخل في الأصل معناه المنع، وهو منع ما ينبغي إعطاؤه سواء كان ذلك مالًا أو علمًا أو منفعة.

• اعلم أن منع ما لا ينبغي بذله من المال ليس ببخل ولكنه اقتصاد واعتدال، فإذا كان الإنسان لا يتهور بالإنفاق وإنما ينفق المال على حسب ما شرعه الله ورسوله فهذا ليس ببخيل وإنما هو مقتصد ومعتدل في إنفاقه.

• حسن العبادة أهم من كثرة العبادة... ويكون حسن العمل على وجهين: حُسن باطني، وحُسن ظاهري. الحسن الباطني: يكون بالإخلاص لله عز وجل... وأما الحسن الظاهري: فيكون بموافقة الشريعة بحيث يكون قولك وفعلك على وفق الشرع.

• " اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " في سؤال العبد ربه أن يعينه على ذلك عنوان على افتقاره إلى ربه وأنه لا غني له عنه طرفة عين وأنه سبحانه إن لم يعنه فإنه لا يفعل وهو كذلك.  

•أرذل العمر أي أنقصه وأردؤه وأحقره والإنسان يُرد إلى أرذل العمر إما لعلة طارئة كما لو حصل للإنسان خلل في دماغه من حادث أو غيره، وإما لتقدم في السن.

• لا شك أن أرذل العمر نسأل الله تعالى منه أنه حسرة على الإنسان وحسرة على أهله... الانسان ينبغي أن يفر من هذا، ويتعوذ بالله من الرد إلى أرذل العمر.

• " أنت السلام " معنى السلام يعني السالم من كل نقص ومن كل عيب.

" ومنك السلام " يعني أنك المُسلِّم لمن تشاء من خلقك، فالسلامة لا تطلب إلا من الله عز وجل. " ومنك السلام " أن تسلمني بصلاتي من عذاب النار ومن الآفات.

• " الجلال " معناه: العظمة بذاته وصفاته يعني يا صاحب العظمة.

• محل التدبير للبدن كله هو القلب وليس الدماغ. فالدماغ يفكر ويعدل ويرسل إلى القلب، والقلب يأمر، فالتفكير لا شك في الدماغ، لكن يرسل إلى القلب، والقلب هو الذي يوجه الأوامر والإيرادات والقصد ولهذا فالنية محلها القلب وليس الرأس.

• التعليم بالفعل هو أقرب إلى تصور الإنسان له ورسوخه في مخيلته وعدم بعده عنه ولهذا كان طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أيضًا أنهم يعلمون الناس بالفعل وبالقول فعثمان رضي الله عنه وهو خليفة على المسلمين دعا بماء وجعل يتوضأ

• نجد أناسًا عندهم حسن نية وقصد فيما نعلم يتكلمون بكلام سهل يأتي به أدنى طالب علم، ومع ذلك يكون لهم تأثير بليغ لأنهم يريدون الحق وبيان الحق، وهذه مسألة قلَّ من يتفطن لها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply