بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد من باب سجود السهو وغيره من سجود التلاوة والشكر، من كتاب:" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· أنواع السجود:
• سجود السهو: فسببه أن يسهو الإنسان في صلاته.
وسجود التلاوة: فسببه إذا مرَّ بآية سجدة وهو يتلو القرآن أن يسجد.
و سجود الشكر فسببه أن تتجدد له نعمة، أو تندفع عنه نقمة.
· السهو في الصلاة:
• السهو في الصلاة فإنه سهو يكون فيها لا عنها، بأن ينسى الإنسان شيئًا منها أو ينسى فيزيد شيئًا ليس منها، والنسيان على هذا الوجه أمر جبلي طُبع عليه البشر، وهو غير مذموم لأنه بغير اختيار الإنسان، ومعناه ذهول القلب عن معلوم.
· إذا قام الإنسان عن التشهد الأول سهوًا:
• الإنسان إذا قام عن التشهد الأول لا يرجع إليه، لأنه واجب فيسقط بالنسيان، ولو رجع إليه لزاد في صلاته... والصواب أنه بمجرد ما يستم قائمًا يحرم عليه الرجوع سواء قرأ أم لم يقرأ... أما إذا ذكرت قبل أن تستتم قائمًا فإنك ترجع.
• يجب على المأمومين إذا قام الإمام عن التشهد الأول سهوًا أن يقوموا معه.
· متابعة الإمام في سجود السهو ولو أن المأموم ما سهى:
• وجوب متابعة الإمام في سجود السهو لقوله:"وسجد الناس معه" حتى لو فرض أن المأموم ما سهى، فلو أن الإمام مثلًا ترك قول: "سبحان ربي العظيم" وسجد لهذا الترك فيجب على المأموم أن يسجد حتى ولو ما سهى.
· إذا سهى في سجود السهو:
• إذا سهى في سجود السهو فإنه لا يسجد كما قال أهل العلم. لكن إذا سها هل سجد سجدتين أو واحدة للسهو فإنه يبني على الأصل ويأتي بالثانية ما لم يترجح عنده شيء.
· ماذا يقول في سجود السهو:
• يقول سبحان ربي الأعلى، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:"اجعلوها _ يعني "سبحان ربي الأعلى"_ في سجودكم" وهذا يشمل سجود صلب الصلاة، وسجود التلاوة، وسجود الشكر، وسجود الشكر... ويقول ما ورد من أذكار السجود.
· قسمان من الشك لا يعتبران:
• الأول: الشك بعد الفراغ من العبادة كما لو سلم ثم بعد ذلك شك هل هي ثلاث أو أربع؟ نقول: الآن انتهت الصلاة فلا ينفع الشك ما لم يتقين الخطأ. الثاني: إذا كان كثير الشكوك فإنه لا يعتبر أيضًا لأنه من باب الوسواس.
· وجوب تنبيه من أخطأ في صلاته خطًا يفسدها:
• الذي يظهر أنه يجب على المأمومين وغير المأمومين إذا رأى أحدًا أخطأ خطًأ يفسد العبادة أن ينبه لأن هذا داخل في عموم قوله تعالى:﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾ وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
· حالات لا يتابع المأموم إمامه:
• إذا قام الإمام إلى خامسة في الظهر مثلًا وسبح به المأموم ولكنه لم يرجع والمأموم متيقن أنه قد صلى أربع كعات....فإنه يجلس ويتشهد ويسلم ولا ينتظره.
• لو جلس الإمام في الثالثة وهو يعتقد أنها الرابعة والمأموم يعتقد أن الصلاة لم تتم فإنه لا يتابعه أيضًا بل يقوم ويكمل الرابعة لأن متابعته حينئذٍ لا تصح لأنه يعتقد أن صلاة إمامه باطلة، وإذا كان يعتقد أن صلاته باطلة فإنه لا يمكن أن يتابعه المأموم.
· إذا تعدد السهو:
• الراجح عندي هذا أنه يكفي لكل سهو مهما تعدد السهو سجدتان فقط، فإن اختلف محل السجود لهما فإنه بغلب ما قبل السلام لسبقه.
· سجود التلاوة:
• سجود التلاوة سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعه حتى قال بعض العلماء: إنه واجب وأن من ترك السجود فهو آثم لكن الصواب أنه ليس بواجب.
• إذا كانت السجدة في الصلاة فإنه يكبر إذا سجد وإذا قام. أما إذا كانت السجدة مجردة ليست في أثناء الصلاة فإنه يكبر إذا سجد على أن الحديث الوارد في ذلك فيه ضعف.
• السجود في (ص)... الصحيح أنها سجدة تلاوة.
• إذا مرّ بآية السجدة وتجاوزها ونسي أن يسجد فإن ذكر مع قرب الفصل سجد وإن تجاوزها وطال الفصل فإنه لا يسجد، لأن القاعدة عند أهل العلم: أن السنة إذا فات محلها فإنها تسقط لأنها علقت بسبب قد زال.
• الأحسن أن يستقبل القبلة....ولا يسجد على غير وضوء.
• إذا كان يتعلم السورة وفيها سجدة فإنه يسجد لأول مرة فقط ويكفى.
· ما يقول الساجد للتلاوة:
• الساجد للتلاوة يقول: " سبحان ربي الأعلى " ويقول أيضًا " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" ويقول: " سبوح قدوس رب الملائكة والروح ".
• ويقول أيضًا: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، وعليك توكلت، سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين"
• ويقول أيضًا: "اللهم اكتب لي بها أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود".
· سجود الشكر:
• مشروعية سجود الشكر، وأنه مستحب عند تجدد النعم واندفاع النقم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم....ومشروعية الإطالة فيه.
• قال أهل العلم: وإنما يشرع إذا تجددت النعمة، أما النعم المستمرة دائمًا فإنه لا يشرع لها السجود لأن الإنسان دائمًا في نعمة الله كما قال الله تعالى:﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾[النحل:18].
• سببه... في الأمور التي تتجدد نادرًا... مثل أن يبشر بولد أو يبشر بنجاح أو يبشر بوجود مال ضائع أو يبشر بانتصار المسلمين أو بدرء الفتنة عنهم... أو يحصل له حادث لولا لطف الله تعالى لأضر به فيسجد لله سبحانه شكرًا لاندفاع هذه النقمة.
• هذا السجود لم يُذكر فيه التكبير لا في أوله ولا في آخره ولم يذكر أيضًا التسليم فظاهره أنه مجرد سجود.
• سجود الشكر على الفور يعني من حين يعلم الإنسان بالنعمة يسجد.
• الذي يظهر أنه لا بد من استقبال القبلة لأنها أفضل ما يستقبل بها الإنسان.
· الطهارة لسجود الشكر:
• الذي يظهر لي أن سجود الشكر لا يشترط له الطهارة، لأن سجود الشكر يأتي على الإنسان في حال لا يكون متاهبًا وطاهرًا بل يأتي بغتة بدون أن يستعد له، ولو ذهب يستعد له ربما فات الوقت.
• لكن إذا كان يمكنه أن يتطهر في وقت لا يفوت به السبب فالأفضل أن يتطهر لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:"إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهور" وأما مسألة أنه يجب فالظاهر: لا.
· ماذا يقول في سجود الشكر:
• يقول في هذا السجود " سبحان ربي الأعلى" ويقول: " سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" وكذلك... يقول: اللهم ارزقني شكر نعمتك على هذه النعمة، أو ما دفعت عني من هذه النقمة... وهذا ليس عندي فيه توقيف، ولكنه مناسب.
· متفرقات:
• اعلم أن قصة داود عليه الصلاة والسلام ورد فيها من الإسرائيليات ما ينزه عنه مثل داود عليه السلام.
• السرور: انشراح النفس وانطلاقها وانبساطها، وسمى بذلك لأنه يظهر على أسارير الوجه.
• البشارة: هي الإخبار بما يُسر، وسميت بشارة لأن أثرها يظهر على البشرة... وقد تطلق البشارة على ما يسوء كما قال تعالى:﴿فبشرهم بعذاب أليمٍ﴾.
• جواز تلقيب الإنسان بما لا يكره لأن النبي عليه الصلاة والسلام يدعوه:"ذا اليدين" وهذا لقلب، لكن إذا كان الملقب به لا يحزن فلا بأس به.
• من نعمة الله على العبد إذا أخل بشيء من العبادات أن لا ينشرح صدره وأن تبقي نفسه منقبضة حتى يراجع نفسه ماذا حصل... أما الإنسان الذي لا يعتاد أن يتم العبادة فهذا إذا لم يتمها لا تنقبض نفسه لأن نفسه لم تعند أصلًا أن تتم العبادة.
• المزح يوجب الجرأة فالإنسان الذي يمازحك لا يكون في الهيبة عندك مثل الإنسان الذي لا يمازحك... فالرجل الغريب الذي لم تجلس معه قلب ذلك، إذا جلست معه وهو صامت قد لا تستطيع أن تكلمه، لكن إذا مزح انفتح الباب فبالمزاح الانفتاح.
• الصدق: هو مطابقة الكلام للواقع.
• النفس إذا عودت الشك ارتبكت في حياتها كلها فإذا ترك الإنسان هذه الشكوك ورجع إلى اليقين استراح، وهذا من أحسن ما يكون في معالجة النفوس التي يكثر فيها الشكوك أن الإنسان يبني على اليقين وهذا... يمكن أن نعتبره من حفظ الصحة النفسية.
• سمي الإنسان بشرًا لظهور بشرته بخلاف غيره من الحيوان فبشره مستور... وسمي بشرًا أيضًا قالوا: لأن علامة البشر تظهر على وجهه، فإن الإنسان إذا سًرّ استنار وجهه، وإذا غتم أظلم وجه، وهذا قد يكون سببًا لتسميته بشرًا لكن الأول أظهر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد