أضعف أنواع التربية

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أضعف أنواع التربية هي التي تتم بالأوامر والنواهي؛ افعل ولا تفعل، ثم توقع استجابة عاجلة وسريعة!

فإذا ما استجاب الطفل في الظاهر، عدنا قريري العين مرتاحي الضمير، ظانين أننا نجحنا في تحقيق المراد.

هذه الاستجابات السريعة لا تعكس تغييرًا حقيقيًا في السلوك، ما لم تصدر عن قناعة.

إن التربية الحقيقية هي التي تنفذ إلى أعماق الطفل، فتولّد لديه قناعة راسخة، وإيمانا مكينًا بما نريده منه، وهو ما يسميه علماء التربية: الهدف الوجداني، ونسميه نحن إيمانًا أو عقيدة.

التربية في حقيقتها طَرَقات مستمرة متأنية هادئة على القلب على مدى زمني بعيد، تنشد التغيير السلوكي الإيجابي ولو بعد أمد.

هذه الطرقات تستهدف وجدان الأطفال ودواخلهم في المقام الأول.

وهي متى آمنت واستجابت سهل انقياد الجوارح، وصدرت عنها الأخلاق في صورتها الأخّاذة المتألقة... (الهدف المهاري) .

وهذه الطرقات تتضمن:

١. معارف وعلوم. (الهدف المعرفي) .

٢. قدوات تتمثل السلوك القويم لنقل اليافع من ضيق النظريات إلى فضاء الحياة بالتطبيق.

٣. مجالسة وحوارات.

٤. قصص وحكآيات.

٥. محيط صالح يمثل التربة الخصبة لنمو بذرة الخير في نفس الطفل (صحبة صالحة).

٦. تشجيع وتحفيز وتعزيز.

٧. أحداث واقعية يُسمح فيها للصغير بالخطأ للتعديل، لا للتوبيخ والتقريع، وتلقّف العثرات، واصطياد الزّلّات،وحين نستعمل مع الصغير هذا المزيج المتنوع، فإنه يجدر بنا أن نضيف إليها أسلوب الأوامر والنواهي لا بمعزل عما سبق،وساعتها يطيب الجنى وتينع الثمرة بإذن الله تعالى.

ولا ننس أن الأخذ بطرائق وأساليب التربية ليست إلا أخذًا بالسبب أمرنا بها الشرع، وأن الهداية من الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين