بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أربعة آثار عظيمة تترتب على تنفيذ ما هداك الله إليه من الطاعة والعمل الصالح:
-1ذلك هو الخيرُ؛ لأنك انتفعت بالموعظة، لأن حقَّ الموعظة العمل بها.
-2سبب في ثباتك على الخير؛ لأن كل استجابة منك هي ترسيخ لك.
-3الأجر العظيم، أجر العمل.
-4التوفيق لغيره من الطاعة والعمل الصالح (فتح أبواب جديدة من الخير)، قال الله تبارك وتعالى:﴿ولَوْ أنَّهم فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْرًا لَهم وأشَدَّ تَثْبِيتًا وإذًا لَآتَيْناهم مِن لَدُنّا أجْرًا عَظِيمًا ولَهَدَيْناهم صِراطًا مُسْتَقِيمًا﴾.
كيف نطبق ذلك بعد رمضان (إن شاء الله)؟
هنا الجواب:شهر رمضان هو وقت اكتشاف القُدرات.. وهو البداية وليس النهاية.. كيف؟
لمن سأل عن بداية الطريق..
أولُ رمضان واظبتُ فيه على الصلاة والنوافل وصليتُ فيه قيام الليل، وتلوتُ فيه القرآن، وذكرتُ فيه اللهَ تعالى كثيرًا.
قيّدتُ/كتبتُ فيه عددا عظيما من الأعمال الصالحة المتنوعة التي اتّسع لها يومي، وكنتُ غافلا عنها من جهة، وكنت لا أظنُّ قدرتي عليها من جهة أخرى .
فوجدتُني أفعلُها بل وتزيدُ يوما بعد يوم، وتكتمل وتجتمع، وجدتُ كلَّ عملٍ صالحٍ يُنادي على أخيه ويفتح بابا جديدا لم يكن في الحُسبان .
ووجدتُني أترك أمورا تافهة كنتُ قد أعتدتُ عليها تُضيِّع الوقتَ (حينما كنتُ أحسب الوقت عبئًا يُتخلَّصُ منه) فأدركتُ أنه هِبة ونِعمة وفُرصة تُستثمَر .
لا أستطيع وصفَ النعيم الذي شعرتُ به في هذا الرمضان..المهم: في آخر يوم من ذلك ال (رمضان) شعرتُ أنها رسالةٌ من الله للعبد الفقير: بأنه يستطيع من الخير فوقَ ما يتصوّر وأن سقفَ تغيير النفس للأفضل لا حدّ له
وأنّ كل بابِ خيرٍ يُسلِّم لما يلِيه، وأن قرار تغيير النفس وفعل الخير متاحٌ لك لا يحول بينك وبين سِوى هوى النفس.
فقلتُ: أعظم شكرٍ لربِّي(وهو أقلُّ واجبٍ): هو أن أُبقِي أصلَ كُل بابٍ من أبواب الخير، بمعنى:أنّ أبواب الخير التي فعلتُها لو فرضْنا مثلا أنها:الصيام وصلاة الجماعة والسنن والقيام والأمر بالمعروف وصلة الرحم والذِّكر بأنواعه وعيادة المريض واتّباع الجنائز ومحاولة معاونة المُحتاج والصدقة، والقرآن والتفكر في آيات الله في الكون والنفس..وغيرها، فأُحاول أن أواظب على أصولها ولو بالقليل،لأنّ هذا التنويع في العمل الصالح ولو بالقليل سببٌ رئيس في تثبيت العبد، فلكلِّ عملٍ آثارُه، ولا يُغني بابٌ عن باب، فكانت هذه والله فاتحةَ الخيرات بحمد الله وتوفيقه .
فأقول لك أخي الحبيب:
قد اكتشفتَ في نفسك قُدرات كبيرةً على العمل الصالح، وترك مُحرّمات كنتَ تعملها، والاستغناءَ عن كثير من أمور تافهة لم تكن تتخيل يومَك بدونها، فتركتَها لله، أو لكونِها غير متاحة،ورأيت يومَك كيف مرّ عليك.
- فنصيحتي: اكتُب كلَّ تلك الأعمال وجاهد نفسَك للمواظبة على أصولها، واجمع معها كل عملِ صالح تسمع به وتقرأه في القرآن أو السُّنة سواء كنت قادرا عليه الآن أو لا .
- وإن كنتَ تبحثُ عن هدف عظيم أو لك طوحات أو تريد النجاح فذلك والله أعظم هدف، وأجلُّ طموح، وخير نجاح.فاجعلْه أعظم مطلوب لك..واحمِل نفسك عليه حمْلًا واصطبِر..ثم اجمع معه ما شئتَ من طموحات بعد ذلك، فالعمل الصالح كما أنه زادُك فإنه نقطة الانطلاق للنجاح في سائر أحوالك إن شاء الله ، وفي الحديث:"ومَنْ يتصبّرْ يُصبِّرْه اللهُ".
- ومع مرور الأيام ستتحول كلُّ هذه الأعمال من مشقة إلى سهولة، ومن صعوبة إلى طلاقة وتلقائية وعفويّة، ومن تكلُّف إلى راحة وفرحة..وسينجمِعُ معها غيرُها فالنفسُ إذا اعتادت السعي والنجاح، فإنها لا تشبع حتى يكون مُنتهاها عند ربّها راضيةً مرضيَّة فيُدخِلُها في عباده وفي جنتِه،﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
فخُذها بقوة واستعن بالله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد