بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
معنى البلاغات:
البلاغاتُ لغةً: جمعُ بلاغ، وله عدةُ معانٍ منها:
- البلاغُ التبليغُ ومنه:*هذا بلاغٌ للناسِ.*
- وما يُتوصلُ به إلى الغايةِ، ويُقالُ في هذا الأمرِ بلاغٌ: كفاية.
- وبيانٌ يذاعُ في رسالةٍ ونحوها. والخبرُ والإعلانُ.
المعجم الوسيط بتصرف.
اصطلاحا: هو قولُ الراوي بلَغنِي عن فلان، كقولِ مالكٍ في الموطأ. تدريب الراوي (326\ 1).
حكمُ البلاغاتِ:
الأصلُ في البلاغاتِ الضعفُ لانقطاعِ سندِهَا، ما لم توصلْ بسندٍ صحيحٍ.
قالَ الزرقاني في شرح الموطأ (294\ 1): البلاغُ من أقسامِ الضعيفِ، وقَدْ قالَ سُفيانُ رَحمَه اللهُ: إذا قالَ مالكٌ بلغني فهو مِنْ أقسامِ الصحيحِ أهــ.
قالَ شيخُنَا بدرُ البدر حفظَه اللهُ تعالى:يحملُ قولُ سفيان على قوةِ بلاغاتِ مالك لا على صحةِ نسبتِها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قالَ الذهبي رحمه الله تعالى:فإن مالكًا متثبتٌ، فلعلَّ بلاغاتَه أقوى من مراسيلِ مثل حُمَيد، وقَتادة. الموقظة في مصطلح الحديث صفحة 53.
قال العراقيّ رحمه اللهُ:*والجوابُ: أن مالكًا لم يُفْرِدْ الصحيحَ، بل أدخلَ فيه المرسلَ والمُنْقطعَ والبلاغاتِ، ومن بلاغاتِهِ أحاديثٌ لا تُعرفُ، كما ذكرَه ابنُ عبدِ البرِ، فلم يفرد الصحيح إذن.....*
التقييد والإيضاح:
قالَ العلامةُ أحمدُ شاكر رحمه اللهُ في حاشيةِ رقم (2) صفحة (30) من الباعث الحثيث: قال السيوطي في شرح الموطأ (ص 8):*الصوابُ إطلاقُ أن الموطأَ صحيحٌ، لا يُستثنى منه شيء*.
وهذا غيرُ صواب، والحقُ أنَّ ما في* الموطأ * من الأحاديثِ الموصولةِ المرفوعةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحاحٌ كلُّها، بل هي في الصحةِ كأحاديثِ الصحيحين، وأن ما فيه من المراسيلِ والبلاغاتِ وغيرِها يعتبرُ فيها ما يُعْتَبرُ في أمثالها مما تحويه الكتبُ الأخرى، وإنَّما لم يُعد في الكُتبِ الصحاحِ لكثرتِهَا، وكثرةُ الآراءِ الفقهيةِ لمالكٍ وغيره، ثم إن* الموطأ *رواهُ عن مالك كثيرٌ من الأئمةِ، وأكبرُ روآياته – فيما قالوهُ – روايةُ القعنبي، والذي في أيدينا منه رواية يحيى الليثي، وهي المشهورةُ الآن، وروايةُ محمدِ بنِ الحسنِ صاحبُ أبي حنيفة وهي مطبوعة في الهند.
أمثلةٌ على بلاغاتِ الإمامِ مالكٍ رحمه الله تعالى:
33 \ 552 – وحدثني، عن مالك أنه بلغَهُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ كان يتوسدُ القبور، ويضطجعُ عليها.تفرد به مالك.
12 \ 588 – حدَّثني يحيى عن مالك، أنَّهُ بلغَهُ ؛ أنَّ عمرَ بن الخطابِ قال: اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة.
تفرد به مالك.
28 \ 604 - حدَّثني يحيى عن مالك ؛ أنَّه بلغَهُ، أنَّ أبا بكر الصديق قال: لو منَعُوني عقالا لجاهدتهم عليه.أخرجه موصولًا البخاري ومسلم.
من صنف في وصل بلاغات الإمام مالك:* صنَّف ابنُ عبدِ البرِ كتابًا في وصلِ ما في " الموطأ " من المرسلِ والمنقطعِ والمعضل.*تدريب الراوي (1 \ 327)إلا أربعةَ بلاغات، لم يجدْ لها إسنادًا، ولا رآها في كتابٍ غيرِ الموطأ، فوصلَها ابنُ الصلاح في كتاب:*وصلُ بلاغاتِ الأربعةِ في الموطأ*.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد