بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الخامس، من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، على صحيح الإمام مسلم رحمه الله، والذي يضم الأحاديث من رقم (979) إلى رقم (1176)، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· الظاهر أن الآلات الفتاكة سوف تزول:
• الظاهر أن هذه الآلات الفتاكة سوف تزول....وليس هذا التصور ببعيد، فهذه الآلات الآن قائمة على الوقود (البترول) مثلًا، والأشعة الشمسية مثلًا ربما تتلف، ولكن متى يكون هذا؟ فالله أعلم.
· أكل الحرام وعدم استجابة الدعاء:
• التحذير من أكل الحرام، وأنه سبب لمنع إجابة الدعاء، والعياذ بالله، والحرام ليس هو أن الإنسان يمشي على الناس يسرق أموالهم فقط، بل من فرَّط فيما يكافئ عليه فإن أخذه ما زاد على عمله يعتبر حرامًا.
• الموظف إذا كان يأتي بعد الدوام، ويخرج قبل الدوام، فما زاد عن العمل الواقع تكون مكافأته حرامًا، فيكون أكل الحرام، ومن عامل بالربا أكل الحرام، ومن غشّ وكذب في بيعه وشرائه يكون أكل الحرام، فالمسألة خطيرة جدًا.
• نجد الناس يدعون الله تعالى كثيرًا ولا تجد إجابة، كم يدعون الله تعالى بالاستسقاء ولا تجد إجابة؟!... السبب كثرة أن كثرة أكل الحرام تمنع من هذا.
· كل معروف صدقة:
• قوله عليه الصلاة والسلام:"كل معروف صدقة" هذا يشمل المعروف المالي، والبدني، والجاهي، والعلمي، وغير ذلك، ويشمل أيضًا أنواع الذكر: قراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كل هذا معروف.
· بذل المال في طاعة الله من أسباب انشراح الصدر:
• ذكر ابن القيم رحمه الله أن بذل المال من أسباب انشراح الصدر، وهذه فائدة عظيمة: أنك إذا بذلت المال في طاعة الله وفيما يقرب إلى الله عز وجل فإنه من أسباب انشراح الصدر، ذكر هذا في زاد المعاد.
· الإنسان القدوة لا ينبغي له أن يتهاون في السنن:
• الإنسان القدوة لا ينبغي له أن يدع السنة، لأن الناس يقتدون به، ففعله لها كأنه مبلغ عنها، فالإنسان الذي يوفقه الله عز وجل، ويرزقه قبولًا من الناس لا ينبغي له أن يتهاون في السنن، لأنه سيكون قدوةً للناس.
· اتباع الجنائز:
• الإنسان كلما طال عليه الزمن في متابعة الجنائز قسا قلبه، لكنه إذا اتبع الجنائز فإن اتباع الجنائز يلين القلوب، ويحييها.
• اتباع الجنائز من أفضل الأعمال، لأن فيه هذه الفوائد الثلاث: الاتعاظ، والقيام بحق الميت، والتألف إلى ذويه.
• قال العلماء رحمهم الله: ينبغي للإنسان متبع الجنائز ألا يتحدث في شيء من أمور الدنيا، وأن يجعل همه التفكر والتأمل في حاله ومآله، وأنه اليوم يشيع هذا الرجل، وغدًا يشيعه الناس حتى يتعظ.
· من فوائد عيادة المريض:
• في عيادة المريض من الفوائد... أنه يدخل السرور على قلب المريض، وكم من إنسان عاد مريضًا ثم شفي المريض! فتجد هذا المريض لا ينساها أبدًا، فيذكرها دائمًا، وهذا غير الزيارة العادية، إذ الزيارة العادية تنسى مع الإيام.
· من عرف قدر الدنيا لم يُهمه المال:
• كلما شاب الإنسان شبَّ معه الأمل وحب المال يعني يحبَّ أن يعيش طويلًا ولكن الإنسان الذي يعرف قدر الدنيا لا يُهمُّه لأنه ينتقل من الدنيا إلى ما هو خير منها إذا كان مؤمنًا....فهو ينتقل من كدر وتنغيص وبلاء إلى راحة وطمأنينة ونعيم.
· حال الناس الآن بعد أن فتحت عليهم زهرة الدنيا:
• إذا فتح الله علينا زهرة الدنيا....الغالب أنه يكون شرًا وهذا هو الواقع، لو رأيت الآن حال الناس في هذا الوقت الذي كثُر فيه المال وحالهم قبل ذلك لوجدت أنهم قبل ذلك كانوا أشد إقبالًا على الطاعات، وأسلم قلوبًا، وأحسن سيرة.
· مال نعم الصاحب لصاحبه:
• المال الصالح نعم الصاحب لصاحبه إذا كان ينفقه في سبيل الله، يعطي الفقير، واليتيم، وطالب العلم، ويطبع الكتب وينشرها بين الناس، ويسلك طرق الخير، هذا لا شك أنه يُغبط على ماله، وهذا مال نقول: إنه نعم الصاحب لصاحبه.
· فتن تعمى الأبصار والقلوب:
• ألآن عندنا إذا حثثت على طاعة ولاة الأمور انتقدك بعض الناس، وقال: هذا يُداهن، وهذا يفعل، مع أنك أمرت بشيء جاء الأمر به في القرآن والسنة، لكن الفتن التي تموج تُعمي الأبصار والقلوب، نسأل الله العافية.
· من أخذ المال بغير حقه:
• من ألحَّ في طلب المال، أو استشرف له، ثم أخذه فإنه لا يُبارك له فيه، ويكون كالذي يأكل ولا يشبع،... ومن أَعطى شيئًا حياءً وخجلًا فإن آخِذَه يملكه، لكن لا يدخل عليه بخير إذ إنه لا يبارك له فيه.
• القاعدة: كلُّ من أخذ المال بغير حقه فإنه يبتلى بالشُّحِّ كالذي يأكل ولا يشبع، والذي يأكل ولا يشبع لا ينفعه أكله.
· الإكثار من قراءة القرآن بتدبر يلين القلب:
• طول الأمد في عدم تلاوة القرآن تؤدي إلى قسوة القلب،....فالإكثار من قراءة القرآن يلين القلب، لكن لمن يقرؤه بتدبر، وتمهل، وتعرُّف للمعنى.
· أحسن مصنف في فوائد الصيام:
• للصيام فوائد تكلم عليها العلماء رحمهم الله، ومن أحسن من تكلم عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه*اللطائف*
· المراد بالفقه بالدِّين:
• قوله عليه الصلاة والسلام:"من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين" المراد بالفقه في الدين... الفقه في الدين كله وليس المراد الفقه الخاص الذي يعرفه الفقهاء بل يدخل فيه علم العقائد وعلم والتوحيد وعلم التفسير وعلم الحديث وكل ما يتصل بالدِّين.
· لا ينقصان أجرًا وإن نقصا عددًا:
• قوله عليه الصلاة والسلام:"شهر عيدٍ لا ينقصان" المعنى لا ينقصان أجرًا وإن نقصا عددًا، فرمضان إذا كان تسعًا وعشرين فهو كرمضان الذي يكون ثلاثين، وكذلك ذو الحجة لا ينقص أجره.
· الخطب مواعظ وفقه وتعليم:
• من الأمور المشروعة أن الإنسان يذكر الناس بالأحكام الفقهية في الخُطب، وأن الخطب ليست مجرد مواعظ، بل مواعظ، وفقه، وتعليم، وأنه ينبغي للإنسان الخطيب في الخُطب أن يذكُر ما يُناسب المقام.
· زخرفة المساجد:
• المساجد... يكره زخرفتها... الذين يعمرون المساجد في الوقت الحاضر، ويحرصون على زخرفتها بأموال طائلة ليسوا على صواب... تجد بعض الناس ينفق على مسجد واحد من هذه الزخارف ما لو تركها لكفي مسجدين أو ثلاثة.
• يجب على طلاب العلم في كل مناسبة أن يبينوا للناس أن عمارة المساجد وتعظيم المساجد هو اتباع الشريعة فيها، هذه هي العمارة، وليست الزخرفة حتى تكون كأنها قصور الملوك.
· مما يزيد الروابط والألفة:
• الأصدقاء ينبغي لهم أن يخرجوا مثلًا يتمشون خارج البلد، لأن هذا مما يزيد الصحبة، والمحبة، والمودة. وما رأينا أثرًا أبلغ من مثل الأمر يعني القيام برحلة مع الطلبة سواء كان إلى عمرة أو حج أو رحلة عادية... كل هذا يزيد الروابط والألفة.
· متفرقات:
• كلما بعد الإنسان عن الأموال التي تكون ثمنًا لدينه فإنه هو الخير، فابتعد عن كلّ عطاء يكون ثمنًا لدينك.
• الصالح الذي يأتي بالواجبات، ويدع المحرمات.
• الإنسان إذا عود نفسه على الصبر صبّره الله، يعني أعانه عليه.
• يقال: من لم يتمش مع القدر لن يعيش عيشةً حميدة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد