الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هل يجوز للمريض أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، إن من خصائص وصفات الشريعة الغراء التخفيف والتيسير على المكلفين، قال تعالى:{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}) الليل، 7(.
وقال أيضًا:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ})القمر، (17. وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
ومن القواعد الشرعية المتفق عليها بين علماء الإسلام قاعدة المشقة تجلب التيسير. انطلاقا من هذا التأصيل يجوز للمريض أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير قصر، لأن القصر خاص بالسفر، وبمعنى أوضح يجب أن يُتم الصلاة الرباعية: الظهر والعصر والعشاء، مع جواز الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم، أي يصلي العصر بعد الظهر قبل دخول وقت العصر أو جمع تأخير أي يُؤخر صلاة الظهر حتى يدخل وقت صلاة العصر فيصليه ثم يتبعه بصلاة العصر. وكذلك يجوز له أن يجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم أي يصلي العشاء بعد المغرب قبل دخول وقت العشاء أو يؤخر صلاة المغرب حتى يدخل وقت العشاء ثم يتبعها بصلاة العشاء.
وأما الدليل على جواز ذلك فقد صح بالنص والقياس.
أما النص، فقد روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس قال:"جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في غير سفر ولا مطر ولا خوف... ليرفع الحرج عن أمته (والمرض من أشد الحرج)". وأما بالقياس فيقاس على جمع النبي صلى الله عليه والسلام بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر وفي المطر، والعلة الجامعة بينهما المشقة الزائدة. والحكم جواز الجمع بين الصلاتين في المرض مثل المطر والسفر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد