باب الأمر بأداء الأمانة وباب تعظيم حرمات المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: باب الأمر بأداء الأمانة، وباب تعظيم حرمات المسلمين أسأل الله الكريم أن ينفع بها.   

 

  • الظلم:       

• الظلم هو النقص،... والنقص إما يكون بالتجرؤ على ما لا يجوز للإنسان، وإما بالتفريط فيما يجب عليه، وبذلك يدور الظلم على هذين الأمرين، إما ترك واجب، وإما فعل محرم. 

• الظلم نوعان ظلم يتعلق بحقوق الله عز وجل وظلم يتعلق بحقوق العباد، وأعظمها المتعلق بحقوق الله والإشراك به فإن النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الظلم أعظم؟ فقال"أن تجعل لله ندًا وهو خلقك" ويليه الظلم في الكبائر ثم في الظلم في الصغائر.

• من الظلم: مطل الغني، يعني أن لا يوفي الإنسان ما عليه وهو غني به، لقوله صلى الله عليه وسلم:"مطل الغني ظلم"، وما أكثر الذين يماطلون في حقوق الناس... هذا الظلم يكون ظلمات يوم القيامة على صاحبه. 

 

  • الشحّ:

• قوله عليه الصلاة والسلام:"اتقوا الشحَّ"الشح الحرص على المال، "فإنه أهلك من كان قبلكم" لأن الحرص على المال نسأل الله السلامة يوجب للإنسان أن يكسب المال من أي وجه كان.

 

  • اقتصاص المظلوم من الظالم: 

• لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم... فإذا دعا المظلوم على ظالمه في الدنيا واستجيب لدعائه فقد اقتصّ منه في الدنيا، أما إذا سكت فلم يدع عليه ولم يعف عنه، فإنه يُقتصُّ له منه يوم القيامة. 

 

  • عدم اغترار الظالم بإملاء الله عز وجل له:

• على الإنسان الظالم أن لا يغتر بنفسه ولا بإملاء الله له، فإن ذلك مصيبة فوق مصيبته لأن الإنسان إذا عوقب بالظلم عاجلًا فربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم لكن إذا أملي له واكتسب آثامًا أو ازداد ظلمًا ازدادت عقوبته... فيؤخذ على غرة.  

 

  • كل من تصرف تصرفًا غير شرعي في ماله أو مال غيره فله النار:

• كل من يتصرف تصرفًا غير شرعي في المال_ سواء ماله أو مال غيره_ فإن له النار والعياذ بالله يوم القيامة إلا أن يتوب، فيرد المظالم إلى أهلها، ويتوب مما يبذل ماله فيه من الحرام، كالدخان والخمر وما أشبه ذلك، فإن من تاب، تاب الله عليه.

 

  • الفساد في الأرض:

• الفساد في الأرض... يكون بنشر الأفكار السيئة، أو العقائد الخبيثة، أو قطع الطريق، أو ترويج المخدرات أو ما أشبه ذلك، هذا هو الفساد في الأرض، فمن أفسد في الأرض على هذا الوجه... يقتل لأنه ساع في الأرض بالفساد.

 

  • الرحمة في معاملة الصغار:

• ينبغي للإنسان أن يستعمل الرحمة في معاملة الصغار ونحوهم، وأنه ينبغي أن يقبل أبناءه، وأبناء بناته، وأبناء أبنائه، يقبلهم رحمة بهم، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

  • التواضع: 

• الإنسان مأمور بالتواضع لإخوانه وإن كان رفيع المنزلة،... فإنه وإن كان رفيع المنزلة فليخفض جناحه وليذلل وليتطامن لإخوانه، وليعلم أن من تواضع لله رفعه الله عز وجل. 

• الإنسان ربما يقول لو تواضعت للفقير وكلمت الفقير، أو تواضعت للصغير وكلمته وما أشبه ذلك، فربما يكون في هذا وضع لي، وتنزيل من رتبتي، ولكن هذا من وساوس الشيطان، فالشيطان يدخل على الإنسان في كل شيء.

 

  • الستر:

• الستر قد يكون مأمورًا به محمودًا، وقد يكون حرامًا.

• إذا رأينا شخصًا على معصية، وهو رجل شرير منهمك في المعاصي، لا يزيده الستر إلا طغيانًا، فإننا لا نستره، بل نبلغ عنه حتى يُردع ردعًا يحصل به المقصود.

• أما إذا لم تبدر منه بوارد سيئة، ولكن حصلت منه هفوة، فإن من المستحب أن تستره ولا تبينه لأحد، لا الجهات المسئولة ولا لغيرها، فإذا سترته ستر الله عليك في الدنيا والآخرة.

• ومن ذلك أيضًا تستر عنه العيب الخلقي، إذا كان فيه عيب في خلقته كجروح مؤثرة في جلده أو برص أو بهق أو ما أشبه ذلك، وهو يستتر ويحب ألا يطلع الناس فإنك تستره، إذا سترته سترك الله في الدنيا والآخرة.

• وكذلك إذا كان سيء الخلق، لكنه يتظاهر للناس بأنه حسن الخلق وواسع الصدر، وأنت تعرف عنه خلاف ذلك، فاستره فمن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.

 

  • من أسباب رحمة الله: 

• إذا أنزل الله في قلب الإنسان الرحمة فإنه يرحم غيره. وإذا رحم غيره رحمه الله عز وجل.

• الذي لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل، والمراد بالناس: الناس الذين هم أهل للرحمة كالمؤمنين وأهل الذمة ومن شابههم، وأما الكفار الحربيون فإنهم لا يرحمون، بل يقتلون.

• رحمة الدواب والبهائم فإنها من علامات رحمة الله عز وجل للإنسان، لأنه إذا رقّ قلب المرء رحم كل شيء ذي روح، وإذا رحم كل شيء ذي روح رحمه الله. 

 

  • الإفلاس: 

• الإفلاس كل الإفلاس أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها، وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها، ثم تؤخذ منه لفلان وفلان. 

 

  • احترام الإنسان واحتقار الناس:

• احتقار الناس من الكبر والعياذ بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الكبر بطر الحق وغمط الناس" بطر الحق يعني رده، وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم.

• العامة يقولون احترم الناس يحترموك، واحتقر الناس يحتقروك، يعني من رأى الناس بعين الاحتقار رأوه بعين الاحتقار، ومن رآهم بعين الإكبار والإجلال، رأوه بعين الإكبار والإجلال، وهذا شيء مشاهد.

• تجد الرجل المتواضع اللين الهين محترمًا عند الناس كلهم، لا أحد يكرهه، ولا أحد يسبه، والإنسان الشامخ بأنفه المستكبر المحتقر لغيره، تجده مكروهًا مذمومًا عند الناس ولولا حاجة الناس إليه إذا كانوا يحتاجون إليه ما كلمه أحد، لأنهم يحتقرونه.

 

  • تقوى القلب: 

• التقوى في القلب، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح، وإذا لم يتق القلب لم تتق الجوارح... فإذا كان في قلب الإنسان تقوى لله عز وجل وخوف منه وخشية له، استقامت أعماله الظاهرة، لأن الأعمال الظاهرة تتبع القلب.

 

  • محبة المؤمن العاصي:

• المؤمن العاصي لا تكرهه بالمرة بل تحبه على ما معه من الإيمان وتكرهه على ما معه من المعاصي. ثم إن كراهتك إياه لا توجب أن تعرض عن نصيحته... ولعل الله أن ينفعه على يديك ولا تيأس، كم من إنسان استبعد الإنسان أن يهديه الله فهداه الله.

 

  • زيغ القلب:

• اعلم أن زيغ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان فإذا كان الإنسان يريد الشر ولا يريد الخير فإنه يزيغ قلبه والعياذ بالله، ودليل هذا قوله تعالى:﴿فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم فإذا علم الله من العبد نية صالحة... يسر الله له ذلك وأعانه عليه.

 

  • الزكام:

• الزكام في الغالب لا دواء له إذا أصاب الإنسان،... وأنه لا يذهب عنه حتى ينتهي منه. لكن من أسباب تخفيف هذا الزكام عدم التعرض للهواء البارد، وعدم شرب الماء البارد، وعدم التعرض للبراد بعد الدفء، والإنسان طبيب نفسه.

 

  • إجابة الدعوة:

• إذا كان في الدعوة منكر فإن كان الإنسان قادرًا على التغيير وجبت عليه الإجابة... وأما إذا كان منكر في الدعوة لا تستطيع تغييره كما لو كان في الدعوة شرب دخان، أو شيشة، أو كان هناك أغاني محرمة، فإنه لا يجوز لك أن تجيب.

 

  • المتبع للجنازة:

• ينبغي لمن اتبع الجنازة أن يكون خاشعًا، مفكرًا في مآله، ولهذا قال العلماء يكره للإنسان المتبع للجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا، أو أن يبستم ويضحك.

 

  • الاستثناء في اليمين:

• فائدة عظيمة اجعلها على لسانك دائمًا، اجعل الاستثناء بإن شاء الله على لسانك دائمًا، حتى يكون فيه فائدتان: 

الفائدة الأولى: أن تُيسر لك الأمور. 

الفائدة الثانية: أنك إذا حنثت ما يلزمك الكفارة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply