باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى باب الأمر بأداء الأمانة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهي عن منكر وخالف قوله فعله، وباب الأمر بأداء الأمانة، أسأل الله الكريم أن ينفع بها من صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر:

• الذي ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون رفيقًا بأمره رفيقًا في نهيه، لأنه إذا كان رفيقًا أعطاه الله سبحانه وتعالى ما لا يعطي على العنف كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".

• ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقصد بذلك إصلاح الخلق وإقامة شرع الله، لا أن يقصد الانتقام من العاصي، أو الانتصار لنفسه، فإنه إذا نوي هذه النية لم ينزل الله البركة في أمره ولا في نهيه. 

  • الأمن التام

• لو أن الأمة أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وتحاكمت إلى الكتاب والسنة، ما تفرقت أبدًا، ولحصل لهم الأمن، ولكان لهم أمن أشدّ من كل أمن كما قال الله تعالى:﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾ [الأنعام:82].

• الأمن التام موجود في هاتين الكلمتين:﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ﴾ إذا تحقق الإيمان في الشعب، ولم يلبس إيمانه بظلم، فحينئذ يحصل له الأمن.

  • طاعة ولاة الأمر:

• يجب علينا... أن نطيع ولاة أمورنا ونسمع لهم... سواء كنا كارهين لذلك لكونهم أمروا بما لا نهواه ولا نريده، أو كنا نشيطين في ذلك لكونهم أمروا بما يلائمنا ويوافقنا.

• لو كان ولاة الأمر يستأثرون على الرعية بالمال أو غيره، مما يرفهون به أنفسهم، ويحرمون من ولاهم الله عليهم، فإنه يجب علينا السمع والطاعة. 

• قال النبي عليه الصلاة والسلام... "اسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" اعلم أنك سوف تقتص منه يوم القيامة، من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات من ظلمهم ثم طرح عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله.

 • لا ننازع ولاة الأمر ما ولاهم الله علينا، لنأخذ الإمرة منهم، فإن هذه المنازعة توجب شرًا كبيرًا، وفتنًا عظيمة، وتفرقًا بين المسلمين... ما أفسد الناس إلا منازعة الأمر أهله.

• قول بعض الناس السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة. فهذا خطأ، وهذا ليس من الشرع في شيء، بل هذا هو مذهب الخوارج.

• لا يجوز أن نقاتل الأمراء الذين نرى منهم المنكر، لأن مقاتلتهم فيها شر كبير، ويفوت بها خير كثير، لأنهم إذا قوتلوا أو نوبذوا لم يزدهم ذلك إلا شرًا، فإنهم أمراء يرون أنفسهم فوق الناس، فإذا نابذهم الناس أو قاتلوهم ازداد شرهم. 

• يجب علينا أن نسمع ونطيع لولاة الأمر في كل شيء، إلافي معصية الخالق، لأن معصية الخالق ليس لهم أن يأمروا الناس بها، فلما لم يكن لهم أن يأمروا الناس بها، لم يكن للناس عليهم طاعة في معصية الله عز وجل. 

  • كفر تارك الصلاة:

• الصواب الذي لا شك فيه عندي: أنا تارك الصلاة كافر كفرًا مخرجًا عن الملة، وأنه أشدّ كفرًا من اليهود والنصارى، لأن اليهود والنصارى يُقرون على دينهم، أما هو فلا يُقرُّ، لأنه مرتد، يُستتاب فإن تاب وإلا قتل. 

  • أداء الأمانة من علامات الإيمان: 

• أداء الأمانة من علامات الإيمان، فكلما وجدت الإنسان أمينًا فيما يؤتمن عليه، مؤديًا له على الوجه الأكمل، فاعلم أنه قوي الإيمان، وكلما وجدته خائنًا فاعلم أنه ضعيف الإيمان.

  • النسب لا ينفع الإنسان:

النسب لا ينفع الإنسان، فابن العالم لا يأتي عالمًا، بل قد يكون جاهلًا، وكذلك ابن العابد لا يكون عابدًا، قد يكون فاسقًا فاجرًا، ابن الرسول لا يكون مؤمنًا، بل هذا ابن نوح عليه السلام أحد أبنائه كان كافرًا.

  • من أسباب تعريض الناس أنفسهم للهلاك:

• إذا كثرت الأعمال الخبيثة السيئة في المجتمع ولو كانوا مسلمين فإنهم عرضوا أنفسهم للهلاك. إذا كثر فيهم الكفار فقد عرضوا أنفسهم للهلاك أيضًا. ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من بقاء اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب.

  • الحذر من استجلاب الكفار إلى جزيرة العرب:

• الحذر، الحذر من استجلاب اليهود والنصارى والوثنيين من البوذيين وغيرهم إلى هذه الجزيرة، لأنها جزيرة إسلام منها بدأ وإليها يعود. فكيف نجعل....الخبث بين أظهرنا وفي أولادنا وفي أهلنا وفي مجتمعنا. هذا مؤذن بالهلاك ولا بد.

  • النفاق:

• المنافق هو الذي يسرُّ الشرّ ويظهر الخير،... المنافق له علامات، يعرفها الذي أعطاه الله فراسة ونورًا في قلبه، يعرف المنافق من تتبع أحواله.

• إذا رأيت الإنسان يكذب فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق. وإذا وجدت الرجل يغدر كثيرًا بما يعدّ فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق. والمنافق إذا ائتمنته على مال خانك كلما ائتمنته على شيء يخونك... يدل على أن في قلبه شعبة من النفاق.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply