حكم إدخال اليد في إناء الوضوء بعد الاستيقاظ من النوم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

روى البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده". ذهب الجمهور الأحناف والمالكية والشافعية إلى استحباب غسل اليدين إلى الكوعين ثلاثا قبل إدخالها في الإناء بعد الاستيقاظ من النوم سواء بالليل أو بالنهار بشرط أن يكون مستغرقا، وضابطه أن ينام مستلقيا، وإذا نام جالسا يسقط في الأرض أو ينزل ريقه أو يسقط ما في يده.

 إذا، على قول الجمهور: يُكره إدخال اليد قبل غسلها ثلاثا في إناء الوضوء بعد الاستيقاظ من النوم. وذهب الحنابلة إلى وجوب هذا الحكم وأنه مُقيّد بالليل، لقوله عليه الصلاة والسلام:"لا يدري أحدكم أين باتت يده" والراجح قول الجمهور، لأن العلة المذكورة مقيدة بالنوم المستغرق، فكلما استغرق الإنسان في النوم ممكن أن يقع في هذه العلة وهي أن يحك دُبره أو قُبله من غير أن يشعر، خاصة في الأماكن الحارة التي يكثر فيها العرق، فتنتقل الرائحة الكريهة إلى ماء الوضوء، وقد تكون معها النجاسة في بعض الحالات، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يدري أحدكم أين باتت يده". وأما احتجاج الحنابلة بالمبيت فقد خرج في هذا النص مخرج الغالب، لأن أغلب النوم يكون بالليل، ولا يعني هذا عدم اعتبار نوم النهار. 

وأما دليل الاستحباب فإن غسل اليدين أصلا من سنن الوضوء، فلا يمكن أن يتعلق واجب بمندوب.

فائدة: مثلا إذا نام الإنسان وكان واضعا لقفازين فيجوز له من غير كراهة أن يُدخل يده في إناء الوضوء بعد الاستيقاظ من النوم وخلع القفازين، لانعدام العلة التي هي السلامة المؤكدة من لمْس القُبل أو الدُّبر عند النوم. وتقول القاعدة الأصولية: *العلة تدور مع الحكم وجودًا وعدمًا*.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply