بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن عالم الأفكار مستوحى تمامًا من عالمنا الواقعي واستلهام ما يحتاجه من إمكانيات وتقنياتٍ وغيرها لخدمة المجتمع المدني والسياسي.
إن دراسة الواقع بعناية والتدقيق في مجرياته مستعينًا بفهم التاريخ للأمم السابقة هي الوصول إلى عالم الأفكار الجديدة وتمحيصها بقابليتها ومطابقتها للواقع.
إن الأفكار الجديدة والتي تمثل صرحًا شامخًا في عالم التطور والارتقاء المعرفي ليست منظومة من الخيال ولا تمس للخيال بأي صلة، قد يظن البعض أن الأفكار الجديدة مستلهمة من الخيال والتحليق بعيدًا عن الواقع وهذا خطأ شائع بين الناس ومغلوطة علمية في فهم الناس حتى المثقفين.
إن عالم الخيال لا يعطي الصورة المناسبة للواقع فضلًا عن تطبيقه في حياتنا، فهناك فرقٌ شاسع بين واقعنا المعاصر والأفكار الجديدة الخيالية، فكل ما تم تطبيقه من أفكارٍ جديدة باعتقاد البعض أنها خيالية هي مستوحاة من تجارب حية في الواقع مثل تجربة الطيران التي كانت في بدايتها تجارب واقعية على أرض الواقع حتى ارتقت إلى صنع الطائرة، وكذلك صنع النووي كان عبارة عن تجارب كيميائية مستوحى موادها من الطبيعة في أرض الواقع وتفاعلاتها الكيميائة الواقعية أدت إلى صنع النووي.
يمكننا القول إن الأفكار الخيالية هي موجودة في الواقع تحت مظلةٍ غامضة يكتشفها الخبراء ويعرون جزئياتها لتكون مواد صالحة في أرض الواقع لتكون صرحًا علميًا مرموقًا يعتقده البعض من الخيال العلمي وهو تقدم علمي واقعي نابعةٌ جذوره من الواقع.
غرضي من هذا المقال تسخير الجهود العلمية في كشف المزيد من الأفكار الجديدة التي صلة في التقدم المجتمعي في أرض الواقع والبحث عنها وإجراء التجارب على جزئيات الواقع ومعرفة مدى ملائمتها للواقع من عدمه.
إننا في حظ سعيد في هذا الزمان حيث أننا موعودون باكتشافات علمية تسعى إلى راحة المجتمع وخدمته، حيث أن كل عناصر التميز والارتقاء متواجدة ومتكاملة في عصرنا هذا، من مواد طبيعية، وتقنيات علمية، وخبراء فنيون متخصصون.
وقد ذكرت في كتابي الجديد *العبقرية في ميزان الإسلام* نقطةً مهمة وهي: أن كل تقدم علمي واكتشاف جديد يعتبر عبقرية فذة حتى لو كان بسيطًا، لأن البعض يظن أن العبقرية تتمخض في الاكتشافات العظيمة ونسيان الاكتشافات البسيطة التي أثرت في تقدم عجلة العصر لاكتشافات عظيمة.
هذا المقال تنوير للبصائر وخدمة جليلة لإخواني الذين لهم اهتمام كبير وهمة عالية في الارتقاء المجتمعي على الصعيد الدعوي والخيري، فهو مقال دعوي لاستلهام أفكار جديدة لخدمة ديننا الإسلامي، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ونفع العالم بتقدمنا العلمي.
والله أسال القبول لي ولكم في خدمة دينه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد