الاستفادة من أصول الفقه في الحياة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

السؤال: كيف أستفيد في حياتي من أصول الفقه؟

الجواب: وذلك بعدة أمور:

١- نقل النظر وتحويله، من الجزئي إلى الكلي، فلا ينظر للأمور مفردة، بل يكون بنظر كلي جمعي، يستخضر المآلات البعيدة والقريبة والعواقب.

 ففي العلاقات الاجتماعية لا تدمر العلاقة لموقف واحد جزئي، إنما تأن بها،وانظر لها نظر كلي مآلي كامل، تجد نظرك يستقر ولا يشتط في اتخاذ القرار.

٢- إناطة أي حادثة بأصلها، فلا تتعامل مع الحوادث بنظر فرعي، دون إناطة بأصولها؛ فهي التي تكشف لك حقيقة الفرع ومعناه.

٣- النظر المصلحي للأمور الحياتية، فانظر في كل مصلحة كيف تستخلصها من مفاسدها، المحيطة بها؛ فإن الحياة الدنيا مصالحها متشابكة بمفاسدها، متى رجحت المصلحة أخذت، ومتى زادت المفسدة أهملت.

٤- لا تتحرك في حياتك إلا بفقه الموازنات صغر الأمر أو كبر؛ فأعط كل عمل قدره، بحسب مصلحته الشرعية والدنيوية.

٥- الحكم على الناس يستصحب فيه قواعد أصول الفقه في الحياة، فلا تحكم على أحد، حتى يتحقق المناط فيه كاملا، بقيام الأسباب في حقه، وانتفاء الموانع،ووجود الشروط.

٦- دلالات الألفاظ؛ كقواعد العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمفهوم والمنطوق، والنص والمجمل والظاهر، تجعلك تتأكد من تحقق الدلالة الصحيحة وقوتها في ألفاظ الناس،فلا تعجل بدلالة ظنية بدت من أحد، حتى تعيدها مرة بعد أخرى، وتستوضح منه.

٧- في الأقيسة، تأن بنقل أحوال الآخرين لحالك، حتى تقوم وتتكامل الأوصاف، ثم تنظر في مصلحة النقل.

٨- فرق في التعامل مع أرباب الصناعات والتخصصات المتنوعة كالطبيب، والمهندس، والمهن، بين من حذق صنعته، وأحاط بها؛ فيجوز له يجتهد. وبين الضعيف المقلد؛ فاجتهاده هلاك.

فهذه حسوة، ورشفة، من بحر الأصول الواسع، الذي يمكن تنزيل كل قاعدة من قواعده على الحياة، وتستفيد منه.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply