بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
"إذا كنت شخصًا غربيًا نموذجيًا في القرن 21، فإنك تنظر إلى هاتفك كل ست دقائق ونصف. وإذا كنت مراهقًا، فإنك ترسل في المتوسط مئة رسالة نصية في اليوم. إن 42% منا لا يطفئ إطلاقًا هواتفه، أبدًا".
يوهان هاري …الافتقار إلى الحلاوة العابرة التي تدغدغ المشاعر...
يقول يوهان هاري: *نتحدث عن كيف أن كل رسالة وبريد إلكتروني جديد يصل إلى صندوق الوارد الخاص بك يمنحك ضربة دوبامين صغيرة.*
ويتحدث يوهان هاري عن أننا نحن نلوم الجهاز، فيقول: *نقول إن هناك شيئًا في الهواتف الذكية نفسها يجعلنا مدمنين*. لكنه يعترض على ذلك، ويبين أنه عندما أمضى بعض الوقت في مركز إعادة التأهيل عبر الإنترنت، بدأ يتساءل عما إذا كانت هناك طريقة مختلفة وأكثر صدقًا للتفكير في الأمر.
توصل يوهان هاري إلى أن هناك أشياء معينة يشترك فيها جميع المتعلقين بوسائل التواصل، كانوا جميعًا قلقين أو مكتئبين قبل بدء الإدمان. كان إدمان هؤلاء الإنترنت وسيلة لهروبهم من قلقهم عبر الإلهاء والتشتت، كانوا قبل إدمان الإنترنت يشعرون بالضياع والعزلة في العالم.
ويحكي يوهان هاري عن إحداهن أنها تقول إن وسائل التواصل تمكنك من الانغماس في واقع بديل تفقد فيه تمامًا واقعك الذي تتواجد فيه، وتشعر بالمكافأة من خلال فرص التعارف والتعاون في العالم الافتراضي الذي تشعر بالانتماء إليه وتتمتع بمكانة فيه، ولديك فيه سيطرة أكبر بكثير من العالم الحقيقي.
ولاحظ يوهان هاري أنه كيف كان الاكتئاب والقلق يسبق الاستخدام القهري لتلك الوسائل، فالاستخدام القهري للإنترنت كان محاولة فاشلة لمحاولة حل الألم الذي كانوا يعانون منه بالفعل، والذي يرجع جزئيًا إلى الشعور بالوحدة في العالم.
ويرى يوهان هاري أن وسائل التواصل وُلدت في عالم فقد فيه الكثير من الناس بالفعل إحساسهم بالاتصال ببعضهم البعض، وأن الانهيار قد حدث بالفعل منذ عقود بحلول ذلك الوقت، فجاءت وسائل التواصل لتقدم لهم نوعًا من المحاكاة الساخرة لما كانوا يخسرونه.
وتُشَبِّه إحدى الفتيات التي قابلهن يوهان هاري الفرق بين التواجد عبر وسائل التواصل والتواجد جسديًا بين الناس في المجتمع الحقيقي، بالفرق بين رؤية المرء المواد الإباحية وبين وجود علاقة له حقيقية وطبيعية، وتؤكد أن وسائل التواصل لا ترضي أبدًا، والتكنولوجيا لا تمنح ما نحتاجه بالفعل.
وقد أكد جون كاتشيوبو، بعد دراسته لهذا الموضوع، أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكنها تعويض الإنسان نفسيًا عما فقده (الحياة الاجتماعية)، وأن استخدامه المهووس لوسائل التواصل الاجتماعي هو محاولة لملء فجوة كبيرة حدثت له قبل أن يمتلك أي هاتفًا ذكيًا بسبب الكثير من الاكتئاب والقلق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد