بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في زيارتي لأختي ببيتها العامر، تذوقت الشاهي فقلت لها: طعم الشاهي جميلٌ جدًا، فارتسمت الابتسامة عليها وبدأ السرور يتشكل ويضيء كالنور في وجهها.
الكلمة الجميلة لها أثرٌ!
ذات مرةٍ ذهبت لإنجاز معاملةٍ، كان الموظف كئيبًا وكأنه يحمل الدنيا فوق رأسه، جلست أمامه وهو يتعامل مع الأوراق بجفاءٍ شديد، كأن أحدهم سلب الابتسامة منه!
قلت له: قميصك جميل، ابتسم تلقائيًا وقال: والله؟
قلت: والجاكيت أجمل، تهلل وجههُ ضاحكًا مستبشرًا، ثم بدأ الحديث معي والأخذ والرد، وكأن ذلك الشخص العابس قد رحل و جاء غيره إلى مكانه!
صليت في مسجد فصلى بالناس شاب صوته حسن جميل، انتظرت خروجهُ من المسجد ثم خرجت أتبعهُ وسلمت عليه بحرارة وقلت له: ماشاء الله، صوتك جميلٌ جدًا، وتلاوتك رائعة لا يشبع منها، رسمت عليه ابتسامة حلوة عريضة واسعة ورحلت عنه.
السؤال:
ما الذي يمنعك أن تفعل ذلك مع الناس؟!
لماذا الغالبية شحيحة كل الشُح بالكلمة الحسنة وبخيلةٌ جدًا في إبدائها، وفي المقابل سريعة الهجوم إذا ما وجدت فرصة سانحة للانتقاص والنقد والتجريح!
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾.
لا تحبس الكلام الطيب في قلبك أبدًا، امدح... اشكر... ادع الله لمن تحب، قل خيرًا للجميع، فالكلام الطيب عبادة وهداية:
﴿وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾.
الكلمة الطيبة صدقة... ومفتاح للقلوب، وإماطةُ الأذى عن مشاعرِ وقلوبِ النّاسِ لا يقلُّ درجةً عن إماطةِ الأذى عن طريقِهِم.
اجبُرُوا الخواطر.
راعُوا المشاعر.
انتقُوا كلماتِكُم.
تلطَّفُوا بأفعالِكُم.
لا تؤلِمُوا أحدًا.
﴿وقولُوا للنّاس حُسنًا﴾.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد