بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اتقوا الله عباد اللهِ، اتقوا الله، فلا عزَّ أرفعَ من التقوى، ولا زينَ أجملَ من العقل، ولا كنزَ أنفعَ من العلم، ولا عيبَ أسوءَ منَ الكَذِب، ولا حافظَ أسلمَ من الصمتِ، ولا غـائبَ أقـربَ من الـمـوت، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. خيرُ الكلامِ آيات القرآن، وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وخيرُ المواعظِ ما نفع، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
أيها المسلمون: الدُّنْيا أَمَدٌ قَصير، والآخِرةُ أَبدٌ طَويْل، والْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ، واللياليَ والأيام، تَنتَقصُ الأَعْمارَ، وتقربُ الآجالَ، وإنَّما أنت أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُك. فالكيِّسُ من دانَ نفسهُ وعمِلَ لما بعدَ الموت، والعاجزُ من اتبعَ نفسهُ هواها، وتمنَّى على الله الأماني، {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}. مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ أَحَبَّهُ، ومَنْ تَذَكَّر نِعَمَهُ استحى مِنه، وَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ الدُّنْيَا زَهِدَ فِيهَا، ومَنْ آمَنَ بِالآخِرةِ اسْتَعَدَّ لَها، ومن تابَ وأناب، تابَ اللهُ عليه، {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
أحبتي في الله: الزمانُ وأوقاته، ومواهبُ الأنسانِ وطاقاته. هبةُ الله لعباده، لينظرَ كيفَ تعملون، {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}. من تعلقَ بزخرف الدنيا، فقَدَ لذةَ المناجاة، ومن كثرت في الدنيا آماله، ضعُفَ شوقهُ إلى الجنة. والمرءُ حيثُ يجعلُ نفسهُ، فإنْ رفعها ارتفعتْ، وإنْ وضعها اتَّضَعتْ. والعاقلُ لا يرى لنفسه ثمنًا دونَ الجنةِ. ومن عرفَ ما يطلب، هانَ عليه ما يبذل، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}. صَنائِعُ المَعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ. وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ. وتعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ. وادفعَ بالتي هي أحسنُ فإذا الذي بينك وبينهُ عداوةٌ كأنه وليٌ حميم. {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، و{مَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، و{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}. وما لم تكن قد وهبتَ نفسكَ لغايةٍ عظيمةٍ، فحياتُك لم تبدأَ بعدُ. وكم هي خسارةٌ عظيمةٌ، أن يُسخِّرَ المرءُ مواهبهُ وقدراته الغالية، من أجل اهتماماتٍ تافهة، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وَمَنْ أيقنَ أَنَّ حَصَادَ لِسانهِ، وحصيلةَ كلامهِ، هو أَعظَمُ ما يُوضعُ يومَ القيامةِ في مِيزانَه، فسيكونُ للسانِه حَافِظًا، وَلَهُ مراعيًا ومراقبًا، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، وفي الحديث الصحيح: "وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم". و"مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". وَوالله ما نالَ كَرِيمٌ بَيْنَ الأنامِ كرامَةً، ولا حظيَ بين الناسِ بجميل مكانةٍ، إلا وكانَ لِسانهُ من أعظم الأسباب. فطوبي لكل لسانٍ طيب. ويا أهل الجوالات: الجوالُ نِعمَةٌ أو نِقمةٌ، فاتقوا الله في جوالاتكم، فَمـا مِـنْ كَـاتِـبٍ إِلا سَـيَـْفنَى. ويُبْقِي الدَهرُ ما كَتَبتَ يَداهُ. فَـلا تَـكـتُـب بِكَفِّكَ غَيرَ شَيءٍ. يَـسُـرُّكَ فِيْ القِيامةِ أَنْ تَراهُ، {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أيها المؤمنون: أعزُّ ما على المؤمن سلامةُ دينِه، وثباتهُ على الإيمان، {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وما من شيءٍ أخطرَ على الدين من الفتن، في الحديث الصحيح: إنَّ السعيدَ لمن جُنّب الفتن. وفي محكم التنزيل: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}.من تواضعَ لله رفعَهُ، ومن تكبرَ على الله وضعَهُ، ومن كان مع الله، كان اللهُ معَهُ. وإذا أردت أن تعرفَ قدرك عندَ اللهِ ومقامَك، فانظر فيما شغلَك وأقامك، {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.ثم اعلموا أنَّ الانسانَ لن ينتصرَ على نفسه، ولن يغيرها للأفضل، إلا بحُسن الخلق، فعليكم به. فأكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا. وما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ. و{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم}.وإذا كنت ذا رأيٍ فكُنْ ذا عَزيمةٍ. فإنًّ فَسادَ الرأيِ أنْ تَتردَّدا. وفي الحديث الصحيح: "المؤمِنُ القويُ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمِنِ الضعِيفِ، وفي كُلٍّ خيرٍ". فخُذ قرارك، واعزم عزيمةً جادة، واجعل نيتكَ في الخير حاضرة ودائمة، فنيةُ المؤمنِ خيرٌ من عمله. ومن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كُتبت له حسنةٌ كاملة، ومن عمِلها كُتبت له حسنةٌ مضاعفة. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. من نظرَ في العواقب نجا، ومن أطاعَ النفسَ والهوى، تردى وهوى، وضلَّ وغوى. ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل الله لهُ به طريقًا إلى الجنة، وخيركم من تعلّمَ القرآن وعلَّمه. وأحبُّ الأعمالِ إلى الله أدوَمُها وإن قلّ.
فاستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلاتها، وأخلصوا عملكم للحي القيوم، وسدِّدوا وقاربوا، والقصدَ القصدَ تبلغوا، {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}. و{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.
{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، واحسنوا إنَّ اللهَ يحبُّ المحسنين، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}.
معاشر المؤمنين الكرام: سيقفُ كلٌّ مِنَّا أمامَ ربهِ عاريًا حافيًا. يُختمُ على فمهِ، وتتكلَّمُ جوارحهُ، فتهيأ يا عبدالله لهذا الموقفِ العصيب، فالسعِيدُ الموفق، من استعدَ للقاءِ ربِّهِ ومولاهُ، وجدَّ في مُحاسَبةِ نفسِهِ، وإصلاحِ ما اجْترَحتهُ يَدَاه، والعَاجِزُ مَن انساقَ مع نفسهِ وهَواه، وانقَادَ لهما وللشيطانِ فاردياهُ، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}. احْرِصْ يا عبدالله علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، فوالله إِنَّهُ لتَوفِيقٌ عظيمٌ، وفضلٌ كبير، أن يهبَ اللهِ تعالى لعبده المؤمن أُذُنًا تعي وتَسمَعُ، وَقَلبًا يَخشَى وَيَخشَعُ، ونفسًا ترعوي وتُقلِع. تأمَّل قوله جَلَّ وَعَلا: {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.واجتهدوا يا عباد اللهِ في إخلاص العملِ لله. فالإخلاص: هو ما لا يعلمهُ ملَكٌ فيكتبَه، ولا عدوٌ فيفسِدَه، ولا مُعجبٌ فيمدحَه. واعلموا أنَّ عظيمَ الهمةٍ لا يُفكرُ بملءِ وقتهِ بالحسناتِ فقط، بل وبأنْ لا تتوقفَ حسناتهُ من بعد موتهِ. جاءَ في صحيح مُسلمٍ قال ﷺ: "إذا ماتَ ابن آدمَ انقطعَ عملهُ إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له". وإذا علمتَ يا عبد الله، أنك محاسَبٌ على أوقاتِك، مُسجلةٌ عليكَ جميعُ أقوالِك وأفعالِك، فاحرص على ما ينفعُك، واترك ما لا يعنيك، ودعْ ما يُريبُك إلى ما لا يُريبُك، ففي الحديث الصحيح: "كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا".
وثَق يا عبدالله بربك، فما مَنعك إلا ليُعطِيك، ولا ابتلاك إلا ليُعافِيك، ولا امتحنك إلا ليَصطفِيك. وأعلم أنَّك لن تنالَ ما تُحبَّ، إلا بترك ما تشتهي، ولن تُدرك ما تؤمِّل، إلا بالصبر على ما تكره، ولن تنالَ ما عند اللهِ، إلا بطاعته جلَّ في علاه، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
أخي المبارك: عِمَارةُ القلبِ بالذكرِ والخشيةِ، وخرابهُ بالأمن والغفلةِ. وإن استطعَت أن تلقَى ربَّك سليمًا من حقوق الناس فافعَل، فذلك والله فوزٌ عظيم، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}. وﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺖَ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔَ ﺗُﺆْﺫِيك فطأطئ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺨﻄﺎﻙ. وإذا أردت أن تكون مُنصفًا: فأَحبِب لغيرِكَ ما تُحبُّ لنفسِك، واكره لهُ ما تكرهَهُ لها. وبقدر ما يصغرُ الذنبُ عندك، يعظمُ عند الله، وبقدر ما يعظمُ الذنبُ عِندك، يصغرُ عند الله. ومن منعَ نفسهُ هواها، سلِمَ من الدنيا وبلاياها. ومن اشتغلَ بعيب نفســهِ، شُغلَ عن عيبِ غيره. ومن لانت كلمتهُ، وجبت محبّتهُ. وعلى قدرِ نيةِ العبدِ وهمَّتهِ، يكونُ توفيقُ اللهِ لهُ وإعانتهُ. ومن عابَ أخاهُ بذنبٍ، لم يمُت حتى يفعلَهُ. ومن طالَ أملهُ ساءَ عمله. {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب}.
اصبرْ على حُلو القضاء ومرّه ~ واعلم بأنَّ الله بالغُ أمرهِ
وتجنبِ الفحشاءَ لا تنطِق بها ~ من قالَ شيئًا قِيلَ فيهِ بمثلهِ
في محكم التنزيلِ بيَّنَ ربُنا ~ من يعمل المعروفَ يُجزَ بمثله.
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وتذكر أيها المبارك: أنك لن تأخذَ معك سوى عملُك، ولن يبقى مِنك إلا سمعتُك وذكرُك. فاجتهد في إصلاح عملِك، وتحسينِ خُلقِك. واشتغل بذِكْر الله؛ فإنَّهُ خيرُ الأعمال، والْزَم الصِّدْقَ، فإنّ الله مع الصادقين، واحذر الكَذِبَ فإن المؤمنَ لا يكذب، وصِل رحمك، وأحسِن إلى جيرانك، تكُن مِن المحسنين، الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد