بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مشكلة بعض محدودي الفهم والعلم مع زواج المسيار تكمن في غرابة اسمه (مِسْيَار) لا في حقيقته الشرعية والنظامية، ولذا يعارضونه دون تفكير، ويرونه احتيالًا على الشرع، واستغلالًا لأحد الشريكين، ولا يلجأ إليه إلا مشبوه ومشبوهة!
والواقع أن زواج المسيار هو الزواج التقليدي الشرعي الموثّق بكل أركانه وشروطه وانتفاء موانعه، ويختلف عنه في كَوْن الزوجين يتنازلان على بعض الحقوق الزوجية بمحض إرادتهما، وأحيانًا يكون الإشهارُ فيه أقلَّ من التقليدي، فلا يذاع خبرُه إلا بين بعض أهل الزوجين ومعارفهما.
علمًا أنه لا يوجد شيء شرعًا ولا نظامًا زواج اسمه زواج مسيار.. المسيار اسم شعبي يوضح صفة من صفات الزواج، وإلا فإن العقد الذي يُكتَب فيه الزواج التقليدي هو نفسه العقد الذي يُكتَب فيه زواج المسيار، وبهذا العقد يتوارث الزوجان، ويَثبُت نسب الأبناء.
لو استوعب أولئك هذا الأمر -ولن يستوعبوا- لدافعوا عن حق الراغبين والراغبات فيه، ولباركوا الحلال، ودعوا لأهله، ومدوا لهم أيادي العون، لا أيادي التضييق والتشنيع.
وبما أن هذا لن يحدث والزواج اسمه (زواج المسيار)، فما رأيكم لو غيرنا اسمه، وسميناه (زواج التراضي)؟!
في علم التسويق يلعب الاسم دورًا مهمًّا في تحسين صورة المنتَج وترويجه لدى العامة، ولا ريب أن أسماء الوجبة الشعبية اللذيذة «مطازيز، قبابيط، دغابيس» لا تغري الآكلين، وتخيف حتى الجِنّ، لكن لو سميناها: (شوفانية)، فسيلتهمها حتى الصائمون.
(مطازيز: تسمية أهلنا أهل الرياض. قبابيط: تسمية أهلنا أهل الزلفي. دغابيس: تسمية أهلنا أهل الباحة).
ختام أول: كون هذا الزواج لا يناسبك ولا يناسب أفراد أسرتك، فلا يعني أنه لا يناسب آخرين وأخريات، فلا تكن أحمق قاصر النظر تقيس الناس على أحوالك وأحوال أهلك، وتجبرهم على نمط حياتك، ولا سيّما أنهم لم يجبروك على نمط حياتهم.
ختام أخير: لا تحاربوا الحلال، فإنكم إن حاربتموه فتحتم للحرام أبوابًا، والسلام.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد