بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تعني الأنانية: رؤية النفس، وكل ما يضيفه العبد لنفسه؛ من حبه لذاته...
كأن يقول: نفسي ويقول: أنا... أنا...
ولقد أوصلت الأنانية صاحب الجنتين إلى الاستعلاء والكبرياء حتى تعالى على صاحبه بما يملكه، فقال: }أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا {بل دفعته هذه الأنانية إلى الشك في قيام الساعة، والعياذ بالله.
الذكرُ أجمَلُه بطيبِ لسانِ***
الشَّامخُ المغمورُ في دنيا نأى***
هـم من أولي الإيثارِ أحفادِ الألى***
ومصابرين على النوازل ماحنوا***
فالمؤمنون بربهم لـم يركعوا***
المقتفون طريقَ نهجِ مُحَمَّدٍ***
الثَّابتون وغيرُهم في حيرةٍ***
فهي (الأنا) ممقوتة مرفوضةٌ***
تبًّـا لمن تبعوا الهُراءَ وتاجروا***
رضيتْ بصيتِ الخائبين فحقبةٌ***
كذبٌ وتدليسٌ وزورٌ فاقع***
فالبرءُ لايُرجَى لِمَنْ ركبَ الهوى***
كم فاقدٍ وَهَجًا تثنَّى حولَه***
أعطاهُ درسًا ليس يُطوَى إنَّمـا***
ماكان لله المهيمنِ فضلُه***
فإذا عليه انهدَّ بنيانُ الهـوى***
ولعلهم عاشوا على تصفيقهم***
وبوصفهم زورا بأنهم الألى***
لتفاهةٍ تغري بنمنمةٍ علا***
هانوا وربِّك لم ينالوا رتبةً***
يكسو الخبالُ وجوههم قترًا فلم***
البائعون الزيفَ في سوقٍ لـوى***
ماتتْ ضمائرُهم فشبَّ بصدرهم***
فاربأ بنفسك أنْ تضـمَّ ضياعَهم***
ودعَ الذين تورطوا في خوضِ مـا***
فلك المكانةُ زهوُها و وسامُها***
فَالمْـَحتِدُ المشهودُ في آثاره***
قـد نلتَها بجميلِ سيرتِك التي ***
تزهو مناقبُك الحِسانُ فضيلةً***
آلُ الهدى ممَّنْ عَلَوْا بخصالِهم***
أهلُ التلاوةِ إن سجى ليلٌ وفي***
ويدُ المودَّةِ لم يُقَلَّصْ بِرُّها***
ملأتْ مآثرُها صحائفَ لم تزل***
طوبى لقـومٍ فضلُهم في وُدِّهـم***
تُنمَى المكارمُ للتُّقاةِ فصحبةٌ***
إذ أنْشأتْهُم شرعـةٌ قدسيَّةٌ***
طوبى لأرضٍ أنبتتْ قيمًا سمتْ***
واللهُ يحفظُ مَن رعاهـا وارتأى***
والناسُ في حقلِ الأُخوةِ ما اغتدوا***
للعيشِ بالأخلاقِ والعملِ الذي***
وبه الرقيُّ إذا تسابقَ للعلى***
وَلَكَمْ أجابوا المجدَ حين دعاهُمُ***
دُمْ فيه واستمتعْ فأفياءُ المُنى***
وبكلِّ أروقةِ الهناءة إنها ***
دنياكَ فيهـا للأفاضلِ محتِدٌ***
يستثمرُ الأيَّامَ في ظلِّ النَّدى***
يرعاكَ ربُّك يا أخي ذا رفعةٍ***
تلك الرسالة لم تكن إلا لمَن***
للمؤمنين المتقين ومَن رأوا***
فأثارَ في أحنائهم حزنا على***
وعكوفنا حول المراءِ وحولَ مـا***
ولعلَّ حالَ المرء منا ياأخي***
قالوا له أعرفتَ منا واحدا***
فأشارَ نحو طعامهم ثم ابتدا***
|
| وبحُسْنِ أخلاقٍ وطيبِ معانِ
عنها الوفاءُ لموكبِ الخلاَّنِ
سادوا الورى بطهارةِ الوجدانِ
أعناقَهم لحماقةِ الأضغانِ
لمخاتلٍ أو نخبةِ الشيطانِ
بوثيق ماحازوا من الشكرانِ
مابينَ حبِّ المالِ والسلطانِ
عند الرجالِ بأوضحِ التبيانِ
بالدردشاتِ بأبخسِ الأثمانِ
تنأى وتُطوى صفحةُ الهذيانِ
ونسيجُ فلسفةٍ بلا عنوانِ
وأناخ عند أذاهُ في القيعانِ
زهـوُ التواضعِ لاهــوى الحـرَّانِ
الإثـمُ كلُّ الإثـمِ في العصيانِ
يبقى ويُلقى الزيفُ في النيرانِ
لم يَنفعِ المسكينَ خــطٌّ وانِ
وتنعموا بتبجُّحٍ ولسانِ
في حارةِ التدليس والبهتانِ
فيها الهباءُ وحــطَّ في كيوانِ!
فصدى الهوانِ شتيمةٌ لهـوانِ
تُؤتَى بغيرِ السوءِ في الإعــلانِ
ما لـم يكنْ يُنْمَى إلى سحبانِ
جمـرٌ لظاهُ بأكبُدٍ وجَنانِ
لجميلِ أهـلِ الفضلِ والعرفانِ
أجرتْهُ في تيــهٍ يــدُ الشيطانِ
فلهـا ابتهاجٌ بالفتى الربَّاني
بالخيرِ والإيثارِ والتحنانِ
قـد أزهـرتْ كالوردِ في البستانِ
فالمرءُ بالآدابِ والوجـدانِ
في مَرْبَعِ التوحيدِ والإيمانِ
وضح النهارِ السَّعيُ في تحنانِ
تُزجي الجميلَ لسائرِ الخِلاَّنِ
بالوُدِّ تنطقُ، والرضا المزدانِ
فاحتْ أطايبُه من الأردانِ
ميمونــةٌ في الحمدِ والشُّكرانِ
عاشوا الوفاءَ بربعِها الفينانِ
فتدلَّتْ الثمراتُ في الأغصانِ
ماكان من وُدٍّ ومن شكرانِ
إلا إلى الثَّمرِ الهنيِّ الداني
يسمو به الإنسانُ في الأزمانِ
قومٌ وراموهُ لخيرِ مكانِ
لبناءِ ما للمجدِ من أركانِ
فيَّاضةٌ بالروحِ والريحانِ
لم تَرضَ بالشنآنِ والطغيانِ
ما كان إلا للكريمِ الشَّأنِ
وهدى الرسولِ وطاعةِ الرحمنِ
بالصِّدقِ والإيثارِ في الفرسانِ
نهل الهدى من محكم القرآنِ
سيلَ الضلالِ يموجُ في البلدانِ
تقصيرنا الأوفى بهذا الشَّأنِ
يرمي بقدرتنا إلى الأكفانِ
حالَ الذي وافى إلى الضيفانِ
يا أيُّها الملهوفُ: في الفتيانِ
بتناوُلِ المطبوخِ بالنيرانِ!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
|
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد