بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وصف لنا كبار السن الذين عركوا الحياة وعركتهم أن الطريق إلى السعادة سهل ميسور فالسعادة كامنة في نفوسنا من خلال:
عدم البكاء على اللبن المسكوب أو على ما فات، بالرضا عن قضاء الله وقدره، وحمد الله، وحسن التوكل عليه، والبعد عن المنغصات والمثبطين والمحبطين، وتحرير العقل من الهموم، وتحرير القلب من الكراهية، وعدم التكلف، وعيش الحياة ببساطة، والبذل والعطاء للمحتاجين وتوقع عدم رد الجميل، فالحكمة تقول: لا تبك على اللبن المسكوب، ومع ذلك تجد بعض الناس يعيش عمره كله في البكاء على الماضي ويضيع حياته حسرة على ما مر به من فشل أو نكبات.
والحرص على إسعاد الآخرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ"، [ وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ] أخرجه الطبراني.
ويحرص الإسلام دائمًا على بث روح الأمل والطموح في النفوس، خاصة في أوقات الأزمات ليواجه الفرد بعزيمة وإصرار مستمدين من تعاليم دينه كل ما يواجهه من مشكلات وأزمات، تقف في طريق الحياة الطيبة التي يتطلع إليها له ولأسرته، ويسهم من خلالها في تنمية ورقي مجتمعه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ". [رواه الترمذي وابن ماجه].
عدم اليأس أو القنوط، والاستفادة من الفشل ومصاعب الحياة وخسارتها وتحويلها لمكاسب.
عندئذ تهدأ النفس ولا تضطرب، وتسير في طريقها نحو السعادة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
المراجع:
محمد محمود عبدالخالق، لا تبك على اللبن المسكوب
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد