بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه فوائد مختصرة من القول المفيد على كتاب التوحيد، للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أقسام التوحيد:
• ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، وقد اجتمعت في قوله تعالى: ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّا﴾[مريم:65].
توحيد الألوهية:
• توحيد الألوهية، ويقال له: توحيد العبادة،... وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة، فالمستحق للعبادة هو الله تعالى، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلۡبَٰطِلُ﴾[لقمان:30].
التصنيف في علم التوحيد:
• من العجب أن أكثر المصنفين في علم التوحيد من المتأخرين يركزون على توحيد الربوبية، وكأنما يخاطبون أقوامًا ينكرون وجود الرب _ وإن كان يوجد من ينكر الرب_ لكن ما أكثر المسلمين الواقعين في شرك العبادة.
• ينبغي أن يركز على هذا النوع من التوحيد، حتى نُخرج إليه هؤلاء المسلمين الذين يقولون بأنهم مسلمون، وهم مشركون، لا يعلمون.
من فوائد التوحيد:
• أنه أكبر دعامة للرغبة في الطاعة، لأن الموحد يعمل لله سبحانه وتعالى، وعليه فهو يعمل سرًا وعلانية، أما غير الوحد كالمرائي مثلًا، فإنه يتصدق، ويُصلي، ويذكر الله إذا كان عنده من يراه فقط.
• أن الموحدين لهم الأمن وهم مهتدون، كما قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾[الانعام:82].
تحقيق التوحيد:
• تحقيق التوحيد: تخليصه من الشرك، ولا يكون إلا بأمور ثلاثة: الأول: العلم، فلا يمكن أن تحفف شيئًا قبل أن تعلمه.
الثاني: الاعتقاد فإذا علمت ولم تعتقد واستكبرت لم تحقق التوحيد.
الثالث: الانقياد فإذا علمت واعتقدت ولم تنقد لم تحقق التوحيد.
من نقص التوحيد:
قول حصين: *أما أني لم أكن في صلاة* قال هذا رحمه الله لئلا يظن أنه قائم يصلي فيحمد بما لم يفعل، وهذا خلاف ما عليه بعضهم، يفرح أن الناس يتوهمون أنه يقوم يصلي، وهذا من نقص التوحيد.
الحكمة من خلق الجن والإنس:
•﴿مَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾[الذاريات:56] قوله ﴿إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ فُسر إلا ليوحدون وهذا حق وفُسر بمعنى يتذللون لي بالطاعة فعلًا للمأمور وتركًا للمحظور ومن طاعته أن يوحد سبحانه وتعالى فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس.
ما ينقص تحقيق شهادة أن محمدًا عبد الله ورسوله:
• 1- فعل المعاصي، فالمعصية نقص في تحقيق هذه الشهادة، لأنك خرجت بمعصيتك من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - الابتداع في الدين ما ليس منه، لأنك تقربت إلى الله بما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
)لا يسترقون(:
• أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم لما يلى:
1 - لقوة اعتمادهم على الله.
2- لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله.
3 - لما في ذلك من التعلق بغير الله.
• هناك ثلاث مراتب:
الأولى: أن يطلب من يرقيه، وهذا فاته الكمال.
الثاني: أن لا يمنع من يرقيه، وهذا فاته لم يفته الكمال، لأنه لم يسترق ولم يطلب.
الثالث: أن يمنع من يرقيه، وهذا خلاف فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يمنع عائشة أن ترقيه.
الرقية من العين:
• الرقية من العين أو الحمة مفيدة... الرقى تنفع بإذن الله من العين ومن الحمة أيضًا.
• يستعمل للعين طريقة أخرى غير القراءة، وهو الاغتسال، وهي أن يؤتى بالعائن، ويُطلب منه أن يتوضأ، ثم يؤخذ ما تناثر من الماء من أعضائه، ويُصبّ على المُصاب، ويشرب منه، ويبرأ بإذن الله.
• هناك طريقة أخرى، ولا مانع منها أيضًا، وهي أن يؤخذ شيء من شعاره، أي: ما يلي جسمه من الثياب، كالثوب والطاقية، والسروال، وغيرها، أو التراب إذا مشي عله وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المُصاب أو يشربه، وهو مجرب.
• العائن ينبغي إذا رأى ما يعجبه أن يُبرك عليه لقول النبي عليه الصلاة والسلام لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف (هلا بركت عليه) أي قلت: بارك الله عليك.
الإخلاص:
• قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص. ولا يعرف هذا المؤمن، أما غير المؤمن فلا يجاهد نفسه على الإخلاص.
• الإخلاص صعب جدًا، إلا أنّ الإنسان إذا كان متجهًا إلى الله اتجاهًا صادقًا سليمًا على صراط مستقيم، فإن الله يعينه عليه، ويُيسره له.
• قيل لابن عباس: إن اليهود يقولون: نحن لا نوسوس في الصلاة. قال: فما يصنع الشيطان بقلبٍ خرب؟ فالشيطان لا يأتي ليخرّب المهدوم، ولكن يأتي ليخرّب المعمور.
الكثرة:
• الكثرة قد تكون ضلالًا، قال الله تعالى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾[الأنعام:116]... فالكثرة إن نظرنا إلى أن أكثر أهل الأرض ضلال، لا تغتر بهم، فلا تقل: إن الناس على هذا، كيف أنفرد عنهم.
• إذا اغتر الإنسان بكثرته وظن أنه لن يغلب أو أنه منصور، فهذا أيضًا سبب للخذلان....كذلك أيضًا لا تغتر بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون على الحق.
مرتكب الكبيرة:
•مرتكب الكبيرة آمن من الخلود في النار غير آمن من العذاب بل هو تحت المشيئة قال الله تعالى:﴿إنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾[النساء:116].
الانحناء عند الملاقاة:
• منع النبي صلى الله عليه وسلم من الانحناء عند الملاقاة لما سئل عن الرجل يلقى أخاه ينحني له. قال: "لا"، خلافًا لما يفعله بعض الجهال إذا سلم عليك انحنى لك، فيجب على كل مؤمن بالله أن ينكره، لأنه عظّمك على حساب دينه.
الرياء:
• الرياء: أن يعبد الله ليراه الناس، فيمدحوه على كونه عابدًا، وليس يريد أن يكون العبادة للناس، لأنه لو أراد ذلك لكان شركًا أكبر... وقد يكون سماعًا، أي: يقصد بعبادته أن يسمعه الناس فيثنوا عليه، فهذا داخل في الرياء.
• الرياء من الشرك، لحديث: "أحوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" فسئل عنه، فقال: "الرياء".
• أنه أخوف ما يخاف منه على الصالحين، وتؤخذ من قوله:: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" ولأنه يدخل في قلب الإنسان من غير شعور لخفائه وتطلّع النفس إليه، فإن كثيرًا من النفوس تحب أن تمدح بالتعبد لله.
عدم القرب من الفواحش:
• قوله ﴿ولا تقربوا الفواحش﴾ لم يقل لا تأتوا لأن النهي عن القرب أبلغ من النه.
• نهي عنها لأن النهي عن القرب نهي عنها وعما يكون ذريعة إليها، ولذلك حرم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية وأن يخلو بها... لأن ذلك يقرب من الفواحش.
محبة الله عز وجل:
• ما بالك برجل يحب غير الله أكثر من محبته لله؟!... وهذا موجود في كثير من المنتسبين للإسلام اليوم فإنهم يحبون أولياءهم أكثر مما يحبون الله ولهذا لو قيل له: احلف بالله، حلف صادقًا أو كاذبًا، أما الولي فلا يحلف به إلا صادقًا.
• تجد كثيرًا منهم يأتون إلى مكة والمدينة ويرون أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من زيارة البيت، لأنهم يجدون في نفوسهم حبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كحبِّ الله أو أعظم، وهذا شرك.
الدعوة إلى الله عز وجل:
• الدعاة إلى الله ينقسمون إلى قسمين: داعٍ إلى الله، وداعٍ إلى غيره.
• الداعي إلى الله تعالى هو المخلص الذي يريد أن يُوصل الناس إلى الله تعالى.
• الداعي إلى غيره قد يكون داعيًا إلى نفسه، يدعو إلى الحق لأجل أن يُعظم بين الناس ويحترم، ولهذا تجده يغضب إذا لم يفعل الناس ما أمر به، ولا يغضب إذا ارتكبوا نهيًا أعظم منه، لكن لم يدع إلى تركه.
•من دعا إلى الله ثم رأى الناس فارين منه فلا ييأس، ويترك الدعوة يكفى من الدعوة إلى الحق والتحذير من الباطل أن يتبين للناس أن هذا حق وهذا باطل لأن الناس إذا سكتوا عن بيان الحق، وأقرّ الباطل مع طول الزمن ينقلب الحق باطلًا والباطل حقًا.
• أكثر ما يفسد الدعوة عدم الإخلاص، أو عدم العلم... فالجاهل لا يصلح للدعوة، وليس محمودًا... لأن الجاهل يفسد أكثر مما يصلح.
الانفعال النفسي:
• للانفعال النفسي للشيء أثرًا بينًا، فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم.
• الانفعال النفسي له أثر كبير في إضعاف الإنسان، فأحيانًا يتوهم الصحيح أنه مريض فيمرض... ولهذا تجد بعض الذين يصابون بالأمراض النفسية يكون أصل إصابتهم ضعف النفس من أول الأمر حتى يظن أنه مريض بكذا أو كذا.
مسؤولية طالب العلم:
• على طالب العلم مسؤولية ليست هينة، عليه أكثر من زكاة المال، فيجب أن يعمل ويتحرك ويبث العلم والوعي في الأمة الإسلامية، وإلاّ انحرفت عن شرع الله.
من يسجدون للقبور ويركعون:
• يوجد في بعض البلدان الإسلامية من يصلي ويزكي ويصوم ويحج، ومع ذلك يذهبون إلى القبور يسجدون لها ويركعون، فهم كفار غير موحدين، ولا يقبل منهم عمل، وهذا أخطر ما يكون على الشعوب الإسلامية.
محاسبة النفس:
• نحن نطلب العلم للتقرب إلى الله بطلبه، وإعلام أنفسنا، وإعلام غيرنا، فهل نحن كلّما علمنا مسألة من المسائل طبقناها نحن على كل حال نجد في أنفسنا قصورًا كثيرًا وتقصيرًا، وهل نحن إذا علمنا مسألة ندعو عباد الله إليها؟ هذا أمر يحتاج إلى محاسبة.
لُبسُ الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه:
• لبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله، فهو مشرك شركًا أكبر في توحيد الربوبية، لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا غيره. وإن اعتقد أنها سبب ولكنه ليس مؤثر بنفسه فهو مشرك شركًا أصغر.
نحن أولى بالشك من إبراهيم عليه السلام:
• قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن أولى بالشكٍّ من إبراهيم حينما قال ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَى﴾[البقرة:260] فليس معناه إن إبراهيم شاك ولكن إن قدّر أن يحصل شك، فنحن أولى بالشك منه، وإلا، فلسنا نحن بشاكين، وكذلك إبراهيم ليس شاكًا".
الحجر الأسود لا يتبرك به:
• الحجر الأسود لا يتبرك به، وإنما يتعبد الله بمسحه وتقبيله، اتباعًا للرسول صلى الله عليه وسلم....فتقبيله عبادة محضة، خلافًا للعامة، يظنون أنه به بركة حسية، ولذلك إذا استلمه بعض هؤلاء مسح على جميع بدنه تبرّكًا بذلك.
متفرقات:
• الأولاد في اللغة العربية، يشمل الذكر والأنثى، قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ﴾[النساء:11].
• الشيطان قد يلعب على الإنسان، ويُزين له ترك الطاعة خشية الرياء، بل افعل الطاعة، ولكن لا يكن في قلبك أنك ترائي الناس.
• من يقول: لا إله إلا الله، ويرى أن النصارى واليهود اليوم على دين صحيح، فليس بمسلم.
• من يرى الأديان أفكارًا يختار منها ما يريد فليس بمسلم، بل الأديان عقائد مفروضة من قبل الله عز وجل يتمشى الناس عليها.
• ينكر على بعض الناس في تعبيره بقوله: الفكر الإسلامي، بل الواجب أن يقال: الدين الإسلامي، أو العقيدة الإسلامية.
• الإنسان الذي يعبد الله بالهوى... لا يعبد الله حقًا إنما يعبد عقله وهواه.
• الله يبتلي المرء بتيسير أسباب المعصية له حتى يعلم سبحانه من يخافه بالغيب.
• لا نغتر بعمل الناس، لأن عمل الناس قد يكون عن جهل، فالعبرة بما دلّ عليه الشرع لا بعمل الناس.
• من الحكمة تغريب الزاني بعد جلده عن مكان الجريمة لئلا يعود إليها، فالإنسان ينبغي أن يبتعد عن مواطن الكفر والشرك والفسوق، حتى لا يقع في قلبه شيء منها.
• الفلاح هو النجاة من المرهوب وحصول المطلوب.
• كل ما عُبد من دون الله فهو طاغوت.
• قال العلماء: يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة.
• المغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه.
• البركة لا تكون من غير الله سبحانه وتعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد