بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه فوائد من شرح فتح البرية بتلخيص الحموية، للعلامة العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
من ثمار الإيمان بالمعية:
• المعية إذا آمن الإنسان بها فإنها توجب له كمال المراقبة، مثال ذلك لنفرض أن رجلًا في بيته ما عنده أحد من الخلق همّ بمعصية، فإذا علم أن الله معه، يعني: مطلع عليه لا يفوته شيء من أمره فإنه لا يفعل ولا يمكن أن يفعل لأنه يخاف الله.
المعاصي لها آثار سيئة:
• للمعاصي آثار على القلوب في انحرافها وزيغها وآثار على الأخلاق وعلى الأعمال قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم﴾[الصف:5] فقوله: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ﴾ هذا عمل سيئ نتيجته ﴿أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم﴾ فالأعمال السيئة لها آثار سيئة.
• يجب على الإنسان إذا صدرت منه السيئة أن يبادر بالتوبة، حتى لا تبقى هذه الجرثومة في قلبه فتؤثر عليه.
النفوس ثلاثة:
• نفس شريرة تأمر بالشر ونفس مطمئنة خيرة تأمر بالخير وتنهى عن الشر ونفس لوامة وقيل إن النفس اللوامة وصف للنفسين السابقتين لأن النفس المطمئنة تلومك على الشر وفعله والنفس الأمارة بالسوء تلومك على فعل الخير وهذا ليس ببعيد.
أبيات من الشعر فيها شرك وضلال:
• قول المتنبي يمدحُ عبدالله بن يحيى البحتُري:
فكن كما شئت يا من لا شبيه لهُ *** وكيف شئت فما خلق يُدانيكا
فقوله: )يا من لا شبيه له( هذا ضلال، لأنه ليس هناك أحد ما له شبيه إلا الله.
• لكن لو قال قائل – دفاعًا عن المُتنبِّي – إنه يريد: يا من لا شبيه له من الخلق، فنقول: وهذا أيضًا كذب، فإن هذا الرجل لا يساوي النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الأنبياء ولا أبا بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليًا رضي الله عنهم.
• على هذا فلا يعتذر عنه، فهو من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون، الذين هم في كُلّ وادٍ يهيمون، ونحن ليس لنا إلا الظاهر.
• للمتنبي نظراء، كقول بعضهم يمدح رجلًا من الملوك:
ما شئت لا ما شئت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار
وهذا شرك أيضًا.
مدح البوصيري للرسول عليه الصلاة والسلام:
• يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضـــــــــرتها *** ومن علومك علم اللوج والقلم
وهذا شرك أيضًا.
التعبير بعدم المماثلة أصحُّ من التعبير بعدم المشابهة:
• الأصحُّ أن نقول: (لا تُماثلان أيدي المخلوقين)... وهي أصحُّ من قولنا: (لا تشبهان أيدي الخلوقين) لأن هذا هو التعبير القرآني: ﴿لَيسَ كَمِثلِهِۦ شَيء﴾ [الشورى:11] ولأن المشابهة من بعض الوجوه لا بد أن تكون فيما اتفقا في الحقيقة.
البدع:
• إذا جاءنا أولئك الذين يقسمون البدع إلى خمسة أو ثلاثة أقسام أو ما أشبه ذلك نقول لهم: هذا غير صحيح، ولا نقبل منكم صرفًا ولا عدلًا، بل البدع كلها سيئة، ونقول: ما زعمتم أنه بدعة فليس ببدعة شرعًا، إنما قد يكون بدعة من حيث اللغة.
• يجب على الإخوة الذين يتمسكون بالسنن أن يظهروها ويبينوها.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• عالم رباني نفع الله به الإسلام نفعًا عظيمًا، لا نعتقد أن أحدًا من علماء المسلمين فيما نعلم نفع مثل ما نفع هذا الرجل في عصره، بل ولا في قريب من عصره، وأما من بعد عصره فمن باب أولى.
•كان عالمًا كبيرًا وعلمًا منيرًا ومجاهدًا شهيرًا جاهد في الله بما استطاع من قوله وفعله وكان قوي الحجة حُرّ التفكير صائب الرأي قلّ أن يختار الرأي فيخطئ الصواب.
• كان صداعًا في الحق إذا تبين له أظهره ولم تأخذه في الله لومة لائم ومن ثم حصلت له محن مع أهل البدع ومن والاهُم من ذوي السلطان وسجن عدة مرات ظلمًا وعدوانٍا.
شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله والصوفية:
• يذكر عن شيخ الإسلام أنه عدو للصوفية، والحقيقة أن شيخ الإسلام ليس عدوًا للصوفية ولا لغير الصوفية، بل هو عدو للباطل أينما كان، والصوفية في مذهبهم حق وفي مذهبهم باطل، فليسوا كلهم على باطل.
• ما ذكر عن ابن القيم رحمه الله من دفاعه عن الصوفية، فمُرادُه بذلك الصوفية المعتدلة الذين ليس عندهم إلا أشياء غير إرادية ينحرفون بها، أما الصوفية البالغة غاية الصوفية فهذا لا شك أن بعضهم ملحدون إذا بعضهم يقول بوحدة الوجود.
خير ما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• شيخ الإسلام من خير ما كتب رحمه الله: *منهاج السنة* في الرد على الرافضة، وكتاب *العقل والنقل* الذي يُعبر عنه بـــ (درء تعارض العقل والنقل) لكن فيها شيء من الصعوبة لأنها مبنيات على فلسفة تتعب طالب العلم المبتدئ.
كتاب *العقل والنقل* لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• يقول ابن القيم رحمه الله عن كتاب *العقل والنقل*إنه ما في الوجود له نظير ثانٍ، يعني في بابه، وهذا صحيح، فالمطالع في الكتاب يجد أن الرجل عنده علم عظيم في العقل وفي النقل وفي استنباط الحجج الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• *الرسالة العرشية*، لشيخ الإسلام رحمه الله، تكلم فيه عن الأفلاك بكلام في الحقيقة تقول: كأنه يعيش اليوم، يعني ذكر أشياء حققها العلم الحديث، وهي رسالة مطبوعة، وموجودة في الفتاوى.
الرد على المنطقيين، ونقض المنطق، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• لشيخ الإسلام رحمه الله كتابان أحدهما *الرد على المنطقيين* ، وهو كتاب واسع والثاني: *نقض المنطق* ، وهو كتاب مختصر مركز أصغر من الأول، ذكر فيه الأدلة التي تبطل علم المنطق، هو أفيد للطالب من كتابه: الرد على المنطقيين.
*الصواعق المرسلة على غزو الجهمية والمعطلة* لا بن القيم رحمه الله:
• أصل كتاب *مختصر الصواعق المرسلة* هو *الصواعق المرسلة على غزو الجهمية والمعطلة* لا بن القيم رحمه الله، فهو صواعق مرسلة على هذا الغزو، وإذا أرسلت عليه دمرته، وهو عنوان قوي، ويعتبر هذا الكتاب من أحسن ما كُتب في الموضوع.
كتاب مقاييس اللغة، لابن فارس رحمه الله:
• *علم الاشتقاق* من أحسن ما رأيت في هذا الباب: كتاب *مقاييس اللغة* لابن فارس، حيث يذكر لك المادة ثم يقول: (أصلها كذا وكذا)، ثم يأتي بشواهد على هذا، وهو نافع لطالب العلم.
نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد:
• هذا الكتاب موجود وطبوع، وهو كتاب جيد ومفيد لطالب العلم، وأسلوبه على الأساليب السابقة في الرد والمناقشة.
لا يوجد في النصوص شيئان متعارضان لا يمكن الجمع بينهما:
• إذا وجدت في كتاب الله أو فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئين تظنهما مُتعارضين فاعلم أن الخطأ في فهمك وليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
• أعد النظر وتأمل، ولا ترد الحق بأول وهلة، فربما إذا تأملت واستعنت بالله عز وجل وصدقت اللجوء إليه في طلب الحق يتبين لك الحق، فإن لم يتبين فَكِل الله إلى عالمه واعلم بأن الله تعالى لم ينزل كتابًا متناقضًا، وقل: آمنا به كل من عند ربنا.
• الراسخون في العلم يقولون: ربنا آمنا به كل من عند ربنا، ولا يضربون كتاب الله ببعضه ببعض ولا كتاب الله بسنة رسوله بل يرون الحق واحد وأن الضلال في أفهامهم.
قصة العنكبوت والحمامة في غار ثور غير صحيحة:
• ما اشتهر عند بعض الناس من العنكبوت وضعت نسيجًا من العش على الغار، فهذا لا صحة له، وكذلك ما ذكروا من أن حمامة وقعت على باب الغار حتى إذا رأوا الحمامة قالوا: لو فيه رجال ما وقعت فيه، فهذا أيضًا لا أصل له.
الفلاسفة:
• الفلاسفة هؤلاء هم الذين يدعون أنهم الحكماء العقلاء، ويرون أن العلوم التي سوى علومهم ليست بشيءٍ حتى علوم الأنبياء ليست بشيء يقولون: هذه علوم عجائز، ولا تصلح لأهل العقل.
• هم ينكرون الخالق، وينكرون اليوم الآخر، لأنهم ماديون دهريون، لا يؤمنون بشيءٍ _ والعياذ بالله _ ومع ذلك عندهم من الكبرياء والغطرسة ما يجعلهم يرون الناس كأمثال الذر، ولا يعبؤون بهم.
الباطنية:
• الباطنية هم الذين يقولون: إن الدين له ظاهر وباطن، فالظاهر لأهل الظاهر، والباطن لأهل الباطن.
• أهل الظاهر عندهم هم السذج الذي يلعب الناس بعقولهم، فيقولون لهم: هناك جنة ونار، وهناك صلاة وصوم وحج، وما أشبه ذلك، وهم العوام، والباطن عندهم هو ما كان عليه أئمتهم.
• إذا أردت أن تبحث عن هؤلاء، فارجع إلى كتاب *الملل والنحل* للشهرستاني، وهو أحسن ما رأيت في جمعها، وهم موجودون الآن، فالإسماعيلية والباطنية والنصيرية وغيرهم موجودون.
الروافض:
•الروافض يقولون إن لم تتبرأ من أبي بكر وعمر وبقية الصحابة فأنت ناصب العداوة لآل البيت ولهذا عندهم هذه القاعدة المنكرة الكاذبة يقولون لا ولاء إلا ببراةٍ يعني لا ولاية لآل البيت إلا بالبراء من أبي بكر وعمر، وهذه أكذب قاعدة على وجه الأرض.
علم الكلام:
• علم الكلام هو عبارة عن إثبات العقائد بالطرق الكلامية المبنية على الجدل الذي يسمونه عقلًا، ولذلك سميناه علم الكلام لكثرة كلامهم، فتجد الواحد من علمائهم يكتب له الصفحتين أو الثلاث صفحات عن مسألة واحدةٍ، وكُلُه هذيان.
من أسباب زيادة الإيمان:
• من أسباب الزيادة أنك تتفكر في الآيات الشرعية وهي القرآن والسنة، وما دلا عليه من الأحكام، وتتفكر في الآيات الكونية وهي السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم وغير ذلك كلما تفكرت فيها فإنك سوف تزداد إيمانًا.
• فعل الطاعة لا شك أنه يزيد في الإيمان، لأن الإنسان عندما يعبد الله ويطيعُه فإنما يفعل ذلك امتثالًا لأمره، وهذا يؤدي لأن يكون متيقنًا بوجوده وبفضله وسعة كرمه.
• كثرة الأعمال الصالحة سبب لزيادة الإيمان، لأنك كلما أكثرت العمل الصالح ازددت صلة بالله سبحانه وتعالى فازداد بذلك إيمانك.
من الابتلاء وجود نصوص فيها نوع من الاشتباه:
•الله جعل من نصوص الكتب والسنة أشياء فيها نوع من الاشتباه امتحانًا... للخلق حتى يعلم من يريدُ الحق ممن يريدُ الشبهة... وهذا من الابتلاء لأنه لو لم يكن هناك آيات متشبهات... ما عُرف الصادق في طلبه والمؤمن من غير الصادق والمؤمن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد