فوائد مختصرة من نونية ابن القيم: من البيت 3031 إلى البيت 3329


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذا الجزء الرابع من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية، المعروفة بــ *نونية ابن القيم* للعلامة العثيمين رحمه الله، من البيت [3031] إلى البيت [3329] وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

استواء الله جل وعلا على عرشه استواءً يليق بجلاله:

• عقيدتنا التي ندين الله بها، ونسأل الله أن نموت عليها أن الله جل وعلا استوى على عرشه حقيقة استواء يليق بجلاله، وأن الاستواء هو العلو والاستقرار، والمجهول لنا من ذلك هو الكيفية.

العظيم:

• الله عز وجل عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله والعظيم من أسماء الله.

الجليل:

• الجليل. يعنى: المعظم، ولهذا يقول الناس: فلأن أجلهُ، يعني: أعظمه، فالجلال بمعنى التعظيم، ولكن هل من أسماء الله الجليل؟ بحثت فلم أجد شيئًا، ولكن فوق كل ذي علم عليم، إنما الذي جاء في القرآن والسنة هو ذو الجلال.

الجميل:

• الله عز وجل جميل بذاته... جميل بصفاته... وكذلك أفعاله، فكلُّ أفعاله جميلة.

• لا ترى أهل الجنة جعلني الله وإياكم منهم لا ترى عندهم ألذّ من رؤية الله عز وجل، لأنهم يرون أحبّ الأشياء إليهم وأجمل الأشياء وأعظم الأشياء.

المجيد:

• من أسمائه عز وجل المجيد، والمجيد هو كامل القوة والسلطان.

الحميد:

• من أسماء الله تعالى: الحميد... فهو حميد بمعنى محمود على كمال صفاته، وعلى إحسانه وإنعامه، وعلى جميع أفعاله... كذلك هو حامد من يستحق الحمد من عباده، يثني عليهم ويصفهم بالأخيار، ويحبهم، فهو يثني على من يستحق الثناء من الخلق.

الحييُّ:

• من أسماء الله عز وجل *الحييُّ* وهو من الحياء... و *الحييُّ* صفة كمال، لأنه يدل على كمال ستر الله عز وجل ورحمته بعبده، وولولا ذلك لا فتضح الناس.

عفو غفور:

• يقال عفو غفور، العفو في جانب الأوامر، إذا فرط فيها الإنسان ولم يفعلها عفا الله عنه، و *الغفور* في جانب المعاصي، إذا فعلها العبدُ سترها الله عز وجل، ومحا عنه أثرها.

الرقيب:

• الرقيب من أسماء الله... فهو عز وجل رقيب يراقب الخواطر واللواحظ والأفعال... الخواطر في القلوب، واللواحظ في العيون، والأركان في بقية الأفعال.

الحفيظ:

• الحفيظ له معنيان حفيظ عليهم، وحفيظ لهم... حفيظ عليهم يعني يحفظ أعمالهم ويحصيهم عليهم، وسيخبرهم بها يوم القيامة ويحاسبهم عليها، وحفيظ عليهم، يعني يحفظهم من كل الأمور... كذلك يحفظهم من الآفات... إذا هم أتوا بأسباب الحفظ.

اللطيف:

• من أسماء الله تعالى: *اللطيف*... له معنيان. المعنى الأول: اللطف بالعبد، وهو إدراك أسراره وأحواله... المعنى الثاني: اللطف للعبد، وهو أنه سبحانه وتعالى يقدر له ما به تتيسر الأمور ويحصل المطلوب، إما بجلب المحبوب أو بدفع المكروه.

القريب:

• من أسماء الله تعالى: القريب... فالله قريب من عابديه ومن داعيه، قريب من داعيه يستجيب له، وقريب من عابده يقبل منه سبحانه وتعالى.

الودود:

• من أسمائه عز وجل *الودود*... الله عز وجل وادّ، أي: يُحبُّ، ومودود، أي: محبوب، فهو عز وجل مُحب لأحبابه، وأحبابه محبون له.

الصمد:

• من أسماء الله تعالى: الصمد... فسره المؤلف بمعنيين:

الأول: صمد لا يحتاج إلى أحدٍ، ويحتاج إليه كل أحدٍ...

الثاني: الكامل الأوصاف، يعني: الذي كملت أوصافه.

الجبار:

• من أسماء الله عز وجل الجبار... وله ثلاثة معانٍ:

المعنى الأول: أنه عز وجل يجبر الكسير ويجبر الضعيف...

المعنى الثاني: أنه جبار بقهره، أي: قوي قاهر جبار...

المعنى الثالث: جبر العلو، فالجبار يعني: العلي، وهو أنه سبحانه فوق كل شيءٍ.

الفائدة المسلكية من معرفة أسماء الله وصفاته:

• ينبغي أن يكون لنا فائدة مسلكية من معرفة أسماء الله وصفاته، لا أن يكون علمنا بها مجرد نظر، إذا لم نتأثر بمدلولاتها لم نتفع بها كثيرًا.

عِظم أجر تعليم الخلق:

• من شُكر الله عز وجل، أنه لن يضيع سعى العباد، بل يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعفٍ، وإذا كانت الحسنة تعليم الخلق فما أكثر ما يُضاعف كل من انتفع بعلمك فلك مثل أجره، ومن ذا الذي ينتفع بالعلم؟ الجواب: أمم.

شكر الله جل وعلا على البلاء:

• الشكر أن تشكر الله على هذا البلاء... ويتصور هذا بأن يذكر أن هذه المصيبة تكفر السيئات ومع الاحتساب ترفع الدرجات، وأيضًا هذه المصيبة عقوبة عجلت له في الدنيا، والعقوبة إذا عجلت في الدنيا فهو أهون من تأخيرها في الآخرة.

توحيد الفلاسفة وأهل وحدة الوجود:

• الفلاسفة... حقيقة توحيدهم أنه ليس هناك ما يُسمى إلهًا.

• توحيد أهل وحدة الوجود... يقولون: إن الوجود شيء واحد، فالعبد هو الرب، والرب هو العبد، نسأل الله العافية.

جلّ فلان، وتقدس فلان:

*جل فلان*... يصح، لأن جلّ أي: صار ذا جلالة فهذا ممكن، فنقول: فلان جليل. فهذا يُوصف به غير الخالق... أما *تقدس فلان*... فلا يصح، لأن تقدس ما يوصف بها ألا الله، ولأن تقدس معناه التطهر من كل عيب، وهذا لا يليق إلا بالله.

الحذر من الاستدراج:

• يجب على العبد أن يلاحظ نفسه إذا رأى النعم تترى عليه وهو مُقصر، فليعلم أن هذا استدراج من الله عز وجل، فليقلع عن المعصية وليتب إلى الله قبل أن يؤاخذه بالعقوبة.

الرازي المفسر المشهور:

• ابن الخطيب، هو الرازي المفسر المشهور، والمتكلم الصوفي الفلسفي، وهو معروف، ويعتبر من أذكياء العلماء، وله شطحات كثيرة في التفسير، وغيره، ولكن يُقال: إنه تاب في آخر عمره تاب إلى الله، والله أعلم، لكن مؤلفاته معروفة شهيرة.

• الرازي من خصائص بحثه أنه يورد المشكلاتِ على وجه يوقع في الحيرة ولا يأتي بحلها، فهو كما قال بعض المغاربة فيه: إنه يعرض المشكلات نقدًا ولكن يكون حلها نسيئة يعني: يعطيك المشكلات حالة وأما الحل فلا يعطيك إياه، بل يأتك به نسيئة.

كتاب *مفتاح دار السعاد*  للعلامة ابن القيم رحمه الله:

• تأمل السماء، الأرض، الشمس، القمر، النجوم، تجدها كلها بهذا الترتيب والنظام مُطابقة للحكمة... ومن أراد الزيادة في هذا الأمر فعليه بقراءة كتاب *مفتاح دار السعادة* للناظم رحمه الله، ففيه عجائب.

الرفق في الأمور:

• الرفق هو التأني في الأمور، ومعالجتها باللين والرأفة... فأنت إذا كنت رفيقًا نلت بذلك فائدتين عظيمتين:

أولًا: محبة الله عز وجل، فإن الله يحبُّ الرفق وأهل الرفق.

ثانيًا: أنت تنال برفقك ما لا تنال بعنفك، فلا تتعجل ولا تتسرع.

• عليك بالرفق، وكم من إنسان أدرك بالرفق خيرًا كثيرًا سواء في أهله، أو في نفسه، أو فيمن يدعوهم إلى الله، أو فيمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، حتى في نفسك، إذا رفقت بنفسك أدركت خيرًا كثيرًا.

• لا تحملك الغيرة على العنف والشدة، اضبط أعصابك، لا تتوتر، وارفق في كل موطن يكون فيه الرفق.

حمد الله عز وجل على كل حال:

• كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الأمر يسرُّهُ قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" وإذا أتاه الأمرُ يكرهه قال: "الحمد لله على كل حال".

الإنسان يجب أن يكون تابعًا للنصوص وليس متبوعًا لها:

• الواجب أن يكون الإنسان تابعًا للنصوص وليس متبوعًا لها، ولهذا قيل: استدل ثم احكم، ولا تحكم ثم تستدل، لأنك إن حكمت أولًا ثم استدللت فإنك ربما تخطئ.

نسى قراءة آية الكرسي فلدغته عقرب:

• حدثني مؤذن هذا المسجد... وهو صدوق عدول قال: إنه كان يحافظ على قراءة آية الكرسي في كل ليلة، وفي ليلة من الليالي لدغته عقرب، يقول: ففكرت وإذا أنا قد نسيت آية الكرسي تلك الليلة.

متفرقات:

• الأنواع والأقسام بمعنى واحد عند أهل العلم، فأحيانًا يقال: خمسة أنواع، وأحيانًا يُقال: خمسة أقسام.

• الزمخشري إمام المفسرين في الحقيقة فيما يتعلق باللغة العربية والفصاحة، لكنه معتزلي.

• لا تجد أسعد حياة ولا أنعم بالًا ولا أشد طمأنينة في قلبٍ، من المؤمن الذي يعمل الصالحات، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.

• من أزاغ الله قلبه رأى الباطل حقًا.

• الحنان هو العطف والرأفة والإشفاق.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply