فوائد مختصرة من شرح أصول التفسير


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه فوائد من شرح أصول التفسير، للعلامة العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

أثر القرآن وتأثيره:

• القرآن مبارك في أثره، وتأثيره، وأجره وثوابه، أما أجره وثوابه فإن من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، أما تأثيره: فإن الله بين أنه لو أنزله على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله.

• إما آثاره: فما حصل للأمة الإسلامية من النصر المبين، والفتح العزيز، الذي يشهد به كل أحد، ثم ما يحصل به من صلاح القلوب، وإقبال العبد على ربه، وتليين القلب بذكر الله الذي يقرأ القرآن بحضور قلبٍ وتدبرٍ لا شك أنه يتأثرُ به تأثرًا عظيمًا.

• إذا قرأت القرآن ولم تشعر بأن قلبك لان، فاعلم أنه أشد قسوة من الحجارة، لأن الحجارة تلين وتخشع، والقلب الذي لا يلين ولا يخشع بالقرآن أشد قسوة من الحجارة، فنسأل الله أن يلين قلوبنا وقلوبكم بذكره.

• لما كان أكثر الناس اليوم يقرؤون القرآن بألسنتهم، صار تأثيره لا يتجاوز حناجرهم، وإلا لو قرؤوه بقلوبهم وألسنتهم، لكن له أثر بالغ.

• ما أبرك هذا القرآن! فلما كان المسلمون يعملون به ظاهرًا وباطنًا سرًا وعلنًا عقيدة وعملًا، خُلقًا وأدبًا، نالوا ببركته وسادوا العالم، وجاهدوا به أعداء الله، ولما تخلفوا عنه نزعت بركة القرآن منهم.

سورة الفاتحة:

• هي السبع المثاني، لأن آياتها سبع، ففيها خير، وفيها الدعاء، وفيها التاريخ، وفيها تقسيم الناس بالهداية، ونصّ عليها، لأنه أم القرآن، وأعظم سورة في القرآن.

• هي رقية من كل داء لكن يُشترط أن يكون الراقي مؤمنًا موقنًا، والمرقيُّ عليه كذلك مؤمنًا موقنًا.

• لا أحسن من الشرح الذي شرحه إياها ابن القيم رحمه الله، في أول *مدارج السالكين*، فإنه قد أتى من معانيها بالعجب العجاب الذي لا تجده في أي كتاب.

الجماعات الذين يتصرفون بغير حكمة:

• لما ظهرت الجماعات الذين يتصرفون بغير حكمةٍ، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربين وغير الغربين وأعنى بهذه الجماعات أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زغمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله والحقيقة أنهم أساؤوا إلى الإسلام.

• ماذا أنتج هؤلاء؟ هل أقبل الكفار على الإسلام، أو ازدادوا نفرة منه؟ الجواب: ازدادوا نفرة، حتى يكاد الإنسان المسلم يغطي وجهه لئلا يُنسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منهم.

• لو أننا سلكنا الحكمة، فاتقينا الله في أنفسنا، وأصلحنا أنفسنا أولًا، ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكانت هناك نتيجة طيبة.

كفر المستهزئ بالله وآياته ورسوله:

• المستهزئ بالله وآياته ورسوله كافر، حتى وإن لم يقله على وجه الجد، بل إن كفر المستهزئ أشدُّ من كفر القائل على الجد، لأن المستهزئ جمع بين الكفر والاستهزاء.

• مسألة: من استهزأ بالله ورسوله وآياته هل تقبل توبته، الجواب: نعم.

البركة:

• يجوز أن تقول لشخص: *هذه من بركتك*، وما أشبه ذلك، إذا كان سببًا للخير، فإن من الناس من يكون مباركًا، ويحصل على يديه من الخير والبركات ما لا يحصل لغيره، ومن الناس ما لا يكون كذلك.

إذا قلت: *هذا من بركة فلان*، وهو ميت... إن كان حصل الشيء بعد موته فهو حرام ولا يجوز، بل قد يصل إلى حد الشرك الأكبر.

• إذا قلت: *هذا من بركة فلان*، وهو ميت... إن كان شيء حصل في حياته وكان سببًا له فهذا لا بأس به.

• هل يجوز مصاحبة أهل الخير لالتماس البركة مثلًا؟ الجواب: إن كان الرجل إذا صحبته وجدت عنده خيرًا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلمك ما لم تكن تعلم فهذه بركة، أما مجرد صحبته يكون له بركة، فهذا غير صحيح.

الاستغفار:

• قال بعض أهل العلم إذا نزلت بك نازلة فقدم بين يدي حلها الاستغفار، لأن المعاصي تحول بينك وبين الحق والتوفيق للصواب، اللهم اغفر لنا.

القروء:

• السلف والخلف اختلفوا في معنى القروء، فقيل: إنها الحيض، وقيل هي الأطهار، والصواب: أنها الحيض كما دل على ذلك السنة في المستحاضة وغيرها.

التدبر:

• التدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها....القرآن الكريم لا يمكن أن ينتفع به الإنسان تمام الانتفاع إلا بالتدبر، ثم بعد ذلك يتعظ.

من أقبل بصدق على تفهم كلام الله عز وجل يسّر الله لك ذلك:

• أنت إذا أقبلت بصدق لتفهم معنى كلام ربك عز وجل، فإنه لا بد أن يُيَسِّر لك، إما بفتح يفتحه الله عليك، وإما بجلب عالم يبين لك معناها، وإما بكتب تفسير توضح لك المعنى.

الفاحشة.

• الفاحشة: هي كل ما يستفحش شرعًا أو عقلًا، ولا يجوز أن نقول عادة، لأن بعض الفواحش العظيمة لا يستفحش عنها بلد، بل تقام فيه الحفلات والرقص وما أشبه ذلك.

الشرع والعقل:

• نسمع كثيرًا من يقول: إن العقل والشرع متلازمان، فهل هذا صحيح؟ الجواب: نعم، هما متلازمان ولا يمكن أن يكون الشيء فاحشًا في الشرع إلا وهو فاحش في العقل، وفد يستفحش العقلُ شيئًا لا يستفحشه الشرع، لكن الغالب أنهما متلازمان.

القرآن المترجم:

• مسألة: هل القرآن المترجم يأخذ حكم القرآن الأصل أم لا؟ الجواب: القرآن المترجم لا يأخذ حكم القرآن غير المترجم، فيجوز مسه بغير وضوء، ويجوز بيعه وشراؤه... إلخ، لكن إذا وجد الأصل فينظر أيهما أكثر فيكون الحكم للأكثر.

دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، للعلامة الشنقيطي رحمه الله:

• ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض، وبينوا الجمع في ذلك، ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب *دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب *للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

قصص القرآن:

• قال الله عز وجل: ﴿نحنُ نقصُّ عليك أحسن القصص﴾[يوسف:3] وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.

• قال الله عز وجل: ﴿ومن أصدقُ من الله حديثًا﴾[النساء:87] وذلك لتمام مطابقتها للواقع.

• قالله سبحانه وتعالى: ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأُولي الألباب﴾[يوسف:111] وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.

كتب قصص الأنبياء وقصص القرآن:

• هناك مؤلفين ألفوا في قصص الأنبياء، وألفوا في قصص القرآن عمومًا، لكن خلطوا بين الحابل والنابل، وصاروا كحاطب ليل، ولذلك يجب الحذر مما أُلِّف في قصص الأنبياء أو غيرها من قصص القرآن.

القصص الخيالية:

القصص الخيالية... إن كانت هذه القصص ليس لها أصل، كأن تكون لغوًا، أو كانت مكذوبة على شخص معين فهذا لا يجوز، وإن كانت هادفة وفيها مصلحة كأن يصور حالةً من الأحوال تدعو إلى الأخلاق أو الآداب فهذا لا بأس به.

الترف:

• الحذر والتحذير من الترف وأن المترف على خطر عظيم، لأنه هو الذي يفسق... وهذا هو الواقع كلما ازدادت النعم على الإنسان ازداد طغيانًا، لأنه يرى أنه استغنى وليس بحاجة إلى أحد.

مؤلفات ابن هشام:

• ابن هشام رحمه الله... أحد أئمة النحو، وله مؤلفات في النحو كثيرة من أهمها: *أوضح المسالك إلى ألفيه ابن مالك*، ومنها: *المغني*، وهو على اسمه، *مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب*كتاب جيد في بابه.

*المغني* كتاب لا يستغنى عنه الإنسان، لكن للإنسان الذي أخذ شوطًا كبيرًا في النحو، أما الذي لا يعرف أن يعرب: *قال الله تعالى*، فهذا لا يدنو من المغني، فلا بد أن يكون عنده علم.

تفسير البغوي:

• البغوي رحمه الله تفسيره فيه من الإسرائيليات، وهي كثيرة، ولا يذكر لها سندًا، ولا يتعقبها، لكنه في اللغة جيد، وتفسيره تفسير تجزئة، أي يفسر جملة جملة وليس كبعض المفسرين يذكر الآيات الكثيرة، ثم يذكر المعنى مجملًا، وهي مفيدة لطالب العلم.

تفسير الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله:

• تفسير الشيخ محمد رشيد رضا أستفيد منه كثيرًا، لأن في تفسيره مسائل جيده.

• ممن يميل إلى الاستقلال الفكري وأعنى الاستقلال الفكري أي: أنه غالبًا يرجع إلى فكره دون أن يرجع إلى غيره، ولكن مع ذلك يكون استنباطه وفهمه جيدًا في تفسير القرآن ثم يتعرض في بعض الأحيان لأحوال المسلمين الواقعة ويطبق عليها آيات القرآن.

تلاعب الشيطان بالإنسان:

• تجد الشيطان يلعب ببني آدم، إذا سمع من أخيه كلمة تحتمل الخير والشر يوسوس له الشيطان، ويقول: احملها على الشيطان.

متفرقات:

• ذكر العلِة قبلَ الحكم يجعل النفس تُقبلُ الحكم عن اقتناع وعقل.

• الصلاة من ذكر الله، بل هي أفضل أنواع الذكر، لأن فيها القرآن، والتسبيح، والدعاء، وهيئات تدل التعظيم والذل.

• معنى التفسير والشرح واحد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply