بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه فوائد من كتاب النكاح، والطلاق، واللعان، من شرح عمدة الأحكام، للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
كتاب النكاح
• يجوز أن يكون الصداق منفعة يبذلها الزوج للمرأة، فلو قال: زوجتك بنتي على أن تبني لي هذا البيت، والمواد على ولي المرأة فلا بأس، أي أنه يجوز أن يكون الصداق منفعة.
• لا بد أن يكون الصداق لائقًا بالزوج... فالمهر يكون بحسب حال الزوج، الغني يكثر، والفقير يُقلُّ، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوج رجلًا على خاتم من حديد، لأنه فقير.
• عادة الناس اليوم أن الصداق يكون بحسب الناس لا بحسب الشخص، فيريدون من الفقير أن يبذل صداق الغني، فتجد الشاب يبقي سنوات عديدة لا يستطيع أن يحصل على مهر يتزوج به وربما يستدين ويثقل كاهله بالديون... ولا شك أن هذا خطأ.
• من الخطأ أيضًا أن بعض أولياء النساء يتحكم فيها، وإذا خطب إنسان منه ابنته أو أخته، قال: ماذا تعطي، فكأن المرأة سلعة تباع وتشترى.
• النكاح ليس بصداق، النكاح بحسن الخلق، واستقامة الدين.
• ما يصنعه بعض الناس من الولائم العظيمة التي تستهلك أموالًا كثيرة، فهذا إسراف لا ينبغي أبدًا.
• ينبغي للإنسان أن يدعو للمتزوج بالبركة فيقول: بارك الله لك، سواء كان ذلك عند عقد النكاح، أو بعد الدخول، وجاءت السنة أيضًا بتبريك آخر، وهو: ((بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير)).
• ما يفعله بعض الناس اليوم فيقول: بالرفاء والبنين، فهذا عود إلى الجاهلية الأولى، ولا ينبغي للإنسان أن يعدل عما جاءت به السنة من التبريك للمتزوج.
كتاب الطلاق:
• الطلاق هو فراق المرأة بعد عقد النكاح عليها، وأمره عظيم، وشأنه خطير، وقد تلاعب به الناس اليوم، حتى أصبح الطلاق عندهم أسهل من شربة الماء، وهذا خطأ.
• يجب أن يطلقها كما أمر الله عز وجل كأن تكون حاملًا، ولو كان قد جامعها حالًا. الثاني: أن يطلقها في طهر لم يجامعه فيه. الثالث: أن يطلقها قبل الدخول والخلوة.
• المحرم أن يطلقها في حيض، أو في طهر جامعها فيه، وهي ممن تحيض وتحمل.
• يجب على الإنسان إذا أراد الطلاق أن يتروى ويتأنى ويتأمل، ثم يسأل العلماء قبل أن يطلق، فكم من إنسان طلق على غير الوجه المشروع، فندم ندامة عظيمة وتحسر، وذهب يسأل العلماء من كل وجه، ولكن أنّى له ذلك.
• لما طلق عبدالله بن عمر رضي الله عنه زوجته وهي حائض، تغيظ النبي صلى الله عليه وسلم وغضب، فكيف يطلقها لغير العدة، وقد أمر الله تبارك وتعالى أن يطلقها للعدة فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ [الطلاق:1].
• النبي صلى الله عليه وسلم... من خلقه عليه الصلاة والسلام أنه لا ينتقم لنفسه، ولا يغضب لنفسه، لكنه إذا انتهكت حُرمات الله فإنه يغضب، وهذا من كمال خلقه صلوات الله وسلامه عليه.
• نحثكم على أن تتحملوا ما يُساء به إليكم لله عز وجل فالإنسان لا يخلو من أعداء أبدًا، كما قال صاحب القصيدة المشهورة:
ليس يخلو المرءُ من ضدٍّ ولو *** حاول العزلة في رأس الجبــل
• إذا انتهكت حرمات الله فلا تصبر، واصدع بالحق، ولكن بلطف، قل: يا أخي هذا الفعل حرام، وأنت إنما خلقت لعبادة الله، فاجتنب هذا الذي حرم الله عليك، وستجد لذة إيمانية إذا تركت هذا الشيء.
• شيء مشاهد أنك إذا أنكرت على غيرك باللين استجاب، أما بالعنف فالغالب أنه ينفر منك ولا يجيب.
• جواز الاستشارة عند معاملة أي شخص إذا كنت لا تدري عنه، لأن فاطمة بنت قيس استشارت النبي صلى الله عليه وسلم.
• جواز ذكر الإنسان بما يكره إذا كان على سبيل النصح والمشورة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصف معاوية وأبا جهم بما يكرهان،... لكن إذا كان على سبيل المشورة فلا بأس بذلك، بل يجب.
• جاءك رجل يستشيرك ويقول: هذا الرجل طلب أن يشتري مني البيت بثمن مؤجل، أبيع له أم لا؟ وأنت تعرف أن الرجل الذي طلب البيت رجل مماطل، فيجوز أن تقول: لا تبع له، لأنه مماطل.
• رجل آخر جاءك يستشيرك ويقول: إن ابنتي خطبها فلان، فما تقول فيه؟ وأنت تعرف فيه عيبًا خِلقيًا، أو خُلُقيًا، أو دينيًا، فيجوز بل يجب أن تذكر هذا العيب، لأن هذا من باب النصيحة.
• المخلوعة: هي كل من فارقها زوجها على عوض.
• يجب الرجوع إلى الحق متى تبين للإنسان، ولو أن يقول: إني قلت كذا ولكني أخطأت ورجعت، فالرجوع إلى الحق فضيلة.
• الأشياء التي تمنع منها المحادة:
أولًا: الطيب بجميع أنواعه.
الثاني: جميع أنواع التجمل مثل المكياج وتحمير الشفاه والكحل وسبغِ الشعر.
ثالثًا: الثياب المعدة للزينة... وكذلك الحلي بجميع أنواعه.
رابعًا: ألا تخرج من بيتها إلا الضرورة بالليل، أو لحاجة بالنهار.
كتاب اللعان:
• احذر اللسان، ولا تقدر شيئًا مكروهًا فتُتبلي به، إن البلاء مؤكل بالمنطق.
• من حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا ذكر الحكم، ذكر علته إذا كانت العلة خفية، حتى يطمئن الناس، لأن الناس إذا فهموا علة الحكم اطمأنت نفوسهم.
• الحذر العظيم من إطلاق التكفير على الناس، فيقال: هذا كافر، هذا فاسق، وهذا مبتدع ضال، وما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز للإنسان أن يتكلم به، لأنك إذا كفرت شخصًا فقد حكمت بأنه مباح الدم، مباح المال، يجب إعدامه.
• ما أفسد الأُمة وفرقها إلا هذا الرأي الخبيث، وهو التكفير بدون دليل.
• أحذر إخواني الغيورين على دين الله، من هذا الأمر العظيم، وهو التكفير، سواء كان لولاة الأمور من العلماء، أو من ولاة الأمور من الأمراء، فإن ذلك خطير جدًا.
• كلمة الحق لا بد أن يكون لها تأثير، ولكن لا تستعجل، قد لا يكون لها تأثير في الحاضر، لكنها في المستقبل ستؤثر بثلاثة شروطٍ: إذا كانت لله، وبالله، وفي الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد