مناسك العمرة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا. أداءُ مناسك العُمْرَة يتم بالخطوات التالية:

(1) الاغتسال، ثُمَّ وضْعُ الطِّيب (للرِّجَال فقط)، وارتداء ملابس الإحرام وهي عبارة عن إزار، ورداء أبيضين نظيفين.

* وأما المرأة فتُحْرِمُ في ملابسها العادية، ولا تضع الطِّيب، مع مراعاة أنه لا يجُوزُ لها أن ترتدي النقاب والقفازين، ولكن تسدل ثوبًا على وجهها عندما يَمر بها الرِّجَالُ مِن غير محارمها.

(2) الوضوء، ثم أداء صلاة الفريضة، إن كان الإحْرَامُ في وقت فريضة، أو أداء صلاة ركعتين سُنَّة الوضوء.

(3) الإحرام بالعُمْرَة قائلًا: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَة).

فإن خَافَ المسْلِمُ مِن عائق يمنعه مِن إتمام العُمْرة، كمرض أو ضياع ماله، قَالَ:

(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَة، فَإنْ حَبَسَني حَابِسٌ، فَمَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي) ثم يقول:

(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ).

(4) يُكْثِرُ الْمُعْتَمِرُ مِنَ التلبية مع رَفْعِ الصوت للرِّجَال فقط. وأما المرأةُ فلا ترفع صوتها إلا بقَدْرِ ما تُسْمِعُ مَن بجوارها مِن محارمها، أو مَن يُرَافِقُها مِنَ النساء.

(5) عندما يَصِلُ الْمُعْتَمِرُ إلى المسجد الحرام، يدخل بقدمه اليُمْنَى قائلًا:

(بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ).

* يستمر الْمُعْتَمِرُ في التلبية حتى يَصِلَ إلى الكعبة، فإذا وَصَلَ إليها قَطَعَ التلبية.

(6) عندما يَصِلُ الْمُعْتَمِرُ إلى الحجر الأسود، يَضْطَبِعُ.

(يكشف الرَّجُلُ عن كتفه الأيمن) في الأشواط السبعة.

(7) يُقَبَّلُ المُعْتَمِرُ الحجرَ الأسود، فإن شَقَّ عليه التقبيل.

مَسَحَهُ بيده اليُمْنَى وقَبَّلهَا، فإن لم يستطع ذلكَ أشار إليه بيده اليُمْنَى، ويفعل ذلكَ كلما حَاذى الحجر الأسود.

ويجبُ على المُعْتَمِرِ أن يَعْلَمَ أن تقبيلَ الحجر الأسود سُنَّة، والامتناع عن إيذاء المسلمين واجِبٌ.

(8) يبدأ الْمُعْتَمِرُ في الطَّوَاف قائلًا:

(بِسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ) ثم يَرْمُلُ (يُسْرعُ الرَّجُلُ في سَيْره مع تقارب الخطوات) في الثلاثة أشواط الأولى.

* وأما الأشواط الأربعة الباقية، فيمشي فيها كعادته، مع مراعاة أن النساء ليس عَليْهنَّ رَمَلٌ.

(9) أثناء الطَّوَاف يُكْثِرُ الْمُعْتَمِرُ مِن قراءة القرآن، وذِكْرِ اللهِ تعالى والاستغفار، والدعاء بما شاء مِنَ الخير له ولوالديه ولذريته ولجميع المسلمين وولاة أمورهم.

(10) يَمْسَحُ الْمُعْتَمِرُ الركنَ اليماني بيده اليُمْنَى بدون تقبيل، ويقول أثناء طوافه بينه وبين الحجر الأسود:

}رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{.

* يَفعلُ الْمُعْتَمِرُ ذلكَ كلما وَصَلَ إلى الرُّكْنِ اليماني.

(11) بعد الانتهاء مِن الطَّوَاف يقومُ الْمُعْتَمِرُ بتغطية كتفه الأيمن، ويتجه إلى مَقَام إبراهيم عليه السلام قائلًا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: }وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى.{

(12) يُصَلِّي الْمُعْتَمِرُ ركعتين خَلْفَ مَقَامِ إبراهيم، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا تيسرَ له ذلك.

ويجوز لْلمُعْتَمِرِ أن يُصَلِّي هاتين الركعتين في أي مكان في المسجد الحرام.

* يقرأ الْمُعْتَمِرُ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة:

}قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{ ويقرأ في الركعة الثانية بَعْدَ الفاتحة سورة: }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{.

(13) يذهبُ الْمُعْتَمِرُ للشرب مِن ماء زمزم، وليَعْلَمْ المسلم أن مَاءَ زمزم ماءٌ مباركٌ، فيشربه بنية الشفاء مِن الأمراض، والاستعانة به على طاعةِ اللهِ تَعَالَى، وحِفْظِ القرآن الكريم وسُنَّة نبينا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وطَلَبِ العِلْمِ النافع، وطَلَبِ الذرية الصالحة، وغير ذلك مِن الخير.

(14) يستلمُ الْمُعْتَمِرُ الحَجرَ الأسود بالتقبيل، أو بالمسح عليه بيده اليُمْنَى، إن تَيَسَّرَ لهُ ذلكَ.

 (15) يذهبُ الْمُعْتَمِرُ إلى الْمَسْعَى، فإذا اقتربَ مِنَ الصَّفَا يقرأ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: }إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ{(البقرة:158) ثم يقول: (أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ).

(16) يَصْعَدُ الْمُعْتَمِرُ على الصَّفَا ويحاول رؤية الكعبة ويستقبل القِبْلَة، ويقول:

(اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ).

* يُكَرِّرُ الْمُعْتَمِرُ ذلكَ (ثلاث مرات)، مع الدعاء بينها بما شاء مِن الخير لنفسه، ولوالديه، ولجميع المسلمين.

(17) يبدأ الْمُعْتَمِرُ في السَّعْي إلى أن يَصِلَ إلى الأعْلام الخضراء، ثم يسعى بينها سَعيًا شديدًا (للرجال فقط) حتى يَصِلَ إلى الأعْلام الخضراء الثانية، ثم يسير سَيْره العادي حتى يَصِلَ إلى الْمَرْوَة، وفى أثناء السَّعْي يقرأ القرآن ويَذْكُرُ اللهَ تَعَالَى، ويستغفره ويدعو بما شاء مِنَ الخير لنفْسه ولوالديه ولذريته ولجميع المسلمين.

(18) يَصْعَدُ الْمُعْتَمِرُ على المروة ويتجه إلى الكعبة قائلًا:                                                        

(اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ).

* يُكَرِّرُ الْمُعْتَمِرُ ذلكَ (ثلاث مرات) مع الدعاء بينهما بما شاء مِنَ الخير لنفْسه ولجميع المسلمين، ثم يذهب إلى الصَّفَا وهو يسير سَيْره العادي، حتى يَصِلَ إلى الأعْلام الخضراء فيسعى الْمُعْتَمِرُ بينها، سعيًا شديدًا، حتى يَصِلَ إلى الأعْلام الخضراء الثانية، مع قراءة القرآن وذِكْرِ الله تعالى والاستغفار والدعاء بما شاء مِنَ الخير له ولجميع المسلمين، حتى يَصِلَ إلى الصَّفَا.

* الذهابُ مِنَ الصَّفَا إلى الْمَرْوَة يُعتبرُ شوطًا واحدًا، والعَوْدةُ مِنَ الْمَرْوَة إلى الصَّفَا يُعتبرُ شوطًا ثانيًا.

* يبدأ السَّعْي مِنَ الصَّفَا، وينتهي عند الْمَرْوَة.

(19) عند الانتهاء مِنَ الشوط السابع عند الْمَرْوَة، يقوم الرَّجُلُ بحَلْقِ أو تقصير جميع شَعْر رأسه، والحَلْقُ أفْضَلُ.

* وأما المرأة فإنها تجمعُ شَعرَ رأسها وتَقُصُّ منه قَدْرَ عُقْلَة الإصبع.

(20) يرتدي الْمُعْتَمِرُ ملابسه العادية، وبذلك يَحِلُّ له كل ما حَرُمَ عليه قبل بدء العُمْرَة.

(21) إذا أراد الْمُعْتَمِرُ أن يُغَادِرَ مَكَّةَ، فإنه يطوف حَوْلَ الكعبة طواف الوداع بملابسه العادية.

وبهذا تكون قد تمَّتْ مناسك العُمْرَة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply