بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه فوائد مختصرة، من المجلد السابع عشر من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، أسأل الكريم أن ينفع بها الجميع.
الربا ورد فيه من الوعيد ما لم يرد في أي ذنب آخر دون الشرك:
• مسألة الربا من مشكلات العصر، ومن عظائم الأمور، ومن كبائر الذنوب، ومسألة الربا أمرها عظيم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه ورد في الربا من الوعيد ما لم يرد في أي ذنب آخر دون الشرك.
العمل في المؤسسات الربوية:
• الربا أكله عظيم ملعون آكله وملعون موكله وملعون شاهداه وملعون كاتبه وإذا كنت موظفًا في... البنك، وأنت تكتب معاملات الربا فإنك داخل في لعنة الله فعليك أن تطلب وظيفة في غيره حتى يُسر الله لك ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
• لا يجوز العمل في المؤسسات الربوية، ولو سائقًا أو حارسًا، وذلك لأن عمله في وظيفة في مؤسسات ربوية يستلزم الرضا بها، لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته، فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيًا به، والراضي بالشيء المحرم ينال من إثمه.
•من كان يباشر القبض والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك لاشك أنه مباشر للحرام.
• أبواب الرزق مفتوحة ولله الحمد، حتى لو تغذيت على أوراق الشجر في البرِّ، فلا تتغذ من مال ربوي، لأن الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسِّ.
المتحيلون على الربا أخبث من الذين يأكلون الربا صريحًا:
• المتحيلون على الربا أخبث من الذين يأكلون الربا صريحًا... هؤلاء لا أدري: هل يؤمنون بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أم هم يجهلون ذلك، أم هم يظنون أنهم يتحايلون بالمعاملة على رب العالمين، كما يتحايلون بها على المخلوقين؟
• يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه *إبطال التحليل*: يا لله العجبُ! كيف ينقلب الربا الذي هو من أعظم المحرمات، كيف ينقلب حلالًا بمجرد عقود صوري لا حقيقة له.
حيلة إلى الربا:
• لو أن رجلًا احتاج سيارة وجاء إلى تاجر وقال: أنا أحتاج السيارة الفلانية وقيمتها عشرون ألفًا وليس عندي عشرون ألفًا فقال التاجر: أنا أشتريها لك ولكني أقسطها عليك فذهب التاجر واشتراها من المعرض بعشرين ألفًا ثم باعها على هذا الذي عينها له بخمسة وعشرين ألفًا.
• هذه المعاملة حرام ولا تجوز، وهي حيلة إلى الربا، لأن حقيقتها أن التاجر أقرضك قيمة هذه السيارة بزيادة، والتحايل على الربا لا يقبله إلى بيع حلال، والتحايل على محارم الله لا يقبلها إلى حلال، بل يزيدها خبثًا إلى خبثها.
المساهمة في البنوك:
• المساهمة في البنوك فهي حرام بدون تفصيل، لأن أصل البنوك قائم على الربا، فهي في الحقيقية مكاسب ربوية أُسست على هذا الأساس، فالمساهمة فيها حرام بدون تفصيل.
لا يجوز أخذ الفائدة من البنوك:
• أقول إبراء لذمتي، وخروجًا من عهدة كتمان العلم، وإقامة للحجة على من سمع: إنه لا يجوز أخذ الفائدة من البنوك، سواء كانت البنوك أجنبية، أو كانت بنوك إسلامية.
الربا يدخل فيه كل مكيل مطعوم:
• القول الصحيح... أن الأرز والذرة والدخن وغيرها مما يكال ويطعم، يثبت به الربا، قياسًا على البر والشعير، لأن الشريعة الإسلامية لكمالها لا يمكن أن تُفرق بين شيئين متماثلين، كما أنه لا يمكن أن تساوى بين شيئين مختلفين.
الربا الاستثماري:
• الربا الذي يسميه المعاصرون (الربا الاستثماري) الذي ليس فيه ظلم. فنقول: إن الربا حرام سواء كان استثماريًا أو استغلاليًا.
التوبة من الربا:
• أخي المسلم والله لن تخلد في هذه الدنيا، والله لن تُخلد لدى الدنيا، والله إن هذا المال الذي تكسبه بهذه الطريق نار عليك، وإنه غرم عليك، وغنيمة لمن يأتي بعدك، يرثه من لا يقول: رحمك الله، فاتق الله في نفسك، وارجع، وتب إلى ربك.
بيع الذهب القديم بذهب جديد مع دفع الفرق:
• لا يجوز أن تبدل ذهبًا رديئًا بذهبٍ طيبٍ، وتعطى الفرق، فهذا محرم ولا يجوز... وإذا كان عند المرأة ذهب رديء، أو ذهب ترك الناس لُبسه، فإنها تبيعه في السوق، ثم تأخذ الدرهم وتشتري بها ذهبًا طيبًا تختاره.
الاتجار بالدخان، وتأجير الدكان لمن يبيع الدخان:
• الدخان محرم، وثمنه محرم أيضًا، فلا يجوز الاتجار به بيعًا وشراءً، ولا يجوز أيضًا أن يؤجر الدكان لمن يبيع به الدخان، لأن ذلك من باب التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثمِ وَٱلعُدوَٰنِ﴾ [المائدة:2].
دَين الميت:
• الميت إذا مات وعليه دين فإنه لن يبقى قرير العين في القبر، ولهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" ويجب على الورثة... أن يبادروا بقضائه حتى قال العلماء يقضون دينه قبل أن يدفنوه.
• ما يفعله بعض الورثة الآن من كونهم لا يهتمون بالدّين فهو غلط وخطأ وجناية على الميت، فالواجب المبادرة.
• لا يلزم ورثة الميت أن يسددوا دينه إذا كان ما خلفه لا يكفى لقضاء الدين، ولكن يجب عليهم أن يبذلوا جميع ما خلف في قضاء دينه، لأن الله تعالى أثبت المواريث بعد الدين والوصية... وقضاء دين الوالد من أفضل الأعمال لأنه بر وصدقة.
التأمين:
• التأمين على الحياة، لا شك أنه لا يجوز، وذلك لأن العقد دائر بين غائم وغارم، وكل عقدٍ دائر بين غانم أو غارم فإنه من الميسر.
• التأمين على السيارة وهو أن يتفق مع الشركة أن يسلم لها كل شهر خمس مئة ريال مثلًا، على أنه إن تلفت السيارة ضمنوها له، وإن أصابها عطل دون التلف يصلحونها له، وهذا لا يجوز.
• قد يكون التأمين إجباريًا... نقول: ادفع التأمين، واعتقد أنك مظلوم فيه، وأن الذي أجبرك عليه فسوف تأخذ من حسناته يوم القيامة، فإن بقي من حسناته شيء وإلا أُخذ من سيئات المظلومين وطُرح عليه، ثم طُرح في النار.
• إذا كنت في بلد يجبرون على التأمين، فادفع، وتكون مظلومًا، فإذا قدر الله أن يكون عليك حادث، فخذ ما قدر ما دفعت.
تأجير الدكان لمن يستعمله في معصية الله:
• لا يجوز للإنسان أن يؤاجر دكانه لمن يتخذه لبيع شيء محرم، أو لعمل شيء محرم فمثلًا إذا جاء شخص يستأجر مني هذا الدكان وأن أعرف أنه... إنما استأجره ليحلق فيه اللحي، فإنه لا يجوز أن أواجره.
الإسراف، الاستدانة لأمر كمالي:
• لا يحل لأي إنسان أن يسرف في إنفاقه لا في الأكل ولا في الشرب ولا في اللباس ولا في غيره، وأشد من ذلك وأخطر ما يفعله بعض الناس من الاستدانة لأمر كمالي.
نظر الرجل إلى مخطوبته:
• نظر الرجل إلى مخطوبته جائز ولكن بشروط:
الأول: أن يغلب على ظنه إجابته.
الثاني: أن يكون عازمً على الزواج منها.
الثالث: ألا يكون ذلك في حال الخلوة.
الرابع: ألا يكون النظر بشهوة.
الخامس: أن يأمن ثوران الشهوة.
• لا يجوز أن يكون بين الخطيب وخطيبته أي علاقة، لا ملاقاة ولا مكالمة في الهاتف، ولا غير ذلك، لأنها أجنبية عنه.
التأني وعدم التسرع في إجابة الخاطب:
• يجب أن يتأنى الناس في إجابة الخاطب حتى يظهر لهم الأمر تمامًا، وإذا كنا فيما سبق نسأل عن الرجل مرة، فيجب أن نسأل عنه الآن عشر مرات أو أكثر، لأنه من الناس الآن من زوَّج... فتبين أن الرجل لا يصلي وأنه يشرب الخمر وأنه يستهزئُ بالدين.
• يجب علينا أن تخير لفتياتنا من نعلم أنه رجل صالح في دينه وخُلُقه، حتى لا نقع في النار وبعد ذلك نندم عما حصل وكثير من النساء الآن يتمنين غاية الأمنية أنهن لم يتزوجن ممن تزوجن به، ويتمنين الخلاص ويستعين له بكل طريق إلى ذلك.
البلاء الذي أصاب المسلمين:
• إنني أنصح إخواني المسلمين، وأقول: إن ما أصاب المسلمين من البلاء، ومن الخذلان، ومن التفرق، ومن تسلط الأعداء، إنما هو بفعلهم، وبما كسبوا، وبذنوبهم، وبإيثارهم الدنيا على الآخرة.
الرشوة:
• الرشوة أن يبذل مالًا من أحل إبطال ما يجب عليه، أو فعل ما يحرم عليه، مثاله: إنسان أعطى القاضي مالًا... لأجل أن يحكم له فهذا حرام، أو إنسان أعطى شخصًا رشوة من أجل أن يقدمه في الوظيفة على فلان، فهذا أيضًا حرام ورشوة.
• من أعطى مالًا ليتوصل إلى حق له، فهذا معذور، والإثم على من أخذ هذا المال مثال ذلك أن يكون شخص مستحقًا للوظيفة والدور واصل إليه لكن جعل المسؤول عن الوظائف يُماطلُ، فهنا يجوز أن يعطيه مالًا لأخذ ما يستحق والإثم على الأخذ.
قاعدة في الرضاعة:
• سأعطي إخواني قاعدة: إن الرضاع لا يؤثر إلا في الرضيع وذريته، أما إخوته وآباؤه وأمهاته فلا دخل لهم في الرضيع.
دعوة إلى كثرة الإنجاب، وعدم تحديد النسل:
• الذي أدعو إخواني المسلمين إليه أن يحرصوا على كثر الإنجاب... لكن قد تدعو الحاجة إلى عدم الحمل، مثل أن تكون الأم مريضة، أو ضعيفة الجسم، لا تستطيع أن تحمل كل عام، فحينئذ تستعمل ما يمنع الحمل إلى مدة معينة.
• القول بتحديد النسل غلط وسفه، افرض أنك حددت النسل بأربعة مثلًا، ثم جاءهم حادث فقضى عليهم، فإنك تبقى بلا أولاد.
الوساوس:
• الغفلة عن الأوراد الشريعة، ونقص التوكل على الله عز وجل، والجهل تحصل به هذه الوساوس، فعليك بالعلم المضاد للجهل، وبالأوراد المضاد للغفلة، حتى يسلمك الله.
• أمر عليه الصلاة والسلام أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم، وأن يعرض، فيعرض عن هذا وكأنه ما جرى، فإذا فعل ذلك وتلهى عن هذه الوساوس رفعها الله عنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد