الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الجزء الأول من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم، للعلامة العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
العلم والإيمان والتقوى:
• لا ريب أن الإنسان يُؤتى العلم بحسب ما معه من الإيمان، والهدى، والتقى، كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾[محمد:17] وقال تعالى: ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهتَدَواْ هُدى﴾[مريم:76].
الاستعانة بالله في كل شيء:
• الإنسان ينبغي أن يستعين بالله في كل شيء حتى في الأمور الصغيرة، كالذهاب، والمجيء، والأكل، والشرب، واللباس، لأن الاستعانة من العبادة، وإذا استعان الإنسان بربه، يسّر له الأمر وسهّله عليه.
من يظن أن في دين الإسلام قصورًا:
• لا أحد يظن أن في دين الإسلام قصورًا إلا أن يكزن قاصرًا في فهمه، أو قليلًا في علمه، أو سيئًا في قصده، أما حسن النية الذي آتاه الله علمًا وفهمًا فإنه يدري ويعلم علم اليقين أن دين الإسلام ليس فيه قصور، وهو مستقيم لا اعوجاج فيه.
البداية والنهاية، لابن كثير رحمه الله:
• إنني أحث إخواني المسلمين على قراءة السيرة النبوية من الكتب الموثوق بها، مثل *البداية والنهاية* لابن كثير رحمه الله، فإنه كتاب جيد جدًا في بابه.
محبة انتصار بعض الكفار على بعض:
• لا حرج علينا إذا أحببنا أن ينتصر بعض الكفار على بعض، لكونهم أهون من الآخرين، وأقل خطرًا على الإسلام والمسلمين، لكن الجميع يجب علينا أن نتبرأ منهم، وأن نعاديهم، وألا يكون بيننا وبينهم ولاء.
التأني في الأمور وعدم التسرع:
• أحث إخواني ولا سيما الشباب على العلم، والفهم، والتأني في الأمور، وعدم التسرع في الحكم على الشيء، حتى يتقين إتقانًا بينًا، لأن المقام خطير، والكلمة الخطأ قد يصعب انتشال الناس منها فيما بعد.
الاستفتاح بسورة الفاتحة في كل شيء:
• فاتحة الكتاب... بعض الناس يستفتح بها في كل شيء، ويجعلها الشورى التي يتبرك بها في كل مناسبة، وهذا شيء من البدع، لأنه لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح الأمور بها في كل مناسبة وإنما كان يبتدئ بها في قراءة الصلاة.
تقسيم الكذب إلى أبيض وأسود:
• يقولون: إن الكذب الأبيض هو الكذب الذي لا يترتب عليه إتلاف مال ولا إتلاف نفس، وإن الكذب الأسود هو الذي يترتب عليه شيء من ذلك، فنقول: إن الكذب كله أسود، وليس في الكذب شيء ممدوح.
• الكذوب المعروف عند الناس بالكذب لا يوثق بخبره، حتى وإن كان صادقًا، لأن الناس يحكمون على الإنسان بغالب أحواله، ويصفونه بغالب أخلاقه، فعلى المسلم أن يبتعد عن الكذب كله صغيره وكبيره، ما تضمن الظلم منه وما لم يتضمنه.
من إفساد المنافقين في الأرض:
• المنافقون... يعطون للمسلمين ألسنة طيبة وقولًا معسولًا، فيظن المؤمنين أنهم من أوليائه فيفضي إليهم بأسراره، ولكنهم كاذبون في ذلك، ويحصل بهم الفساد، حيث يحصلون على أسرار المؤمنين وينشرونها بين الكفار.
• من إفساد المنافقين في الأرض أيضًا أنهم يريدون أن تمحى شريعة الله عز وجل، وأن يكون الحكم والتحاكم إلى الطاغوت، والطاغوت كل نظام يخالف شرع الله... فالمنافقون يحاولون بكل جهودهم أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله.
•من إفساد المنافقين أنهم يؤذون أتباع رسول الله لعلهم يحدون من التمسك بشريعته.
• من إفساد المنافقين أنهم يثبطون عن الجهاد في سبيل الله وعن قتال أعداء الله، لأن أعداء الله يوافقونهم في الكفر، فالكل كافر، لكن هؤلاء مخادعون يظهرون الإسلام والكافرون صرحاء أشجع منهم يعلنون كفرهم ولا يبالون.
• من إفساد هؤلاء أعنى: المنافقين في الأرض أنهم يوالون أعداء الله، ويتولونهم أكثر مما يتولون المؤمنين، لأن أعداء الله الكفار إخوانهم، إخوانهم في الكفر، إخوانهم الحقيقيون، لأنهم متفقون وإياهم على الكفر بالله سبحانه وتعالى.
• أنواع فسادهم في الأرض كثيرة يعرفها من تتبع الآيات الكريمة في كتاب الله عز وجل كما في هذه السورة [البقرة]، وكما في سورة آل عمران، وكما في سورة النساء، وكما في سورة التوبة، وكما في سورة الأحزاب، وكما في سورة المنافقين.
• على المؤمنين المتبعين لرسول الله صلى اله عليه وسلم الصبر على أذيتهم القولية أو الفعلية، التصريحية أو التلميحية وليعلموا أن الله عز وجل جاعل كيدهم في نحورهم.
• نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي الإسلام من كيدهم وأن ينصر المسلمين عليهم.
الذي يدعو إلى فساد يزعم أنه يدعو إلى صلاح:
• كل إنسان يدعو إلى باطل فإنما يزعم أنه على حق، وكل إنسان يدعو إلى فساد فإنما يزعم أنه يدعو إلى صلاح، فإذا قال قائل: بأي شيء يوزن الصلاح والفساد والحق والباطل؟ قلنا: بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
من رغب عن دين الإسلام فهو سفيه مهما بلغ من الذكاء:
• كل إنسان يرغب عن دين الإسلام فإنه سفيه مهما بلغ من الذكاء، ومهما بلغ من الإدراك، لكنه لو كان راشدًا عاقلًا عقل تصرف وتدبير، لكان متبعًا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الخوف والرعب عند المنافقين:
• المنافقون عندهم من الخوف والرعب ما يجعلهم يظنون أن كل صيحة عليهم، وأن كل وعيد لهم، وأن كل إنذار لهم أيضًا، فهم جبناء ضعفاء لا يستطيعون أن يقاوموا الحق لقوته أمامهم، وضعفهم أمامهم.
الجنة والنار لا تفنيان أبد الآبدين:
• من عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أن الجنة والنار موجدتان الآن، وأنهما لا تفنيان أبد الآبدين، وإن كان قد ذكر في أبدية النار فإنه خلاف مرجوح، فالراجح بل المتيقن القول: إن النار لا تفنى، كما أن الجنة لا تفنى.
من اتبع هدى الله فلا يحاف ولا يحزن:
• المؤمن المتبع لهدى الله هو الذي غنم، غنم وسلم، فلا يحزن على ما مضى من زمانه، لأنه استغله فيما ينفع، ولا يحزن على ما يستقبل، لأنه قد وُعد بالثواب الجزيل، والنجاة من العقاب، لأتباعه هدى الله عز وجل.
تدبر القرآن الكريم وتفهم معانيه:
• أحث إخواني المسلمين على تدبر كتاب الله عز وجل وتفهم معانيه، والرجوع فيما لا يعرفونه إلى أهل العلم ليبينوه لهم، وإن لم يتيسر ذلك فإلى كتب التفسير الموثوق بها، كتفسير ابن كثير، وتفسير شيخنا السعدي وتفسير القرطبي، وتفسير الشوكاني
• كلما كان الإنسان أشدّ إقبالًا على القرآن الكريم، وإيمانًا به، وحبًا له، وتدبرًا لآياته، كان به أفهم.
كل ما يخالف الشرع فهو مخالف للعقل:
• كل ما يخالف الشرع فهو مخالف للعقل، لكن المراد بالعقل العقل الصحيح السالم من الشبهات والشهوات، أما العقل الفاسد المغمور بالشهوات والشبهات فليس بعقل ولهذا يصف الله الكفار بأنهم ﴿صُمُّ بُكمٌ عُمي فَهُم لَا يَعقِلُونَ﴾[البقرة:171].
الذكاء والعقل:
• الذكاء شيء والعقل شيء آخر، فالعقل ما يعقل الإنسان عما يضره ويمنعه مما يضره، والذكاء هو سرعة إدراك الأمور وفهمها.
الصبر:
• الإنسان الذي لا يصبر لا يتم له مطلوبه، فإن كثيرًا من الأمور لا تأتي بسهولة، بل تحتاج إلى تحمل وصبر.
الفزع إلى الصلاة عند وجود الكرب:
• ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر_ يعني كربه أو شق عليه_ فزع إلى الصلاة، وذلك لأن الصلاة تنسى الإنسان الدنيا إذا كان مخلصًا فيها، فإن الإنسان يقف بين يدي الله عز وجل يناجيه... فيتسلى بها... عن أمور الدنيا.
من يعترض على شرع الله:
• لا يعترض على شرع الله إلا من كان سفيهًا، وذلك لأن السفيه لا يعرف الحكمة، أو يعرفها ويسلك خلافها، ومن لا يعرف الشيء لا يرتضيه.
تمام عدل الله عز وجل:
• تمام عدل الله عز وجل، حيث قال: ﴿وَإِنَّ فَرِيقا مِّنهُم لَيَكتُمُونَ ٱلحَقَّ وَهُم يَعلَمُونَ﴾[البقرة:146] ولم يقل: *إنهم ليكتمون الحق* لأن منهم من أقرّ بالحق وآمن، كعبدالله بن سلام من اليهود، والنجاشي من النصارى.
فوائد تصدير الخطاب بهذا النداء: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾:
• ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ إذا صدّر الله الخطاب بهذا النداء، فإنه يستفاد منه ثلاث فوائد:
الأولى: أهمية ما سيوجه إلى المؤمنين.
الثانية: أن امتثال ما سيوجه إليهم من مقتضيات الإيمان.
الثالثة: أن مخالفته نقص في الإيمان.
من فوائد الصبر:
• للصبر فوائد كثيرة، منها: الأجر الكبير. ومنها: ترويض النفس على الانضباط. ومنها: أن الصبر سبب لحسن العاقبة. ومنها: أن الله مع الصابرين ومنها: أن الإنسان تهونُ عليه المصائب، فيما إذا أُصيب بمصيبة، ثم صبر واحتسب.
• كل من كان بينه وبين شخص علاقة لغير الله، فإنه سوف يندم على هذه العلاقة، ويتبرأُ كلّ من الآخر، ويشهد لهذا قول الله تعالى: ﴿ٱلأَخِلَّآءُ يَومَئِذِ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلمُتَّقِينَ﴾[الزخرف:67].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد