كيف أصل إلى الجنة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فإن الجواب على هذا السؤال كما يلي:

فالوصول إلى الجنة سهل وصعب في نفس الوقت. فهو سهل على من صدق الله بقلبه وفعله وقوله، وصعبٌ على من كذب بقلبه ولم يعمل بفعله واستهزأ بقوله.

أما عن الصادق، فطريقه يكون بالتوحيد والحلال وحفظ اللسان وحفظ الفرج مع حسن النية وإخلاص العمل لله عز وجل، وخصوصا الحفاظ على أوقات الصلاة.

هكذا تكتمل طاعة الله فيما أمر ونهى، فمن حقق هذه الأسس السبعة ومات فليس له جزاء إلا الجنة. فإن نُوحد الخالق بأفعالنا، ونُطعم بطوننا من حلال أموالنا، ونُخرج من ألسنتنا أفضل أقوالنا، ونحفظ فروجنا من شر أعمالنا، ونكون مع الله بصدق نياتنا، ونُطهر قلوبنا بكمال إخلاصنا لله وحده، ونجاهد بأبداننا في كل أوقات صلواتنا، فهذا نصف الإيمان عند المسلم. والنصف الثاني هو محاسبة النفس ومعاتبة الضمير، ومراجعة الأعمال عند كل فعل بين حله وحرامه، وأن نقف عند حدود الله، ومحبة السنة والعمل بها قدر الاستطاعة منا دون تقصير أو غلو. فحياتنا مبنية على الضمير الإنساني، فمن أخطأ في حق نفسه تُجاه ربه ولم يُأنبه الضمير على التفريط في العبادة، فهذا تائه في صحراء الغفلة. وإن حقيقة التوحيد هي الاعتقاد الصحيح وليس الطواف حول الضريح.

واعلم أن التوكل على الله عز وجل وحده في كل الأمور هو جزء من التوحيد، ومن يخشى الفقر والرزق فتوكله هذا ضعيف. وإن الحلال هو من حلاوة الحياة في الدنيا، واللسان يُحفظ بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم ونشر العلم.

وأما عن الفرج، فحِفظه بالصيام والصبر.

وأما النية، فمبدؤها هو حب الخير للغير، وأصلها ابتغاء الأجر والثواب من الله وحده دون ثناء أحد من الناس.

وأما عن الإخلاص، فأساسه هو الصدق مع الله في كل صغير وكبير.

وأما عن الصلاة، فبسببها تُفتتح أبواب الرحمة على المصلين في الدنيا والآخرة.

وأما عن الزكاة والحج، فهما حسب الاستطاعة المالية والبدنية. فالإسلام كما قال أهل العلم *هو الاستسلام لله بالتوحيد*، والتوحيد هو لب الإسلام. وأما الإيمان فهو لباس الإسلام، والعلم هو الطريق للوصول إليهما، والإحسان هو تاج الإسلام.

وأما ما يناقض هذه الأسس السبعة هو الشرك، هادم دينك لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}[النساء: 48].

والحرام هادم كرامتك، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به"(رواه أحمد)وهو ضعيف.

واللغو هادم حسناتك لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الأعضاء كلها تَكْفُرُ اللِّسان، تقول: اتَّقِ الله فِينَا، فإنما نحن بِك؛ فإن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وإن اعْوَجَجْت اعْوَجَجْنَا" (رواه الترمذي).

والفاحشة تهدم أخلاقك، فهي أثقل الذنوب وأخبث الأعمال وأسوأ الأفعال وشر السيئات، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كالظلة على رأسه..." (السلسلة الصحيحة).

وقصد سيء هادم لمروءتك لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، ثم قال: "ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"(رواه الشيخان).

وهجرة القلب تبدأ بالحب ثم التمني ثم القصد، إما قصد طيب أو خبيث. ورياء هادم أعمالك، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اليسير من الرياء شرك" ضعيف الترغيب. أو نفاق هادم إيمانك، وإن كان للنفاق مراتب، لكن كل المراتب تزعزع الإيمان من قلبك وأشدها من يُخفي الكفر ويُظهر الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}[النساء: 145].

وأما عن ترك الصلاة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" رواه الترمذي وغيره. ومعنى بيننا وبينهم أي الكفار، ولا يصح تأخيرها من غير عذر لأن هذا من مبطلاتها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply