بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
معنى صلاة الجماعة:
صلاة الجماعة: معناها إقامة الصلاة مع جماعة من المسلمين.
فضل صلاة الجماعة:
1. روى الشيخان عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ (المنفرد) بسبع وعشرين درجة".(البخاري ـ حديث 645 / مسلم ـ حديث 650).
2. روى مسلم عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".(مسلم ـ حديث 232).
3. روى مسلم عن عثمان بن عفان أن النبي ﷺ قال: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".(مسلم ـ حديث 656).
صلاة الجماعة للرجال في المساجد:
إقامة الصلوات الخمس المفروضة للرجال جماعة في المساجد واجبة على كل مسلم، ذكر، بالغ، عاقل، قادر على الذهاب إلى المساجد، ولا يجوز تركها إلا لعذر شرعي. (البخاري ـ كتاب الأذان ـ باب: 29 وجوب صلاة الجماعة).
- (المحلى ـ لابن حزم ـ جـ4 ـ صـ188 ـ رقم: 485).
- (المغني ـ لابن قدامة ـ جـ3 ـ صـ5).
- (مجموع فتاوى ابن تيمية ـ جـ23 ـ صـ239:240).
- (سبل السلام ـ للصنعاني ـ جـ2 ـ صـ358).
- (نيل الأوطار ـ للشوكاني ـ جـ3 ـ صـ170).
- (الشرح الممتع ـ لابن عثيمين ـ جـ4 ـ صـ95).
الأدلة على ذلك:
1. أمر الله تعالى نبيه ﷺ بإقامة الصلاة جماعة في حال الخوف.
* قال تعالى: }وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا{(النساء: 102).
- هذه الآية دليل على أن وجوب صلاة الجماعة في حال الأمان والطمأنينة أولى.
2. همَّ النبي ﷺ بتحريق رجال يتخلفون عن صلاة الجماعة في المساجد، وهذا دليل على أن ترك صلاة الجماعة معصية.
* روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء".(البخاري ـ حديث 644 / مسلم ـ حديث 651).
- قوله: (عرقًا سمينًا) أي عظمًا عليه بقية لحم قليلة.
- قوله: (مرماتين) أي قدم الشاة.
- قوله: (لشهد العشاء) أي لحضر صلاة العشاء.
3. لم يرخص النبي ﷺ للرجل الأعمى أن يصلي في بيته.
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله ﷺ أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟" قال: نعم. قال: "فأجب".(مسلم ـ حديث 653).
فوائد صلاة الجماعة في المساجد:
ذكر الإمام أحمد بن حجر العسقلاني (رحمه الله) فضل حضور صلاة الجماعة في المساجد في الأمور التالية:
1. إجابة المؤذن بنية الصلاة في الجماعة.
2. التبكير إلى الصلاة في أول الوقت.
3. المشي إلى المسجد بالسكينة.
4. دخول المسجد قائلًا دعاء دخول المسجد.
5. أداء صلاة تحية المسجد.
6. انتظار صلاة الجماعة.
7. صلاة الملائكة على المصلي واستغفارهم له.
8. شهادة الملائكة للمصلي.
9. إجابة الإقامة للصلاة.
10. السلامة من الشيطان حين يفر عند الإقامة.
11. الوقوف منتظرًا إحرام الإمام أو الدخول معه في أي هيئة وجده عليها.
12. إدراك تكبيرة الإحرام.
13. تسوية الصفوف وسد فرجها.
14. جواب الإمام عند قوله سمع الله لمن حمده.
15. الأمن من السهو غالبًا، وتنبيه الإمام إذا سهى بالتسبيح أو الفتح عليه.
16. حصول الخشوع والسلامة عما يلهي غالبًا.
17. تحسين الهيئة غالبًا.
18. احتفاف الملائكة بالمصلي.
19. التدرب على تجويد القرآن الكريم.
20. إظهار شعائر الإسلام.
21. مخالفة وإذلال واحتقار الشيطان بالاجتماع على العبادة، والتعاون على الطاعة، ونشاط المتكاسل.
22. السلامة من صفة النفاق ومن إساءة غيره الظن بأنه ترك الصلاة رأسًا.
23. رد السلام على الإمام.
24. الانتفاع باجتماع المصلين على الدعاء والذكر.
25. قيام نظام الألفة بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات.
26. الإنصات عند قراءة الإمام والاستماع لها.
27. التأمين عند تأمين الإمام ليوافق تأمين الملائكة. (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ2 ـ صـ134:133).
أعذار التخلف عن صلاة الجماعة:
نستطيع أن نوجز أعذار التخلف عن صلاة الجماعة في المساجد في الأمور التالية:
1. المطر الشديد، الريح العاصف، البرد الشديد، الحر الشديد، الوحل الشديد.
* روى البخاري عن نافع أن ابن عمر إذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ثم قال: "ألا صلوا في الرحال". ثم قال: "إن رسول الله ﷺ كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول: "ألا صلوا في الرحال". (البخاري ـ حديث 666).
* روى البخاري عن عبد الله بن الحارث قال: "خطبنا ابن عباس في يوم ذي ردغ، فأمر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة قال: قل الصلاة في الرحال، فنظر بعضهم إلى بعض كأنهم أنكروا. فقال: كأنكم أنكرتم هذا، إن هذا فعله من هو خير مني، يعني النبي ﷺ، إنها عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم". وعن حماد عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس نحوه غير أنه قال: "كرهت أن أؤثمكم فتجيئون تدوسون الطين إلى ركبكم".(البخاري ـ حديث 668).
- قوله: (ردغ) أي طين وحل.
2. حضور الطعام مع الحاجة إليه، ومدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط.
* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان".(مسلم ـ حديث 560).
- قوله: (الأخبثان) أي البول والغائط.
3. تناول كل ما له رائحة كريهة، كالثوم والبصل ونحوهما.
* روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال (في غزوة خيبر): "من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يقربن مسجدنا". (البخاري ـ حديث 853 / مسلم ـ حديث 561).
4. المرض الشديد الذي يمنع صاحبه من الذهاب إلى المساجد.
* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ﷺ قال في مرضه: "مروا أبا بكر يصلي بالناس".(البخاري ـ حديث 716).
5. غلبة النعاس على المصلي لأنه قد لا يدري ما يقوله في صلاته.
* روى البخاري عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه".(البخاري ـ حديث 212).
6. الخوف على النفس والمال. (الأم ـ للشافعي ـ جـ1 ـ صـ155: صـ156) (المغني ـ لابن قدامة ـ جـ1 ـ صـ373: صـ380).
العدد الذي تنعقد به الجماعة:
أجمع أهل العلم على أن أقل عدد تنعقد به الجماعة اثنان، وهو أن يكون مع الإمام شخص آخر.
* روى الشيخان عن مالك بن الحويرث قال: أتى رجلان النبي ﷺ يريدان السفر، فقال النبي ﷺ: "إذا أنتما خرجتما فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما". (البخاري ـ حديث 630 / مسلم ـ حديث 674).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد