الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مُقتَرَحُ خُطبَة الجُمُعَةِ الأُولَى مِن شَهرِ المُحَرَّمِ، وَدُرُوسُ هذا الأُسبُوعِ، وَدُرُوسُ النِّسَاءِ:
1- فَضَائِلُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ.
2- فَضَائِلُ وَمَنزِلَةُ يَوْمِ عَاشُورَاء.
3- الحَثُّ عَلَى صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.
4- مَرَاتِبُ صِيَامِ عَاشُورَاءَ.
الهَدَفُ مِنَ الخُطبَةِ: التذكير بموسم آخر من مواسم الخيرات والبركات: شهر الله المحرم، وتذكير بفضائل يوم عاشوراء، والحث على صيامه.
مُقَدِّمَةٌ ومَدَخَلٌ للمُوْضُوعِ: أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، فإن شهر الله المحرم شهرٌ عند الله عظيم والعمل فيه كريم؛ ولذا فقد اختُص بخصائص تدل على منزلته وفضله؛ ومنها:
1- أنه من الأشهر الحرم التي يعظم فيها العمل أمرًا ونهيًا:
قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ، السَّنةُ اثنا عَشَرَ شَهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشَعبانَ".
قال قتادة رحمه الله: *إن الله اصطفی صفایا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفی من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر؛ فعظموا ما عظم الله فإنما تعظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل*.
وسُمي المحرم بذلك لكونه شهرًا محرَّمًا وتأكيدًا لتحريمه.
2- ومن فضائله وخصائصه: إضافته إلى الله تعالى إضافة تعظيم وتشريف؛ فيقال: شهر الله المحرم؛ والمراد به جميع الشهر.
فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته؛ مثل: بيت الله وناقة الله.
قال ابن رجب رحمه الله: *ولما كان هذا الشهر مختصا بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مضافا إلى الله تعالى؛ فإنه له من بين الأعمال؛ فناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام*.
• وهذه لطيفةٌ وفائدةٌ: ذكرها أهل العلم: وهي لماذا خُصَّ الْمحرم بقَوْلهمْ: شهر الله دون سَائِر الشُّهُور؟ مَعَ أَن فِيهَا مَا يُسَاوِيه فِي الْفضل أَو يزِيد عَلَيْهِ كشهر رمضان!
• فممَا يُجَابُ بِهِ: أَن هَذَا الِاسْم إسلامي دون سَائِر الشُّهُور؛ فَإِن أسماء الشهورِ كُلهَا على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ اسْم الْمحرم فِي الْجَاهِلِيَّة صفر الأول وَالَّذِي بعده صفر الثَّانِي، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام سَمَّاهُ الله الْمحرم فأضيف إلى الله تعالى بِهَذَا الِاعْتِبَار.
3- ومن فضائله وخصائصه: أن الصيام فيه هو أفضل الصيام بعد شهر رمضان:
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ".
قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الصِّيامِ بعدَ رمضان، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ"؛ فكيفَ أكثرَ النبي صلى الله عليه وسلم من الصيامِ في شعبانَ دون المحرم؟ أجيبَ على ذلك بعدَّة احتمالاتٍ ذكرها أهل العلم، منها:
• أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بفضلِهِ إلاَّ آخر حياتهِ.
• أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كانتْ الأعذار من سفرٍ ومرضٍ تعترضه في هذا الشهر.
• أن صيام شعبان من قبيل صوم النافلة قبل الفرض فهو أشبه بالرواتب؛ وصيام المحرم من قبيل التطوع المطلق.
4- وهو الشهر الذي اختاره الصحابة في عهد عمر رضي الله عنهم ليكون أول السنة الهجرية:
فإن التاريخ السنوي لم يكن معمولًا به في أول الإسلام فكانوا يؤرخون بالأحداث لا بالأرقام؛ مثل: عام الرمادة، وعام حرب البسوس، وعام الفيل.
حتى كانت خلافة عمر رضي الله عنه وبعد ثلاث سنوات من خلافته ومع اتساع رقعت البلاد الإسلامية واحتاج المسلمون أن يؤرخوا لرسائلهم وكتاباتهم وأن يؤرخوا للعقود والقروض فيما بينهم؛ فقد كتب إليه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول له: *إنه يأتينا منك كتب ورسائل ليس لها تاريخ*.
فجمع عمرُ الصحابةَ رضي الله عنهم ليستشيرهم من أين يبدأون التاريخ؟ فقال بعضهم: أرِّخوا كما تؤرِّخُ الفُرسُ بمُلوكِها، كلَّما هلك ملِكٌ أرَّخوا بولايةِ مَن بعدَه. فكرهَ الصَّحابةُ ذلك، وقال بعضهم: أرِّخوا بتاريخ الرُّومِ، فكرِهوا ذلك أيضًا، وقال بعضهم: أرِّخوا مِن مَولد النَّبي صلى الله عليه وسلم، وقال آخرون: مِن مبعثِه. وقال آخرون: من هجرته، فقال عمر: نؤرخ من الهجرة؛ لأن الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وجعلوا مبتدأ التاريخ من السنة التي تمت فيها الهجرة.
ثم تشاوروا من أيِّ شهرٍ يكون ابتداءُ السَّنة.؟ فقال بعضُهم: من رمضان؛ لأنَّه الشَّهر الذي أنزلَ فيه القرآنُ، وقال بعضُهم: من ربيعٍ الأوَّل؛ لأنه الشَّهر الذي قدِم فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مهاجرًا، واختار عمرُ وعثمانُ وعليٌّ رضي الله عنهم أن يكونَ من المحرَّمِ؛ لأنَّه شهرٌ حرامٌ يلي شهر ذي الحجةِ الذي يؤدي المسلمون فيه حجَّهم الذي به تمامُ أركانِ الإسلام، والذي كانت فيه بيعةُ الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم والعزيمةُ على الهجرةِ؛ فكان ابتداءُ السَّنةِ الهجريَّة من شهرِ الله المحرَّم.
5- ومن أعظم فضائله: أن فيه يوم عاشوراء؛ (وهو اليوم العاشر منه).
ذلكم اليوم العظيم الذي نجَّى اللهُ تعالى فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وجنده، وفرَّق فيه بين الحق والباطل.
قَالَ تعالى عَنِ هَذَا الْحَدَثِ العظيم: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ}.
وقال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسرائيل الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسرائيل وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتنَا لَغَافِلُونَ}.
وقد صامه موسى عليه السلام وقومُهُ شكرًا لله تعالى، وصامه اليهودُ من بعده؛ فصامه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسرائيل مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى عليه السلام فنحن نصومه، فقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أَحَقُّ وأولى بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. وفي رواية: "هذا يوم عظيم". لأن النبي صلى الله عليه وسلم، والذين آمنوا معه أولى الناس بالأنبياء السابقين.
كما قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحق وأولى بموسى من اليهود لأنهم كفروا به وحرَّفوا وانحرفوا.
وقيل أيضًا: أنه اليوم الذي أنجى الله فيه نوحًا عليه السلام وقومَهُ واستوت فيه السفينةُ على الجودي.
كما في رواية الإمام أحمد وزاد: *وهو الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوحٌ شكرًا*.
وهو يوم جليل قدره حتى عند أهل الجاهلية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام فزاده فضلًا وقدرًا.
ففي صحيح البخاري عن عائشةَ رضيَ اللّهُ عنها قالت: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ."
فكان صيامه في أول الأمر على الوجوب، ثم نسخ بفرض رمضان.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضل صيام يوم عاشوراء بأنه يكفر ذنوب سنة كاملة.
ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
وذكر ابن رجب رحمه الله في كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من وظائف، قال: *ومن أعجب ما ورد في عاشوراء أنه كان يصومه الوحش والهوام*.
وقد روي مرفوعًا: أن الصُّرَد أول طير صام عاشوراء؛ [أخرجه الخطيب في تاريخه، وقد روي ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه].
وروى عن أحد الزهاد قال: *كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه*!
ومما يحثنا على صيام يوم عاشوراء:
1- عموم النصوص التي تبين فضل وثواب الصيام؛ فلو أنك تأملت النصوص في فضل الصيام لوجدت أنه يستوى فيها صيام النافلة وصيام رمضان.
فباب الريان لمن أكثر من الصيام فرضًا ونفلًا، وشفاعة الصيام كذلك، وغيرها من النصوص التي وردت في فضل الصيام.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ؛ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ".
وغيرها من صور التكريم التي يحظى بها الصائم فلم تفرق بين فرض أو نافلة.
2- متابعة واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في صومه ومداومته عليه مما جعل صيامه سنة مؤكدة.
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء".
وعنه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان، ويوم عاشوراء"[رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
3- نصومه شكرًا لله؛ لأنه اليوم الذي أعز الله فيه التوحيد وأذل الكفر وأهله بإعزاز نبيه موسى عليه السلام، وإذلال فرعون الذي عاند الله تعالى وجحد ربوبيته.
ففي الحديث: "فَصَامَهُ مُوسَى عليه السلام شكرًا لله تعالى".
4- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع صيامه حتى مات.
ويتأكد هذا بما رواه أحمد والنسائي عن حفصة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر ".
5- ومما يحثنا على صيامه: وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ".
6- ومما يحثنا على صيامه: ما ورد في فضل صيامه من الأجر العظيم من تكفير ذنوب سنة كاملة؛ وكلنا في حاجة إلى هذه المغفرة في إدبار كل عام وإقبال آخر.
نسأل الله العظيم أن يعيننا على صيامه، وأن يغفر لنا ذنوبنا.
الخطبة الثانية: مراتب صيام عاشوراء.
1- إفراده وحده بالصوم؛ فقد ورد فيه فضل عظيم كما تقدم.
لكن كره بعض أهل العلم إفراده ورخص آخرون.
قال ابن باز رحمه الله: إن إفراده بالصوم مكروه للنهي عن التشبه باليهود.
وقد وردت النصوص الكثيرة في النهي عن التشبه بالكفار والأمر بمخالفتهم:
"خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى".
"فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".
"إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم".
"خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم".
ومنها النهي عن التطوع وقت طلوع، وغروب الشمس لعدم مشابهة الكفار في السجود لها.
بل بلغت مبالغة النبي صلى الله عليه وسلم في مخالفة اليهود أنهم قالوا عنه: *مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ*.
2- صيام يوم قبله: وهو اليوم التاسع وهذا الذى تمناه النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعله إن عاش إلى العام القادم لكنه مات قبله.
قال بعض أهل العلم: ومن المستحب للمسلمين أن يجمعوا بين صيام اليوم التاسع مع يوم عاشوراء.
وذلك لما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "لمّا صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى فقال: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وفي رواية: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع".
ولا تنس أن تنتوي بذلك مخالفة اليهود لتحظى بالأجر بإذن الله تعالى.
3- صيام يوم بعده: وهو اليوم الحادي عشر؛ لئلا يفرده بالصيام وعدم مشابهة اليهود.
4- أما أكمل المراتب: فقد ذكر العلماء صيام يومًا قبله ويومًا بعده.
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا عند أحمد وابن خزيمة وغيرهم وحسنه بعض العلماء وضعفه آخرون: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يومًا وبعده يومًا"وفى رواية: "أو بعده يومًا".
نسأل الله العظيم أن يعيننا على صيام يوم عاشوراء، وأن يجعلنا من المقبولين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد