سن الكمال وتتغير الأحوال


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

عندما نكبر فى العمر، ونتقدم في السن، سيكون شيء طبيعي ان تبلى أجسادنا وتتآكل مفاصلنا، وتنحني ظهورنا، وتضعف صحتنا و تتغير أحوالنا، لذلك نتعود على الألم ولا نجعله ينغص علينا حياتنا، ولا نكثر الشكوى، فالشكوى لغير الله مذلة، فما الألم إلا تحذير لنا بان نتريث في خطواتنا و نشاطاتنا ونعرف ما عطب في أجسادنا فنعالجة إن أمكن، بعد رحلة عناء وعطاء، نسأل الله القبول!!

نتذكر دائما ان ارتفاع الضغط والسكر عدونا الأول فى هذا العمر، فلا نفعل أي شيء يرفع لنا الضغط، ويزيد لنا السكر،  بقدر ما نستطيع، مع صعوبة هذا الامر، لان الاوضاع اصلا محملة بما يرفع الضغط، والله المستعان وعليه التكلان!!

تنقلنا بين احد عشر مدرسة، غير السفر خارج البلاد، وما من مكان الا تركنا فيه اثر باذن الله يكون طيبا مباركا، وحصلنا فيه علي اصحاب وأحباب هم افضل منا بكثير، وهم عزوتنا وأحبتنا وزرعتنا، وخرَٓجنا رجال في كل المجالات، أطباء ومهندسين، ومعلمين، ووكلاء، وشرطين، وغيرهم كثيرين، و كثير منهم من لم ينس الفضل بينا، فجزاهم الله خيرا كثيرا، ووفقهم في اعمالهم وحباتهم بما بنفع البلاد والعباد، وذلك كله بفضل الله وتوفيقه، اسال الله العظيم ان يتقبل منا ويجعله في موازين حسناتنا.

وانصح كل زميل عزيز، بعد بلوغ سن الكمال، لا تشغل بالك كثيرا بعملك القديم الذي فنيت فيه حياتك فقد تولاه غيرك ممن هم اكثر منك صحة ولديهم وجهات نظر تختلف عنك وقد جلسوا على عجلة القيادة مكانك وأنت لست من ركاب السفينة الان، خليك فى عالمك الجديد، انظر كيف تنفع بلدك ودينك من موقعك، وان استطعت فقط ان ترشد وتنصح فلك كل التقدير، وان كان بيدك فسيلة استطعت ان تزرعها، فازرعها ولا تتردد!! فالمعطاء تعود على ذلك، وسيظل كذلك حتي يواريه التراب ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وهذه هي الحقيقة الناصعة: {إنك ميت وإنهم ميتون * ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}[الزمر].

وكل امرئ وإن طالت سلامته        ***       لا بد يومًا على آلة حدباء محمول

لذلك لا تصطدم بالشباب واسمع لهم ولو كنت غير مقتنع، فهذا عصرهم وهذه ثقافتهم التى تختلف عن عصرك وثقافتك،ولا تجعل آراءهم الشاذة فى رأيك تبعدك عنهم، بل اصبر عليهم ووجهم  وارشدهم إلي رضي ربهم بما لا يعكر صفوهم، ولا ينغص يومهم، فهم الطاقة والروح لهذا العصر، وهم من سيخرجون خلف جنازتك ويترحمون عليك فاترك معهم ذكري طيبة لك.

واخيرا اقدم عذري ومعذرتي لمن اسأت اليه يوما في رحلتي وارجو منه ان يسامحني، واطلب الدعاء ممن كان بيننا وبينهم معروف، فلك أجر الدعاء لأخيك بظهر الغيب حيًا أو ميتًا.

اللهم تول أمرنا وأحسن ختامنا وارفع درجاتنا.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply