بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(إلى كل حاكم يعمل بشريعة الله في قومه، وإلى كل مَن ينتظر بزوغ نور الإسلام من جديد على يدِ أمتنا الكريمة، ليملأ ما طلعت عليه الشمس في العالمين خيرا وأمنا ورخاء وسلاما، ويثلج صدورَ أبنائها المجاهدين، وينهي فساد الفاسدين، وعبث المترفين ، وعنجهية المكابرين...).
أنشقى وتنفضُ المباهجُ قهقرى | وتغتالُنا أيامُ هجرِك في الورَى (1) | |
وننظرُ لاتُغري المحاجرَ ومضةٌ | يبوحُ بها الفجرُ الحزينُ لمَن يرَى | |
نسامرُ أشباحًا يرفُ خيالُها | على المقلِ. الإسهاد أتعبها السرَى (2) | |
وننصتُ والأصداءُ شجوٌ وحسرةٌ | ترامت على صدرِ المدائن والقرَى | |
وحمحمةٌ في صدرِ فرسانِ أُمَّةٍ | تؤجِّجُ بالجمرِ الإباءَ تَذَمُّرَا | |
على أمتي شجوي الطويلُ وحسرتي | ودمعي طمى حين التأملِ محجرَا | |
سباها الطغاةُ الآثمون برودَها | فَجُرِّدَ عزمٌ كانَ للسَّاحِ أجدرَا | |
أما آنَ للركبِ الذي هلَّ وجهُه | بديجورِهم أن يستعدَ ويثأرَا | |
فَيُخْزَى أثيمٌ لم يزلْ متجبرًا | ويَفنَى خؤونٌ لم يزل متكبرَا | |
ويُطوَى بدنيانا الكئيبةِ شرُّهم | وليلٌ يُرَى في أفقنا كان مقمرَا | |
فبئستْ ليالي الظالمين شعوبَهم | أناختْ ببلواها سنينَ وأشهُرَا | |
أنشقى وعندَ القومِ سيفٌ ومصحفٌ | تفيضُ به الآياتُ خيرًا مُسَخَّرَا! | |
وللقومِ ويح القوم إنَّ لعُريِهم | رداءً بدا بالمجدِ والفخرِ أخضرَا | |
أنشقى وبالإسلامِ كنَّا أعزَّةً | ولمَّا يزلْ يحيي التَّصحُرَ في الثَّرَى | |
وأهدى رحيبَ الأرضِ أمنًا ورفعةً | فما رأتِ الدنيا أجلَّ و أطهرَا | |
ويزكو الجَنَى والطيبُ يملأُ رِدْنَه | بساعدِ فضلٍ للمآثرِ شمَّرَا | |
بعهدٍ يواتيه السَّحابُ فينتشي | ويهتزُّ فينانًا ويمرعُ مزهِرَا | |
ويحلو به وجهُ الزمانِ فَبِرُّه | لكلِّ بني الدنيا أفاضَ وأسفرَا | |
ويهفو إلى أفيائه الناسُ إنَّه | لعهدٌ به صفوُ المنى ما تكدَّرَا | |
وقومي بَنوا بالدِّينِ في الأرضِ مجدَهم | فنعمَ الذي شادَ الحنيفُ وعمَّرَا | |
قد اتخذَ الإيمانَ باللهِ منهجًا | وأبدعَ من روحِ العقيدةِ منبرَا | |
على عالَمٍ يجني عليه طغاتُه | ولفُّوه بالبلوى وكان منشَّرَا | |
ويسقطُ طاغوتٌ وإن طالَ عمرُه | وإن شدَّ في ظلمِ الخلائقِ مئزرَا | |
ففرعون لم يبرحْ مكانَ هلاكِه | على قدرٍ لمَّا استخفَ وسيطرَا | |
وآخرُ أردتْهُ المنيَّةُ فانزوى | على ركنٍه المنهارِ مإذْ باتَ لايُرَى | |
ولم يبقَ إلا ذكرُه مدلهمَّةً | حكايا من اللعناتِ لن تتغيَّرَا | |
ولمَّا يقن للظلمِ والغيِّ منهجٌ | وكيف وقد صاغوه دينًا مزوَّرَا | |
وليس له في الفضلِ باعٌ و دولةٌ | تعيشُ وتبقى للمكارم محورَا | |
ومنهجُنا القرآنُ آياتُ دعوةٍ | إلهيَّةٍ أغنَى الأنامَ وبشَّرَا | |
يمرُّ علينا بالأمانِ صباحُه | ويملأُ في الإمساءِ دنياهُ عنبرَا | |
ولكننا عميٌ وشعبٌ مغفَّلٌ | وقد رضي الإذعانَ للعزِّ أنكرَا | |
ويبتهلُ الأبرارُ في موسمِ الرضا | ويدعون ربًّا للإجابةِ أقدرَا | |
ومن صدقهم تخطو البشائرُ خطوُها | عليها ضراعاتُ القلوبِ كما ترى | |
فإنَّ يدَ الإسلامِ تنقذُ أمَّةً | فمن هديه نورُ الفلاحِ تحدَّرا | |
فيا أمتي هبِّي وعودي بشمسِنا | وردِّي سنى الإسلامِ للناسِ مسفرَا | |
ويا أمَّتي أين الربيعُ وطيبُه | وأين رفيفُ الأنسِ ماكانَ مدبرَا | |
تبيعينني دارًا يهدِّمُها الأسى | وتمتلكين اليومَ قلبًا مدمَّرَا | |
فما أنا في المغنى الوريف ولا أنا | بدنيا لياليكِ الحِسانِ مخيَّرَا | |
سفحتِ صِبايَ الحُلوَ في حمأة النَّوى | فجرَّ أمانيَّ العِذابَ إلى ورَا | |
وما زلتُ والأوجاعُ تنهشُ مهجتي | أجوبُ سكونَ الليلِ قد ضرَّني السرَى | |
وأرقبُ فضلَ اللهِ في تيهِ حسرتي | وأسألُه الصَّبرَ الجميلَ لما عرَا | |
فما ماتَ قلبي أو طوى بكآبتي | فها أنذا أشدو لشرعِكِ في الورى | |
وإنِّي وإنْ عجَّ الجفافُ بأعيني | لأُبصرُ رغم الكربِ مسعاكِ أخضرَا | |
تهادى محيَّاهُ البسيمُ مُبَلَّجًا | ففاضتْ حنايا الكونِ مسكًا وعنبرَا | |
وطافتْ ببيداءِ الشعوبِ سحابةٌ | فأحيتْ بما يهمي الهدى مَنْ تبصَّرَا | |
ورفَّتْ أمانٍ ماتثنَّتْ ظلالُها | على الأرضِ لولا مَنْ أضلَّ وحذَّرَا | |
وأنبتت الآياتُ جنَّاتِ رحمةٍ | بأفيائها خطوُ الهدى ما تعثَّرَا | |
وأغنى ذوي الإيمانِ وعدُ نبيِّهم | فأزهرَ حقلٌ لليقينِ و أثمرَا | |
ولم يبق للطغيانِ والكفرِ مِن يدٍ | تطوِّقُ أعناقًا وجَوْرٍ تبخترَا | |
تدهدَهَ طاغوتٌ بأيدي عصابةٍ | رعى سعيَها ربُّ السماءِ وأظهرَا (3) | |
وهبَّتْ بأيديها الرياحُ رخيَّةً | وجندلت الفرسانُ بالحقِّ قيصرَا | |
وأطفأ أمرُ اللهِ نارَ مجوسهم | فباتوا بلا وعيٍ يقيمُ التَّنوُّرَا | |
وما هانَ في الذُّلِّ البغيضِ سوى الذي | نأى عن حياضِ النورِ جهلا وأدبرَا | |
ومن كلِّ إنسيٍّ مريدٍ تخاله | يعيشُ لوحشٍ في الفلاةِ تنمَّرَا | |
ومن كلِّ طاغوتٍ مشتْ في ركابِه | فلولُ رعاعٍ ليس تدري بما جرى | |
كأنَّهُمُ الصُّمُّ الذين تحدَّروا | على سفحِ بغيٍ للحنيفِ تنكَّرَا | |
ودانَ لخلاقِ السماءِ أخو الحجى | فما شطَّ عن هّدْيٍ هناك وغيَّرَا | |
وأشرق في وجهِ الزمانِ صباحُنا | يبعثرُ ما الليلُ المعربدُ عمَّرَا | |
فهذا بلالٌ فوقَ ذروةِ مجدِه | مع الفجرِ نادى للفلاح وكبَّرَا | |
وهذي الصحارى بالمبرَّاتِ أمرعتْ | وجاءَ هُداها بالربيعِ مبكِّرَا | |
وأغفتْ قُبَيْلَ الفتحِ في حلمٍ على | رفيفِ تغاريدِ التراحُم عُبِّرَا | |
تلفَّتَ حولَ الغارِ والنورُ غامرٌ | وما هي إلا أنْ أفاقَ وأبصرَا | |
وألفى ببيتِ اللهِ صوتَ مُحَمَّدٍ | وقد هزَّ بالحقِّ الضَّلالَ ودمَّرا | |
ونُكِّستِ الأصنامُ فاللهُ قادرٌ | وهانَ أبو جهلٍ وبالذُّلِّ عُفِّرَا | |
وعاش كفرعون الأثيمِ معاندًا | تعالى على أهلِ الهدى وتجبَّرَا | |
وكم ضاق ذرعًا بالحنيفِ وأهلِه | وكم أرخص الغالي النفيسَ وأدبرَا | |
وما هي إلا جولةٌ وتنهنهتْ | قُوى البغيِ والأعمى الشَّقيُّ تعثَّرَا(4) | |
به سئمت دنيا ومنه تكدَّرت | نفوسٌ تولاها الضَّلالُ فأُجْبِرَا | |
فولَى وباءتْ بالتبارِ جنوده | وذاقَ بها عارًا وجمرًا تسعَّرَا | |
وفطرةُ ربِّي لن تزولَ ظلالُها | وإن عصفَ الإلحادُ في الناسِ أو عَرَا | |
فهل يتقي عضَّ الأسى وعيُ أُمَّةٍ | وتهجرُ ما ألقى الفسادُ وشرشرَا! | |
فليست ترى إلا الشَّريعةَ منهجًا | وغيرُ هدى الرحمن في السَّعيِ أخَّرَا | |
وما أوفتِ العهدَ الكريمَ بحقبةٍ | مع اللهِ إلا مجدُها قد تصدَّرَا! | |
وما أدبرتْ عن جنَّةِ الدينِ أنفسٌ | بعهدٍ مضى إلا هواها تكدَّرَا! | |
فدونَكِ وابني من ملاهيكِ موئلا | من الوهمِ تَلْقَيْ مابتيتِ مبعثرَا | |
فهذي حضاراتُ الضَّلالِ تبعثرت | ولمَّا تُقِمْ للدينِ والحقِّ منبرَا | |
رأيتُ الذين اليومَ جابوا فضاءَنا | بنحضِ صناعاتٍ وعقلٍ تبحَّرَا | |
يتيهون عن نبعِ السعادةِ فابتَنوا | لهم من لظى الأرزاءِ همًّا مسطَّرَا | |
ولم أرَ أوهى من بيوتِ فسادِهم | ولستُ أرى إلا أخسَّ وأحقرَا | |
يعيشوت لاأدري أللنَّفسِ والهوى | أم العيشُ ماباهوا المحافلَ في الورى | |
فما قيمةُ العيشِ المنغَّصِ بالأسى | إذا ارتاد أهلوه النجومَ كما نرى! | |
يعيشون للأمرِ الرخيصِ جهالةً | ولم يعرفوا فيها أجلَّ وأكبرَا | |
ولكننا نحيا ونُحيي قلوبَنا | ولا نرتضي فيها الفعائلَ منكَرَا | |
ونعلمُ من وحيِ الرسالاتِ أننا | سنُبعثُ يومًا كي نقومَ ونُحشَرَا | |
ونحيا حياةَ الخلدِ في دارِ ربِّنا | ونلقى الذي العهدِ كان مؤخَّرَا | |
ونسألُ ربَّ العرشِ أنْ لايُميتَنا | على غيرِ هذا الدِّينِ بالخيرِ أسفرَا | |
بغيرِ الهدى نشقى، حنانك ربَّنا | وفي العيشِ لن ننسى نِداك ونكفرَا | |
عصرنا من الأوجاعِ أفئدةً لنا | على شفتيها سؤلُنا ا تنكَّرَا | |
وخضنا دياجيرَ الكآبةِ والأذىً | فكلُّ فؤادٍ ظامئٍ قد تضوَّرَا | |
بعصرٍ عبوسٍ في ثناياهُ خطبُنا | تمطَّى وشدقاهُ المريبان أفغرَا | |
ويومئُ فتَّانًا ويبدعُ فنَّه | وخلفَ خُطاه مَن أجادَ و دبَّرَا | |
زمانٌ تشبَّثْنا بوهنِ حبالِه | وعيشٍ به قد عربدَ البؤسُ أغبرَا | |
فكم مرَّغَ الأعداءُ فيه شموخَنا | وكم روحُ زهوِ المجدِ بالهونِ سُمِّرَا | |
وحشدُ الملايين التي طابَ عيشُها | على زخرفٍ منه السَّرابُ تخيَّرَا | |
تنامُ على شوكِ الرزايا كأنَّها | عصافيرُ تخشى أن تطيرَ وتنفرَا | |
وتأكلُ من شلوِ الضياعِِ شهيَّه | كأنَّ جَوِاها ما أحسَّ ولا درى | |
وهاجتْهُ نَزْواتُ الميوعةً فاجتدى | لها موئلا أغنى هواهُ معفَّرَا (5) | |
فإصباحُه نومٌ وإمساؤُه هوى | وما ناءَ من همٍّ أناخَ وأثَّرَا | |
وما هو إلا صورةٌ منه أظهرَتْ | خبايا قلوبِ للملايين أعصُرَا | |
توارى محيَّانا الأصيلُ بزخرفٍ | فهل نبصرُ العادي علينا تسوَّرَا؟ | |
فَرِقَّةُ أبرادِ الهوانِ مهادُنا | على غفلةٍ منها الأبيُّ تحيَّرَا | |
ودغدغةُ الوعدِ المريبِ من العدا | هي الذلُّ من ضعفِ النفوسِ تحدَّرَا | |
نسينا بأن العزَّ والفخرَ لم يكن | سوى بهدى إسلامِنا ما تغيَّرَا | |
وقد راعنا ماخبَّأ الغربُ واكتوى | بجمرِ طغاةِ الشرقِ شعبٌ تدمَّرَا | |
فهاتِ لعينَيْك المصابيحَ مرَّةً | وأبعِدْ دجى تيهٍ عليها تحجَّرَا | |
ترَ الدمَ فوَّارًا وقلبَك مترعًا | بأرزاءِ خطبٍ قد أناخَ وأسبرَا (6) | |
يصبُّ الأساطيرَ التي فاضَ ذكرُ ها | بقصةِ شعٍبٍ ما صحا أوذكَّرَا | |
وما ضاقَ ذرعًا بالجراح سخينةً | وما لانََ قلبًا أو ضميرًا تفطَّرَا | |
أذاقَ أعادينا القلوبَ مرارةً | ونمضغُها حُلوًا يطيبُ وسكَّرَا | |
فكيف وقد هبَّتْ شعوبٌ ومزَّقتْ | ثيابَ توانيها ونحن كما تَرَى!؟ | |
وبين يدينا من مثاني خلاصنا | أضاءَ ليالينا هُداها وأسفرَا | |
فلم نرَ من ضيقٍ يلفُّ صدورَنا | ولا موكب الأبرار يومًا تعثَّرَا | |
تناسى بنو الإسلامِ في زخمِ الهوى | رفيفَ شذا الأسحارِ حيثُ تعطَّرَا | |
وناموا ولم يستيقظوا من هجوعهم | وما هجعَ الأتقى بها وتدثَّرَا | |
إذا أومأتْ دنيا الأغاني لأهلِها | رأيتَ فتى الإسلامِ للذِّكرِ شمَّرَا | |
وناجى بديع الكائناتِ تَبَتُّلا | ليحظى بقربٍ من رضاه ويشكرَا | |
ومن درنِ الآثامِ يغسلُ روحَه | بنورِ الرضا عبدًا تقيًّا مطهَّرَا | |
وما فَتَنَتْهُ الغانياتُ ولا الغِنى | وما نالَ منه اللهوُ إثمًا ومنكرَا | |
فحبُّ إلهِ الخلقِ طارَ بروحِه | على رفرفِ التقوى وللنفسِ حرَّرَا | |
تسامى على الأدنى ولذَّةِ ساعةٍ | وحنَّ إلى الجنَّاتِ شوقًا فبكَّرَا | |
كستْهُ يدُ الإيمانِ ثوبًا من التُّقى | فسابقَ بالروحِ الطهورِ بني الورَى | |
وربَّاهُ هَدْيُ المصطفى فسلوكُه | عليه سماويٌّ فما هو قصَّرَا | |
ففيمَ التَّواني عن معارجِ رفعةٍ | وفيمَ الصُّدودُ المرُّ فالبعدُ غيَّرَا | |
ألم ينكأ القلبَ النؤومَ حنينُه | أما ملَّ من طولِ الجفا وتضجَّرَا | |
ألمْ يَأْنِ للروحِ السَّجينِ انطلاقُه | ألمْ تغلبِ الأشواقُ رفرفةَ الكرى؟ | |
أما هيَّجتْ في القلبِ قرىُ أعينٍ | مثاني من التنزيلِ واردُها سرى؟ | |
ومن زمرٍ يأتون جنَّةَ ربِّهم | لكي يردوا حوضًا مصفَّىً وكوثرَا | |
وأبوابُها مابين هجرٍ ومكَّة | وأشجارُها طابت ثمارًا ومنظرَا | |
وفيها وياحُسْنَ الثوابِ زيادةٌ | مجاورةُ الرحمنِ أعظمَ ما ترى | |
إذا كشفَ اللهُ الحجابَ تنعموا | وطاب لقاهم بالنعيمِ محبَّرَا(7) | |
فأيُّ فتىً من بعد ذلك خدنُه | يعيش على غيرِ مَن عاشَ منكِرَا | |
معانٍ سرتْ في روحِ أمتِنا فما | توارى لها سِفرٌ ولا المجدُ أُقبِرَا | |
وأعطتْ ذرا العلياءِ نورًا وبهجةً | وأهدتْ إلى الدنيا الصَّباحَ مُنَوَّرَا | |
ةلم تُبقِ من شوكِ الأذى في طريقهم | فلن تطمسَ الدنيا هداها فتعذرَا | |
تفيضُ مغانيها أريجًا وبلسمًا | فيا بؤسَ مَن جافى شذاها و أدبرَا | |
أليس الهدى للعالمين غراسُه | فما للأفاعي تقطعُ النَّبتَ أخضرَا! | |
وما للطغاة المرجفين تناهشوا | جَنَاهُ وأغروا بالبيادرِ عسكرَا! | |
هنالك قد عانى الكرامُ وأُقْحِمَتْ | يدُ العارِ فيها مَن طغى وتنمَّرَا | |
أَمَوْتٌٌ وهل في غيره يُدفَعُ الأذى | فقد بحَّ صوتُ الأوفياءِ وأنذرَا | |
فما العيشُ في هذا التبابِ بمثمرٍ | ولكنَّه بالحقِّ والبِرِّ أثمرَا | |
ظلالُك ياقرآنُ عزٌّ لأٌمَّةٍ | وفيك ربيعُ بالفضائلِ أزهرَا | |
فإنْ هي للهدى آبتْ وجدتْ به | فلاحًا أتى للصَّالحين فسيَّرَا | |
*** | ||
رسولَ الهدى من فيضِ بِرِّك نستقي | ونرقبُ فضلَ اللهِ فتحًا مؤزَّرَا | |
لأُمتِك: الإسلامُ مازال دينُها | وإن باتَ ممشاها الوئيدُ مبعثرَا! | |
ورغم يد الأشرارِ تسعى لخنقها | فإنَّ سفينَ الصَّبرِ بالناسِ أبحرَا | |
لغيرك ربي لن تبثُّ شكايةً | إذا الخطبُ آذاها دجاهُ وكشَّرَا | |
وقلبي جرى فيه الحنينُ وأضلًعي | يضجُّ بها شوقي الطروبُ مسعَّرَا | |
يمزِّقُ من حُجْبٍ ويهفو لومضةٍ | وأعلمُ أنَّ الأمرَ كان مقدَّرَا | |
أتيت إلى حيِّ المبراتِ مجهدًا | أسوقُ رحالي شطرَ ظلِّكَ مؤثرَا | |
أناجيك ياربي وتدمعُ أعيني | وجفني عليه الهمُّ مما قد اعترَى | |
شريعتُك الغراءُ يابارئ الورى | أمانٌ بها والخير منها تفجًَّرَا | |
أتانا بها خيرُ النَّبيِّينَ رحمةً | بمنهجها حالُ الشعوبِ تغيَّرَا | |
مُحَمَّدُ يُسْتَسْقَى الغمامُ بوجهه | ووجهُ رحيبِ الكونِ بات منوَّرَا | |
وأنقذَ بالدِّين الحنيفِ خلائقًا | وأحكمَ صرحَ الخيرٍ إذ طابَ منظرَا | |
وجاءَ إلى الدنيا بفضلٍ ورحمةٍ | وللمؤمنين الصَّالحين مبشِّرَا | |
وينجو بآياتِ الكتابِ مَن اهتدى | ويلقى الذي عافَ الهدى ما تسعَّرَا | |
وعاش رحيما بالأنامِ ومثلما | له وصفُك الميمونُ ياربِّ أخبرَا | |
دعا الناسَ لم ينشدمدى العمرِ راحةً | لقلبٍ ولن يُطوَى هداهُ ويُقهرَا | |
وكان بهم برًّ رحيمًا وصابرًا | وأعظمُ مَن يهدي الورى مَن تصبَّرَا | |
ولم يألُ جهدًا في تَتَبعِ خيرِهم | ويجعلْ لهم دربَ السلامةِ أخضرَا | |
وحذَّرَهم غيَّ العصورِ وأهلِها | على نهجِ دينِ اللهِ أن يتغيرَا | |
فما أكثرَ الأعداء من كلِّ ملَّةٍ | وكم من سفيهٍ للمفاسدِ كشَّرَا | |
وكم من شقيٍّ جاءَ بالزورِ لاهثًا | ويرمي رجالاتِ الشريعةِ منكِرَا | |
ولكنَّهم باؤوا بما قد تورطوا | وجافاهُمُ شعبٌ أبيٌّ ونفَّرَا | |
أولئك ألقوا للتنابذِ فتنةً | وقد دحرتْها أمَّتي فانطوتْ وَرَا | |
فهاهم إلى عزفِ القيانِ تراكضوا | وكلُّهُمٌ بالموبقاتِ تدثَّرَا | |
فما للشبابِ اليومَ هاموا لشهوةٍ | وفيمَ أخو الشيبِ الحليمِ تهوَّرَا! | |
فياسيِّدي ياخيرَ مَن طلعَ الضُّحى | عليه وعذري أن أقولَ وأنهرَا | |
محجتُك البيضاءُ فينا ضياؤُها | خبا وهدى الرحمنِ ما باتَ آمرَا | |
ولم ترَ فينا غيرَ مَنْ نامَ أو نأى | ومَن شذَّ عن شرعِ الهدى وتنكَّرَا | |
ولولا رجالٌ يحفظون عهودَهم | لأمسى علانا كالبسابسِ مقفرَا | |
تداعى علينا مثلما قلتَ عالَمٌ | أتى لهلاكِ الأوفياءِ مغرَّرَا | |
ونحن شتاتٌ ليس يجمعنا الهدى | سناهُ يلمُّ الشَّملَ في ظُلَمِ السٌّرَى | |
وطالَ بنا ليلُ الهوانِ تردُّنا | يدُ الخطبِ مفجوعين كي نتذكرَا | |
لعلَّ قلوبًا غرَّها الزيفُ ترعوي | وأنفُسَ مَن ضلُّوا ترَ الحقَّ معبَرَا | |
لكي يملأَ الإسلامُ أمتَنا هدىً | ويرجعَ مَنْ عادى الحنيفَ ويقصرَا | |
فهذا صريخُ المسلمين نحيبُه | بأربُعِنَا قد باتَ بالكربِ مُحضَرَا! | |
وقد أنهكتْهُ النازلاتُ فلا ترى | له جسدًا إلا وأصبحَ أغبرَا | |
يقولُ: متى ياقومُ تَسْتَيْقِنُوَنها | لياليَ فتحٍ فجرُها هلَّ أنورَا | |
فقوموا إلى بشرى نَبِيِّكُمُ الذي | أتاكم وإنْ صالَ العدوُّ وعسكرَا | |
إذا انقادَ للإيمانِ شعبي فإنَّه | يبدِّدُ عن وجهِ الفخارِ أسىً عرَا | |
ويضرمُ في ساحِ الجهادِ مواقدًا | تنيرُ طريقًا للخلاصِ مُحًررَا | |
ويحشدُ في أرضِ الملاحمِ موكبًا | ينالُ به نصرًا عزيزًا مؤزَّرَا | |
ويرفعُ راياتٍ يكبِّرُ جندُها | وينصرُ ربُّ العرشِ حيشًا مكبِّرَا | |
هو الحقُّ بالإيمانِ تقوى زحوفُه | فليست تخافُ النَّقعَ جمرًا تسعرَا | |
فقد مضتِ الأحقابُ والشَّعبُ نائمٌ | وما كان مهدُ النائمين مُسَوَّرَا | |
وما كان يدري ما يُساقُ لدينِه | وما جاءَ في قرآننا و تدبَّرَا | |
وألقى لأعداء الشريعةِ رسنَه | فألفى حياةَ الذلِّ موتًا مُكَوَّرَا | |
وتاه بنوه الغافلون جهالةً | فعادوا إلى وادي التعاسة قهقرَى | |
ولاذوا بأحزابٍ وفكرٍ مسَفَّهٍ | فوجهُ علاهم من أذاها تذمَّرَا | |
فياربِّ هيِّئْ للشعوبِ خلاصَها | فسعمُ أعاديها رمى ما تأخَّرَا | |
ويا أمتي عودي إلى اللهِ كي تَرَيْ | فلاحًا وإصلاحًا وخيرًا منشَّرَا | |
فهبِّي فهذا العصرُ للدِّينِ صحوةٌ | سناها لأسوارِ المظالمِ كسَّرَا | |
وذي دولُ الإلحادِ داستْ نعالُها | شيوعيةَ الإلحادِ والقيدُ كُسِّرَا | |
وقدَّمت الآلافَ قتلى لسحقها | نظامًا هواهُ للشعوبِ تنكَّرَا | |
فكيف ينامُ المسلمون وحالُهم | على أرضِهم في نارِ كربٍ تفجَّرَا | |
وفيهم كتابُ اللهِ يُزجي بيانَه | فصيحَ المعاني إذْ أبانَ وكرَّرَا | |
هو النُّورُ مَن وافاهُ عاشَ مكرَّمًا | وأحرزَ في الدَّارينِ فوزًا ميسَّرَا | |
*** | *** | |
أَيُروى شقيٌّ من حبورِ تراثِه | وباتَ العنا في ناظريْهِ مُنَفِّرَا! | |
ومَن لتراثٍ يدفعُ الخبَّ صدقُه | ويمسحُ عنه الرَّانَ أيامَ ما اعترَى | |
حداثتُهم غيٌّ وحربٌ على الهدى | وثوبُ تباهيها تراهُ مُقَوَّرَا | |
أتانا بها من كلِّ حَدْبٍ مغفَّلٌ | خبيثُ النوايا حيثُ حلَّ مكشِّرَا | |
فإنْ ردَّه ليثٌ تراهُ مجندلا | وتلمحُ ذاك الوجهَ أغبرَ أصفرَا | |
لقد زيَّنوا للناسِ زيفَ تغرُّبٍ | ودافوهُ سمًّا في حواشيهِ مضمرَا | |
يغنُّون للآتي الجديدِ ولم يكنْ | وإن جهلوا إلا أخسَّ وأقذرَا | |
وميزانُنا شرعُ العليمِ بخَلقِه | و واقعُنا هذا الذي قد تضجَّرَا | |
فهلا سألْتُم عن جهابذةٍ رأوا | بميدانِ هذا الفنِّ سحرًا تصدَّرَا | |
فهاتوا لنا مايصلحُ الأمرَ عنهمُ | لنلقى به وجهَ الخلاصِ بلا مِرَا | |
وهل عندهم عقلٌ فدتْهُ عقولُهم | بمنوالِه نسجٌ نراه مُشَيَّرَا (8) | |
وهل عندهم روحٌ يردُّ أذى العدا | ويهفو إلى نقعِ الطعانِ غضنفرَا! | |
ويحيا نقيًّا بالوفاءِ وبالتُّقَى | ويبني لنا حصنًا حصينًا مجدَّرَا! | |
ويهتكُ سِترَ المارقين ومن يُرَى | عليه أماراتً الدهاءِ مزوِّرَا! | |
وهل عندهم أغلى وأحلى من الهُدَى | وأسمى من القرآنِ قولا وجوهرَا! | |
نَحِنُّ إلى وجهٍ كوجه جدودِنا | على وجنتيهِ النُّورُ هلَّ منشَّرَا | |
ويحملُ أسفارَ الطهارةِ والشَّذا | ويملآُ دنيانا القشيبةَ عنبرَا | |
ويُسمعُنا صوتًا صداهُ بأضلعٍ | على الزمنِ المفجوعٍ صاحَ وحذَّرَا | |
فإنا نحبُّ الخيرَ للناسِ كلِّهم | ولا عاشَ مَن لم يُكرمِ الناسَ خَيِّرَا | |
أحبُّ الورى أبناءُ جلدتِنا لنا | عسانا بهم نلقى الودادَ مؤثِّرَا | |
ونطوي معًا ذَوْبَ الكآبةِ والجفا | ونحيي بدنيانا التسامُحَ نيِّرَا | |
وندركُ بالتَّقوى الفلاحَ فإنَّه | كفانا الذي أَغنَى الفسادَ وثرثرَا | |
*** | *** | |
يدوِّي بأنفاسِ الربيعِ نهارُنا | ويخضلُّ في وجهِ البشائرِ مسفرَا | |
تفحُّ حواليه الأفاعي وكم عدا | على حلمِه الفينانِ أفعى مصفِّرَا (9) | |
وكم هي حامت كالينابيعِ سمُّها | يساقي لياليها الطوالَ لتزخرَا | |
وكم لدغت قلبًا بقاتلِ نابِها | وما انقلبتْ إلا وشُلَّ معفَّرَا | |
مدى صبحِنا مجدٌ بهيٌّ و نعمةٌ | جَرتْ من بطونِ الغيبِ في الأرضِ أنهُرَا | |
لنا الألقُ الوهَّاجُ في أفقِ مجدِنا | يرفُّ ابتهاجُ النورِ حيثُ تحدَّرَا | |
ومن أزلٍ أعيا الطغاةَ شعاعُه | فما ردَّه باغٍ وأنْ كان أمهرَا | |
وأفحمَ طاغوتَا ودمَّرَ صرحَه | وأخرسَ قوَّالا وأطفأ محجرَا | |
ولم يبقَ إلا وحيُه و رفيفُه | يطمئنُ مَن يرضَى الشريعةَ مُبصِرَا | |
وما هي أحلامٌ على جفنِ واهمٍ | لها وجدَ الرَّؤةن شأنا مُبَرَرَا | |
ولكنها عينُ الحقيقةِ مثلما | يراها كنورِ الشمسِ يسطعُ في الورى | |
ويسمعُها النَّائي نشيدًا مقدَّسًا | يرنُّ صداهُ في المغاني مبشِّرَا | |
ضحوك محيَّاها لدائكَ بلسمٌ | وجنَّتُها تُغني التَّذَوُّقَ سُكَّرَا | |
أكبَّ عليها الأوفياءُ فأغدقتْ | وكلُّ فقيرٍ جاءَها باتَ موسِرَا | |
سكساها الذي سوَّى وابدعَ صُنعَه | جلالا به كانت أحقَّ و أجدَرَا | |
ولمَّا تزلْ بالمكرماتِ ظليلةً | وللخيرِ مازالتْ بدهرِك محوَرَا | |
رويدك لاتركنْ لزخرفِ فتنةٍ | ولا لسرابٍ لاحَ في الدَّربِ نيِّرَا! | |
فلم تبقَ زيناتُ الحياةِ إلى غدٍ | ولن تجدَ المأثورَ فيها مُذَخَّرَا | |
أضاءتْ سويعاتٍ وغابَ شعاعُها | و ولَّى بأهداب المسرةِ مدبرَا | |
كُوى الأُنسِ لايُجدي السجينَ شعاعُها | وخلفَ الكُوى أُفقٌ يراهُ منوَّرَا | |
ولن يجحدَ الفضلَ الأثيرَ أخو الحِجَى | ولن يُغلقَ البابَ المقدسَ مَن يرَى | |
أفاضَ النَّدى دينُ النَّبِيِّ مُحَّمَّدٍ | وأغنى هُداهُ الناسَ بِرًّا وعمَّرَا | |
فطابَ لذي تقوى ولان لذي أسى | و وافى حقولَ الصَّالحين ميسِّرَا | |
ودولتُه أعطتْ عدالةَ حكمِه | شعوبًا طوتْ في الأرضِ كسرَى وقيصرَا | |
وأرخى جناحَيه الشِّديدُ بظلها | وللحقِّ بالإذعانِ جاءَ ليُعذَرَا | |
وما هجمَ الذئبُ الجسورُ على القرى | وما أبصرتْ عينٌ غرابًا تنسَّرَا | |
تآختْ على الإسلامِ أنفُسُ أُمَّةٍ | وألقتْ مُدى البغيِ الذي صارَ منكرَا | |
فسبحان مَن يهدي لرحمةِ دينِه | بلادا و قومًا فاصطفاهم وآثَرَا | |
فما لشعوب المسلمين تبدَّدتْ | قُواها وأرداها الشقاءُ مدمِّرَا | |
وأخوت على مُرِّ المصابِ نفوسُها | وكان لها الفتحُ المبينُ ميسَّرَا | |
ألمْ تكُ في (بدرٍ) مؤيَّدةً لها | من اللهِ إمدادًا أتى ما تآخَّرَا | |
فألقت على قعرِ القليبِ طغاتَهم | وهدَّمَ جندُ اللهِ بالنَّصرِ خيبرَا | |
طافَ الهدى دنيا الأنامِ بنورِه | ولم يُبْقِ إظلامًا ولم ينسَ معسِرَا | |
فأين الرجالُ الصِّيدُ في أمَّة الهدى | يعيدون وجهًا للسعادةِ مقمرَا | |
وإنا وإن جاسَ الغزاةُ ديارَنا | وهاجوا فإنا لن نضلَّ ونكفرَا | |
سنحمى حمى الإسلام مهما تآمروا | وإن جارَ أهلً الكفرِ أو مكرهم عرا | |
ستبقى على الدين الحنيفِ جموعُنا | ولن نقبلَ النهجَ السقيمً مُزوَّرَا | |
ولسنا من الناسِ الذين تهوَّدوا | على حِقبةٍ تُطوَى ولن نتنصًّرَا | |
لنا في كتابِ اللهِ أكرمً منهجٍ | وفوق الثَّرى أعلى المهيمنُ مشعرَا | |
وفي السُّنَّةِ الغرَّاءِ عزٌّ ورفعةٌ | فلن نهجرَ المجدَ الوريفَ ونخسرَا | |
فكم طلعَ الفجرُ الوضيءُ بوجهنا | يسبِّحُ خلاَّقَ الوجودِ مُكَبِّرَا | |
وكم جادَ بستانُ الشريعةِ بالنَّدى | وأعطى فلن يلقى فتاهُ تَضَوُّرَا | |
بكلِّ ميادين المآثرِ كفُّه | تجودُ ويأتي بالعطايا مبكِّرَا | |
وظلُّ مآتيه الرخيَّةِ جنَّةٌ | وما كان ظلُّ الخيرِ يومًا مُنَفِّرَا | |
لقد مات في كهفِ المآسي دخانُهم | ونورُ المثاني لن يموتَ ويقبرَا | |
تلألأ في صدرِ الزمانِ ابتهاجُه | و وافى عمومَ الناسِ زهوًا معطَّرَا | |
شهودُ مثانينا وقد ذاعَ ذكرُهم | تراهم على عرشِ المفاخرِ حُضَّرَا |
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
هوامش:
(1) قهقرى: الرجوع إلى الخلف.
(2) الإسهاد: مصدر أسهد، سهد المريض أرق ولم يستطع النوم.
(3) تدهده: تدحرجَ المتسلق من منتصف الطريق.
(4) تنهنهت ؛ زُجرتْ وكُفَّت عن بغيها.
(5) اجتدى: طلب العطية.
(6) أسبرا: سعى لإدارك خفايا الطغاة والأعداء.
(7) محبَّرا: تحبير الشيء تحسينه وتزيينه.
(8) مشيرا: يشار إليه بأصابع الاتهام. معيَّن، محدَّد.
(9) تفح: فحيح الأفعى صوت يخرج من فمها بشدة وكأنه تنفُس.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد