علاقة الأبناء بالأمهات والآباء


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

علاقة الأبناء بالأمهات والآباء تتعلق بأمور ثلاثة:

١- الحقوق الواجبة: وهو ما ورد في الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي توجب البر والإحسان وحسن الصحبة، فهنا يجب حق الأم وتفضيلها ومضاعف، مع بقاء حق الأب وعدم إهداره، فالإحسان لهما ليس من باب التضاد بل التكامل.

٢- المحبة الفطرية للمحسن وتفسير ما واقع حب الأطفال لأمهاتهم: وهي مما فطر وجبل عليه الإنسان، فالإنسان يُحِبُّ ويُحَبُّ، ويُحِبُّ أن يُحَبَّ، لا غنى للمرء عن ذلك، فهي من مقتضيات الاجتماع ولوازم العلاقات، لا تنفك عن البشر.

ومما فطر الله عليه الإنسان حب من أحسن إليه ومن بذل روحه وصحته ووقته ونومه وغذاءه له، ولا يجحد ذلك إلا اللئيم، ولا يشك عاقل أن أعظم من بذل ذلك الأم لأطفالها، هذا هو الأصل الذي عليه معظم الأمهات، ومن هذه أخلاقها وأفعالها فإنها تستوجب فطرة أن تحب فضلًا أن يحبها أبناؤها بمقدار يفوق الأب، وهذا أمر مشهود معروف مفطورة عليها القلوب لما للأم من لطف، ورحمة، ومودة، وإحسان بأطفالها، ورقة في تعاملها، فكان لزامًا أن تستحق المحل الأعظم من محبة أبنائها، والأم تحب ذلك من أبنائها ويحزنها أن يظهر منهم خلاف ذلك.

٣- محبة القلوب لا إرادية: المحبة لا تقع غالبًا بإرادة الشخص، فالقلوب تميل لمحبة المحسن لها الودود معها، وليس أعظم من الأمهات في ذلك، لكن ربما تختلف الأمهات في ذلك، ويكون الأب أكثر مودة ولطفًا فيميل القلب لمحبته أكثر، ولا إثم في ذلك إذا لم يفرط الأبناء في الحقوق الواجبات، فالأدلة واضحة في استحقاق الأم لتلك الحقوق أعظم من الأب، لكن المحبة ربما لا يملكها الإنسان فيميل إلى أبيه قلبيًا أكثر من أمه ولا حرج عليه - إذا لم يظهر هذا منه؛ لأنه بما يحزنها-  ولم يفرط في حقوقها الواجبة لها عليه من البر وحسن الصحبة والإحسان بما هو أعظم من حقوق الأب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply